قال الدكتور إباء الحصرى مدرس بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية، ورئيس ومنظم مؤتمر «الذرة من أجل السلام» وأحد خريجي منح مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية أن مؤسسة الهومبولت هى أحد أهم وأكبر الجهات الحكومية الألمانية الداعمة للبحث العلمى، وتقوم بتمويل التبادل العلمى بين ألمانيا وكل دول العالم فى جميع التخصصات العلمية من علوم طبيعية وعلوم إنسانية. وأضاف الدكتور إباء الحصرى أن مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية هى التى ستمويل مؤتمر "الذرة من أجل السلام" والمزمع عقده فى الفترة من 14 إلى 15 أكتوبر الجارى تحت رعاية هيئة الطاقة الذرية المصرية، مشيرًا إلى أن التعاون المصرى الألمانى ممتد على مدى 60 عاماً فى المجالات العلمية والثقافية والتربوية والفنية بموجب مذكرة التفاهم بين مصر وألمانيا والموقعة فى 11 نوفمبر 1959، والتى شملت مؤسسة ألكسندر فون هومبولت و معهد جوتا والهيئة الألمانية للتبادل العلمى ومعهد الآثار الألمانى وغيرهم. كما أوضح أن الهدف الرئيسى من هذا المؤتمر هو تنشيط التبادل العلمى بين جمهورية مصر العربية وجمهورية ألمانيا الإتحادية فى مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، وذلك من خلال المنح العلمية وفرص تمويل المشروعات البحثية المختلفة والمقدمة من الجانب الألمانى لشباب الباحثين المصريين فى مختلف التخصصات العلمية لمدة تتراوح مابين 6 أشهر إلى عامين، كما تأتى أهمية هذا المؤتمر فى بناء كوادر مصرية شابة ذات خبرات علمية وعملية ومدربة على أحدث ما وصل إليه العلم فيما يخص التطبيقات السلمية للطاقة الذرية ومجالاتها التنموية المختلفة لخدمة شعوب المنطقة. ويعد المؤتمر بوابة لحصول شباب الباحثين - المشاركين في المؤتمر والحاصلين على درجة الدكتوراه وعددهم 48 باحث مصرى - علي منح المؤسسة للسفر لألمانيا للقيام بمشرع بحثي بالإشتراك مع باحث ألماني في إحدى الجامعات والمراكز البحثية الألمانية لمده تتراوح من 6 أشهر إلى عامين، وبعد العوده إلى أرض الوطن تقوم المؤسسة بتمويل البحث العلمي في مصر من الجانب الألماني من خلال خريجى المؤسسة. وأكد الحصري أنه إنطلاقاً من رغبته فى رفع الوعى لدى الجمهور عن الإستخدامات السلمية للطاقة الذرية فى كافة المجالات التنموية فى مصر، فقد قام بتنظيم هذا المؤتمر تحت عنوان "الذرة من أجل السلام"، موضحاً أنه لا غني عن إستخداماتها السلمية في حياتنا اليوميه، وأن لها دوراً هاماً في مجالات لا حصر لها ومنها تحسين المحاصيل الزراعية والغذاء والثروة الحيوانية والصناعات المختلفه وتعقيم الأدوات الطبية وعلاج بعض الأمراض والحفاظ علي البيئة وإنتاج الطاقة والأبحاث العلمية وتحليل المواد وتحلية مياه البحر. ومن المقرر أن يشارك فى المؤتمر عدد 150 مشارك من الباحثين المصريين والألمان من جامعات ومراكز بحثية مختلفة فى مجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، بالإضافة إلى عدد من العلماء المصريين خريجي منح مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية من مختلف الجامعات والمراكز البحثية فى مصر، كما يشارك ممثلو الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجهات الألمانية فى مصر. وأضاف أن المؤتمر سيتناول العديد من الموضوعات البحثية المختلفة المتعلقة بمجال التطبيقات السلمية للطاقة الذرية، ومنها الطب النووى والكيمياء النووية وعلوم المواد والتطبيقات الصناعية والطبية والتقنية للمفاعلات البحثية السلمية، وإدارة النفايات النووية وغيرها من المجالات المتعلقة بالمجال النووى السلمى. وسيشارك فى المؤتمر البروفيسور ماتياس شميت من جامعة كولونيا و هانز يورجن فيستر من جامعة ميونخ التقنية للتحدث عن إنتاج وإستخدام المستحضرات الصيدلانية المشعة في الطب النووى لعلاج الأورام الخبيثة، والدكتور هايكو جرستنبيرج الخبير في المفاعل البحثي السلمي التابع لجامعة ميونخ التقنية وتتناول للتحدث عن التطبيقات الطبية والتقنية والصناعية للمفاعلات البحثية السلمية، والدكتور يورج مونيج من مؤسسةGRS الألمانية للتحدث عن التخلص الآمن من النفايات النووية، وأيضاً الدكتورة جابريلا فويجت رئيسه جمعية المرأة في العلوم النوويه العالمية (WiN Global) وستتناول في محاضرتها موضوعاً عن دور المرأة في مجالات العلوم النووية ومشاركتها الفعاله في القطاع النووى، ومن الجانب المصري سوف يقوم عدد 15 باحث مصرى من جامعات ومراكز بحثية مصرية مختلفة بإلقاء محاضرات عن موضوعات بحثية مختلفة فى مجالات العلوم النووية. وتاتى أهمية إختيار هذه الموضوعات البحثية لمناقشتها خلال المؤتمر في أن مصر تمتلك "مفاعل مصر البحثي الثاني " بقدرة 22 ميجا وات لإنتاج النظائرالمشعة التي تستخدم في المجال الطبى فى تشخيص الأمراض وعلاج الأورام السرطانية، وكذلك أيضا ضرورة التخلص الآمن من النفايات المشعه السائلة والصلبة الناتجه عن مخلفات المصانع والمستشفيات وغيرها من المنشآت النووية، أما في مجال الفيزياء وعلوم المواد، فتأتى أهمية الموضوع في التطبيقات العديدة لتكنولوجيا الإشعاع في الصناعات الهامة، علي سبيل المثال تكنولوجيا النانو وأشباه الموصلات وصناعة البوليمرات، وكذلك أيضا إستخدام التكنولوجيا النووية في دراسة الآثار. وأوضح الدكتور إباء الحصرى أن خريجى منح مؤسسة الهومبولت الألمانية هم نخبة مختارة من العلماء فى دول العالم المختلفة فى مختلف التخصصات العلمية، مشيراً إلى القامات العلمية لأبناء المؤسسة ومنهم عدد من رؤساء المركز القومى للبحوث وهيئة الطاقة الذرية وعدد من الحاصلين على جوائز الدولة للتفوق العلمى ورؤساء جامعات وعمداء لكليات ومستشارين ثقافيين بالسفارات المصرية. وأضاف الحصرى، أن هناك أكثر من 50 عالم على مستوى العالم من خريجى منح مؤسسة ألكسندر فون هومبولت الألمانية قد حصلوا أيضاً على جائزة نوبل فى تخصصاتهم البحثية، ومنهم العالم المصرى الجليل الدكتور أحمد زويل. جدير بالذكر أن مؤسسة الهومبولت الألمانية تأسست عام 1953 ويقع المقر الرئيسى والوحيد لها فى مدينة بون الألمانية، ويتم تمويل المؤسسة من قبل وزارة التعليم والبحث العلمى فى الحكومة الألمانية، وقد حصل أكثر من 29000 باحث على مستوى العالم فى 140 دولة على منح هذه المؤسسة، ومنهم أكثر من 400 باحث مصرى فى جمهورية مصر العربية من جامعات ومراكز بحثية مصرية مختلفة.