بعد مرور ما يقرب من عقد على رحيل الأديب والروائي فرانس كافكا، وبالطبع رحيل جزء من أعماله معه؛ التي لم يقدر لها النشر كاملة مرة أخرى بعد وفاته؛ حيث تركها كافكا لصديقه وكاتب سيرته "ماكس برود"، مشددا عليه بأن يحرقها جميعا عقب وفاته، إلا أن الأخير احتفظ بها، ولهذا رحل كافكا ومن بعده صديقه وبقيت المؤلفات. واليوم يقدر لهذه الأعمال الإحياء مرة أخرى؛ حيث أعلنت المكتبة الوطنية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، فوزها بالعثور على جزء من أعمال الراحل كافكا، مشيرة بأنها قد كسبت معركة الحصول على ملكية أعمال الأديب اليهودي الأصل، حسبما ذكرت رويترز. بدأت القصة بعثور الأختين «إيفا هوف، وروث ويسلر» على أعماله التي كتبها قبل وفاته ولم يقدر لها الخروج إلى النور؛ حيث أكدتا بأنهما حصلا على الأعمال الأخيرة لكافكا، وذلك بعد وفاة والدتيهما " إستر هوف"؛ والتي كانت تعمل سكرتارية لصديق كافكا "برود"؛ ومن ثم استطاعت العثور على أعمال "فرانس" من خلاله، وبخاصة أن "ماكس" قد ضرب بوصية المؤلف عرض الحائط، وهي حرق أعماله جميعا. ويحوي الأرشيف عدة أعمال لكافكا؛ وهي: كتاب "تمارين" كان يستذكر فيه اللغة العبرية ومئات الرسائل الشخصية إلى برود وغيره من الأصدقاء، ويوميات كتبها في أسفاره، بالإضافة إلى ثلاثة مسودات لرواية لكافكا بعنوان "تحضيرات لعرس في الريف". وأكدت "المكتبة" أنها قد حصلت منذ عام 2008 على حكم قانوني، يتيح لها الحق في امتلاك كتابات كافكا التي قد تركها بحوزة "برود". وأشارت المكتبة أنها بدأت منذ عام 2016، في جمع كتابات كافكا من مواقع مختلفة في ألمانيا وإسرائيل، فضلا عن خزينة في بنك سويسري؛ قد توصلت إليها قبل أسبوعين وحسب. وقال أمين العلوم الإنسانية في المكتبة، ستيفان ليت، إن المجموعة التي حصلوا عليها تضمنت رسومات مختلفة، مؤكدا لرويترز ”أجزاء منها معروفة والبعض الآخر ليس كذلك. ربما هذا هو أحد أهم الأشياء“.، مضيفا بأنه ”سيتم رقمنة جميع كتابات كافكا التي نحتفظ بها الآن لدينا وستكون متاحة للجمهور في جميع أنحاء العالم“. وأضاف "ليت" بأنه يطمح في نشر "أعمال الراحل كافكا قبل أن ينتهي هذا العام؛ حيث تتاح كتاباته بأرشيف على الانترنت. تُوفي كافكا عام 1924، عن عمر يناهز الأربعون، بعد أن أصيب بمرض السل، وسافر لتلقي العلاج، غير أنه لم يجد نفعا.