كشف المهندس طارق الشربينى شقيق الشهيدة مروة الشربينى أنه أرسل إنذارا على يد محضر لوزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط، ووزير الثقافة فاروق حسنى ورئيس الأوبرا المصرية عبدالمنعم كامل، من أجل منع الحفلين المقرر إقامتهما بدار الأوبرا فى كل من القاهرةوالإسكندرية لأوركسترا مدينة دريسدن. وأوضح طارق فى تصريحات ل«الشروق» أن الإنذار كان بمثابة نداء لكل من وزير الثقافة ووزير الخارجية حتى لا يقوما باستقبال عمدة مدينة دريسدن بشكل رسمى احتراما لمشاعر أسرة الشهيدة التى لن ترتاح إلا بعد القصاص من القاتل. وأكد استياءه وأسرته من موقف المسئولين المصريين ولاسيما أن توقيت إقامة الحفلين سيكون موعد إجراء المحاكمة، حيث تم الاتفاق على أن يتم تقديم الحفل الأول على مسرح أوبرا سيد درويش يوم 31 أكتوبر بالإسكندرية، بينما سيقام الحفل الثانى بدار الأوبرا بالقاهرة يوم 2 نوفمبر المقبل. وكانت «الشروق» قد انفردت بنشر أقوال القاتل فى القضية والتى أظهرت كراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين، هذا بالإضافة إلى كشفنا العديد من الوقائع التى تظهر محاولات الحكومة الألمانية للتكتم على الجريمة من أجل أن يفلت القاتل من العقاب. وأكد خالد أبوبكر رئيس هيئة الدفاع أنه سيتقدم باحتجاج رسمى ضد قيام المدعى العام لمدينة دريسدن بسبب تصريحه لوسائل الإعلام فى أمور تتعلق بالقضية، مشيرا إلى أن النيابة رفعت يدها عن القضية بعد إحالتها إلى المحكمة. واشار أبوبكر إلى أن رئيس المحكمة الذى يفصل فى القضية هو وحده المنوط بهذا الأمر مؤكدا أن تلميحات المدعى العام تعتبر مؤشرا مؤسفا وسيئا للغاية على اعتبار أن النيابة كانت خصما للمتهم ولذلك تتعارض تلك التلميحات الخاصة بإصابة القاتل بمرض نفسى مع قرار النيابة السابق بإدانته. وشدد أبوبكر على قيام الدفاع بالاحتجاج الرسمى ضد أى تصريحات من شأنها أن تؤثر على سير العدالة محذرا من تكرار هذا الأمر. من جهة أخرى، كشفت قيادات إسلامية فى ألمانيا عن عزم الجاليات الإسلامية والعربية عقد وقفات احتجاجية رمزية داخل مدينة «دريسدن» يوم محاكمة قاتل د. مروة الشربينى فى السادس والعشرين من أكتوبر الحالى. فى وقت أكد فيه رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا، أن أقصى عقوبة تنتظر ألكس دبليو قاتل مروة هو السجن 12 عاما بتهمة القتل العمد وفقا للقانون الألمانى. وقال د. سعد الجزار مدير مركز مروة الشربينى الثقافى والتعليمى بمدينة دريسدن الألمانية عن عزم الجالية العربية والإسلامية عقد وقفات احتجاجية رمزية يوم محاكمة القاتل، كما سيعقد مركز مروة حفل تأبين عشية المحكمة يوم 25 أكتوبر بحضور مسلمين وغير مسلمين. وأضاف الجزار: كما اتفقنا مع الشيخ «خضر عبدالمعطى» (أشهر دعاة برلين) لإعطاء خطبة بالمركز حول التذكير بقضية مروة الشربينى. من جهته أكد د. ناديم إلياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا عن أن أقصى عقوبة تنتظر قاتل د. مروة الشربينى هى السجن 12 عاما بتهمة القتل العمد وفقا للقانون الألمانى. وقال إلياس: هناك قياس قضائى وآخر إنسانى فى هذه العقوبة فأما الأول فهو أن هذا الحكم هو أقصى عقوبة يمكن أن تصدر بحق قاتل مروة بحسب القضاء الألمانى، وأما المقياس البشرى فإن قتل النفس لا يقابلها أى عقوبة، كما أن أسرة الشهيدة لا يعوضها أى عقوبة. وحول أبرز الفاعليات المحلية التى ستجرى تضامنا مع الشهيدة مروة الشربينى، قال إلياس: سيتم وضع لوحة تذكارية على مبنى محكمة دريسدن، وتم الاتفاق مع مسئولى ولاية دريسدن على النص وترجمته. ويقول نص اللوحة التذكارية: مروة الشربينى من مواليد الإسكندرية، قتلت طعنا فى دريسدن فى يوليو 2009 إننا نكرم مواطنتنا المصرية مروة التى راحت ضحية معاداة الإسلام، حيث تصدت لهم بكرامة وشجاعة أدبية مثالية، وفى أثناء إدلائها بشهادتها أمام المحكمة، قام المدعى عليه بطعنها حتى الموت، ونحن إذ ننحنى احتراما أمام مروة ضحية هذه الجريمة النكراء، فإننا نشاطر عائلتها عميق الأحزان.. توقيع قضاء ولاية ساكسونيا الألمانية». وأشار إلياس إلى أن هذا النص وضع بالتنسيق مع وزارة العدل وهذه اللوحة التذكارية تعتبر من أعلى صور التضافر والتضامن الاجتماعى الرسمى مع أى قضية. وقال متحدث باسم محكمة دريسدن إنه تم تخصيص جلسة المحكمة لاستيعاب 44 صحفيا تم اختيارهم من المؤسسات الإعلامية الرسمية المصرية والألمانية والتليفزيون الروسى ووكالات الأنباء العالمية بشكل محدود فى حين رفضت مئات الطلبات من الصحفيين مثل صحيفة «زود دويتشه» الألمانية. وفى سياق آخر أشار الموقع الإلكترونى لقناة تليفزيون ساكسونيا إلى المعلومات الصادرة عن محكمة دريسدن إلى تشديد الإجراءات الأمنية خارج وداخل المحكمة فى قضية مقتل مروة الشربينى، وقد بلغت نفقات إنشاء الحوائط الزجاجية المدرعة داخل قاعة المحكمة 50 الف يورو، وهى على ارتفاع 2.5 متر لحماية المشاركين فى مداولات المحكمة من أى هجمات من صفوف الجماهير.