أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بإتاحة قراءة أعمال لفرانز كافكا، لم تنشر من قبل، بعد نزاع قانوني حول مجموعة من الصناديق تضمنت نسخا أولية مطبوعة، ورسائل، وقصة قصيرة كتبها بخط يده تم الكشف عنها للمرة الأولي ومجلات كتبها صديقه و مستشاره ماكس برود. وتركها لسكرتيرته إيثر هوف، التي توفيت منذ ثلاث سنوات تاركة تلك الصناديق إرثا لإبنتيها إيفا هوف وروثي ويسلر، اللتين سعيتا لإخفاء تلك الوثائق بحجة أن في كشفها تهديدا لوضعهما الإجتماعي وخصوصيتهما، إلا أن تاليا ميلمان قاضية محكمة "تل أبيب" رفضت تحريك القضية، وحكمت بوجوب عرض تفاصيل تلك الوثائق علنا. وبذلك الحكم فشلت محاولات إيثرهوف أن تظل تلك الوثائق طي الكتمان طوال تلك الفترة، رافضة الطلبات المتكررة من الحكومة الإسرائيلية لتسليمها الأوراق، متحملة تعرضها للإعتقال للإشتباه في تهريبها للوثائق خارج البلاد! صدر في تصريح رسمي للمكتبه أنها سعدت بانه:"أخيرا سوف يتم البدء في تنفيذ وصية دكتور ماكس برود"، الذي طلب منه كافكا إحراق الوثائق حيث كتب له قبل وفاته:"طلبي الأخير. كل ما تركته من مذكرات ونسخ مخطوطات، و خطابات، يجب حرقها" إلا أنه رفض الإنصياع لرغبة صديقه المحتضر قائلا إنه كان مشوشا، وإحتفظ بها، وفي سنة1939عشية الغزو النازي قام بتهريب صندوقين منها إلي "فلسطين" خلال حرب"السويس"1956، بينما انتقلت أجزاء أخري من الأرشيف إلي سويسرا، مما أدي لإنقاذ بروفات"القلعة"و"المحاكمة"و"أمريكا" من الدمار. حتي أصبحت ملكا للأختين اللتين باعتا بعضها بالفعل مثل بروفة"المحاكمة" إلي الأرشيف الأدبي الألماني، وبعد الحكم بفتح الصناديق و بعضها مودع في البنوك الإسرائيلية والبعض الآخرفي بنك يو بي إس في زيوريخ و التي ظلت مغلقة منذ1956، تم فتحها بحضور مجموعة من المحامين عن الورثة، و مسئول الأرشيف الأدبي الألماني من ناحية، وعلي الجانب الآخر ممثلي الحكومة الإسرائيلية، ومكتبتها الوطنية، وأستاذ الأدب المتخصص في أعمال كافكا:إيتا شيدليزكي لجرد الصناديق. بالرغم من أن فتح الوثائق جاء بطريقة سرية، إلا أن هناك من يتحدثون عن كشفها ما يطلق عليه"جواهر الأدب"، لإحتوائها علي سبيل المثال علي بعض الصفحات من"رسالة إلي والدي" وهو نص مفعم بالغضب والألم كتبه كفكا سنة 1919، وهو يعتبر مفتاحا لعقل الأديب، ومخطوطة أخري تشمل"طبيب البلد"، و"إستعدادات الزفاف في البلاد"، و"حلم" التي تقدر قيمتها بمئا الآلاف من الجنيهات، يمكن التكهن بلمحة خاطفة لما يمكن أن تحتويه الصناديق، من حصيلة بيع أملاك إيثر هوف في مزاد أقيم في"بازل"سنة 2009 بيعت خلاله رسالة إلي برود صارحه فيها كافكا : "أعلم التلميحات حول رعب الإحساس بالوحدة، إنه ليس بالدرجة التي عليها الشعور بالوحدة وأنت بين الناس" والتي وصفها الناشر الألماني واجنباش "واحدة من أجمل ما كتبه كافكا". وكانت عائلة هوف قد أخفت الوصول إلي حقيقة ثروتها، بما فيها المجوهرات والأموال، بزعم أنه ليس من حق الدولة التطفل في بيع المقتنيات الخاصة، وأنه ليس هناك أي تقارب بين"إسرائيل" وكافكا، حتي أنها لم تطلق إسمه علي أي من شوارعها إحتفالا بذكراه، كما صرح محامي العائلة أوديد هاكومين:"إن فتح الصناديق قد يدمر خصوصية موكلتيه، ويعوق أحقيتهما في بيع أشياء في المستقبل".