في عيد ميلاده ال89.. رحلة في عالم المخرج العالمي صاحب الرسالة مصطفى العقاد

افتتحت "the new york times" حديثها عنه في تقرير نشر بعد مقتله عام 2005، واصفةً إياه ب"مخرج الأفلام الدينية والمرعبة"، فهو جمع في مسيرته الإخراجية بين نوعين مختلفين تمامًا من الأعمال السينمائية، ورغم قلتها إلا أنها شكلت علامة مميزة في العالم العربي خاصةً، إنه المخرج مصطفى العقاد، وتحل في 1 يوليو ذكرى ميلاده ال 89.
ترصد "الشروق" في هذه المناسبة خطوط من حياة مصطفى العقاد المخرج السوري الأمريكي..
* من حلب لكاليفورنيا
في شمال سوريا داخل مدينة حلب ولد المخرج مصطفى العقاد عام 1929، لأسرة سورية ولديه من الإخوة ثمانية، وبعد انتهاءه من الدراسة في المرحلة الثانوية سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرس الإخراج في جامعة كاليفورنيا عام 1950.
أثناء الدراسة حصل على جائزة أفضل فيلم قصير في الجامعة، وبعد التخرج لم يعد إلى سوريا بل أكمل حياته في أمريكا وعمل كمساعد مخرج لألفريد هيتشكوك.
وفي مدينة كاليفورنيا تزوج وأنجب 4 أبناء، قُتلت ابنته ريما معه، وتبقى من أبناءه طارق ومالك وزيدو.
* الرسالة التي حملها
كان يرى المخرج الراحل مصطفى العقاد أن لديه رسالة يحملها وواجب تجاه المسلمين والعرب، فكان يقول: "شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب.. أن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام"، وفي ضوء هذا الشعور قدم العقاد فيلمي الرسالة بنسختين عربية وإنجليزية وأسد الصحراء.
النسخة العربية من فيلم الرسالة كان من بطولة حمدي غيث ومنى واصف وعبدالله غيث ومحمد العربي وحسن الجندي وسناء جميل، وشارك في كتابة سيناريو هذه النسخة كبار الكتاب توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وعبد الرحمن الشرقاوي ومحمد علي ماهر، وتم إنتاجه عام 1967.
أما النسخة الإنجليزية فكتبها هاري كرينج وقدمها أنطوني كوين وإيرين باباس ومايكل فورست وجوني سيكا، وتم إنتاجه عام 1977.


بعد نجاح الفيلم عاد العقاد ليقدم فيلم "أسد الصحراء" عن قصة حياة المناضل الليبي عمر المختار، ليعرض فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا، وكان من بطولة انتوني كويس وأوليفر ريد وأيرين باباس ورود استايجر، وأنتج عام 1981، وكتب السيناريو هاري كرينج أيضاً.
* سلسلة هالوين
سلسلة أفلام تنتمي لنوعية أعمال الرعب بدأت عام 1978 وانتهت عام 2002، أنتجها مصطفى العقاد، وأخرجها عددًا من المخرجين مثل "توم لي والاس"، "ريك روسينتال"، و"جون كاربينتر".
عام 2018 أصدرت النسخة ال11 من الفيلم وتم إهداءها للمخرج مصطفى العقاد، والتي حققت ثاني أعلى إيرادات في أولى أيام افتتاحه بعد فيلم "venom"، كما تم الاحتفاظ بالنسخة الأصلية من الفيلم مكتبة الكونجرس الأمريكي باعتباره أثر حضاري يعبر عن عيد الهالوين في الولايات المتحدة عام 2006.
* فندق في الأردن
كانت المحطة الأخيرة للعقاد في مدينة عمان الأردنية -9 نوفمبر- ولم يكن بمفرده ولكنه كان في استقبال ابنته ريما لحضور حفل زفاف، وأثناء توجدهما في مدخل أحد الفنادق تم تفجيره، وتوفى بعد يومين من الحادث إثر الإصابات عن عمر ناهز 75 عاماً وماتت ابنته في نفس اليوم عن عمر 34 عاما.
* حلم لم يكتمل
كان يستعد العقاد لتقديم فيلم عن القائد الشهير في التاريخ العربي صلاح الدين الأيوبي وكان سيجسد الدور الممثل العالمي شون كونري، وقال عن سبب اختياره لشخصية صلاح الدين إنه يمثل الاسلام، وأن الغرب في حاجة لمعرفة الإسلام بشكل أعمق وليس ما يمثله بعض الإرهابيين، قائلاً: "صلاح الدين يمثل الإسلام تماماً. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين إرهابيين، إذا كان هناك دين ممتلئ بالإرهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية، لكننا في الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك.. هذه هي رسالتي".