باحثون مصريون وألمان يشاركون غدا في مؤتمر التطبيقات السلمية للطاقة الذرية

تنطلق غدا الاثنين بالقاهرة فعاليات مؤتمر "الذرة من أجل السلام" الذى تنظمه على مدى يومين هيئة الطاقة الذرية المصرية بالتعاون مع مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية وبمشاركة مئة وخمسين من العلماء والباحثين المصريين والألمان من جامعات ومراكز بحثية مختلفة فى مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، كما يحضره أيضا ممثلو الجهات الألمانية في مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية .
وقال الدكتور إباء الحصرى مدرس الكيمياء الصيدلية ورئيس ومنظم المؤتمر فى بيان صحفى حصلت وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ.) على نسخة منه إن " الهدف الرئيسى من هذا المؤتمر هو تنشيط التبادل العلمى بين جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية فى مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، وذلك من خلال المنح العلمية وفرص تمويل المشروعات البحثية المختلفة ، والمقدمة من الجانب الألمانى لشباب الباحثين المصريين فى مختلف التخصصات العلمية .
وذكر أن أهمية المؤتمر تتمثل فى إعداد كوادر مصرية شابة ذات خبرات علمية وعملية ومدربة على أحدث ما وصل إليه العلم فيما يخص التطبيقات السلمية للطاقة الذرية ومجالاتها التنموية المختلفة لخدمة شعوب المنطقة ، وأن المؤتمر يعد بوابة لحصول شباب الباحثين المشاركين فى فعاليات المؤتمر والحاصلين على درجة الدكتوراه وعددهم 48 باحثا على منح المؤسسة للقيام بمشروع بحثى بالاشتراك مع أحد الباحثين الألمان فى إحدى الجامعات والمراكز البحثية الألمانية .
وأشار الدكتور إباء الحصري، وهو أيضا أحد الباحثين المصريين الحاصلين على منح مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية، إلى أن المؤتمر سيتناول العديد من الموضوعات البحثية المختلفة المتعلقة بمجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، ومنها الطب النووى والكيمياء النووية وعلوم المواد والتطبيقات الصناعية والطبية والتقنية للمفاعلات البحثية السلمية، وإدارة النفايات النووية وغيرها من المجالات المتعلقة بالمجال النووى السلمى.
وأكد رئيس المؤتمر على أن أهمية إختيار هذه الموضوعات البحثية لمناقشتها خلال المؤتمر يرجع إلى أن مصر تمتلك "مفاعل مصر البحثي الثاني" بقدرة 22 ميجا وات لإنتاج النظائرالمشعة التي تستخدم في المجال الطبى فى تشخيص الأمراض وعلاج الأورام السرطانية، وكذلك أيضا ضرورة التخلص الآمن من النفايات المشعة السائلة والصلبة الناتجة عن مخلفات المصانع والمستشفيات وغيرها من المنشآت النووية .
واستطرد يقول "أما في مجال الفيزياء وعلوم المواد، فتأتى أهمية الموضوع في التطبيقات العديدة لتكنولوجيا الإشعاع في الصناعات الهامة، علي سبيل المثال تكنولوجيا النانو وأشباه الموصلات وصناعة البوليمرات، وكذلك أيضا استخدام التكنولوجيا النووية في دراسة الآثار ".
يذكر أن البوليمرات هي مواد مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكررة من الجزيئات ، وتتواجد فى كل جوانب الحياة الحديثة تقريبا ، حيث يتم استخدام المنتجات التى تتواجد فيها البوليمرات من زجاجات المياه وإطارات السيارات واللدائن وحتى الملابس والورق ومواد البناء والزجاج.
ويشارك فى المؤتمر البروفيسور ماتياس شميت من جامعة كولونيا و هانز يورجن فيستر من جامعة ميونخ التقنية ، للتحدث عن إنتاج واستخدام المستحضرات الصيدلانية المشعة في الطب النووى لعلاج الأورام الخبيثة، والدكتور هايكو جرستنبيرج الخبير في المفاعل البحثي السلمي التابع لجامعة ميونخ التقنية ويتناول موضوع التطبيقات الطبية والتقنية والصناعية للمفاعلات البحثية السلمية .
وتلقى الدكتورة جابريلا فويجت محاضرة عن دور المرأة فى العلوم النووية ، إلى جانب العديد من الباحثين والعلماء الألمان الأخرين الذين سيتحدثون عن عدد من المحاور الأخرى من بينها كيفية التخلص الآمن من النفايات النووية، ودور المرأة في مجالات العلوم النووية ومشاركتها الفعالة في القطاع النووى .
ومن الجانب المصرى يقوم خمسة عشر باحثا من جامعات ومراكز بحثية مصرية مختلفة بإلقاء محاضرات عن موضوعات بحثية فى مجالات العلوم النووية المختلفة .
ويعتبر "مؤتمر الذرة من أجل السلام " هو المؤتمر الدولى الثانى الذى يعقد فى مصر تحت رعاية مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية بعد مؤتمر "الشبكة الألمانية- المصرية للإبداع والتنمية" الذي رعته المؤسسة أيضا فى مصر وعقد في عام 2017.
وتعود نشأة مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية إلى عام 1953 ومقرها مدينة بون، وتعمل المؤسسة على تدعيم التعاون بين صفوة العلماء والباحثين من ألمانيا ومختلف دول العالم ، وتتيح المؤسسة الزمالات البحثية وجوائز البحوث للعلماء والباحثين وكذلك السفر إلى ألمانيا للعمل فى مشروع من اختيار الباحث ذاته .
ويتم تمويل مؤسسة الكسندر فون هومبولت من قبل وزارة التعليم والبحث العلمى فى الحكومة الألمانية، وقد حصل أكثر من 29000 باحث على مستوى العالم فى 140 دولة على منح هذه المؤسسة، ومنهم أكثر من 400 باحث مصرى فى جمهورية مصر العربية من جامعات ومراكز بحثية مصرية مختلفة.