قالت منظمة الدول الأمريكية يوم الجمعة إن الفنزويليين الذين يعيشون خارج البلاد قد يصل عددهم إلى 2ر8 مليون شخص بنهاية عام 2020، مناشدة المجتمع الدولي مساعدة المنطقة على مواجهة "وضع غير مسبوق". ودعا قرار صادر عن الجمعية العامة لمنظمة الدول الأمريكية في مدينة مدلين الكولومبية "الدول والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى توفير التعاون التقني والموارد المالية لتقديم المساعدة للمهاجرين الفنزويليين في البلدان المستضيفة لهم". ووفقا لبيانات الأممالمتحدة، فر حوالي 4 ملايين فنزويلي من البلاد، مقابل 695 ألف شخص في أواخر عام 2015، عندما مهد فوز المعارضة في الانتخابات الساحة لصراع حاد مع الرئيس نيكولاس مادورو. ولا يزال ما يقرب من 5 آلاف فنزويلي يغادرون البلاد بشكل يومي، وفقا لتقرير قدمته مجموعة عمل تابعة لمنظمة الدول الأمريكية في اجتماع للجمعية العامة للمنظمة في مدينة مدلين الكولومبية. وحذر التقرير من أنه إذا لم يتم التوصل لحل سريع للأزمة السياسية والاقتصادية في فنزويلا، فقد يرتفع العدد الإجمالي إلى ما بين 5.3 و 5.7 مليون شخص بنهاية هذا العام وما بين 7.5 و8.2 مليون بنهاية عام 2020. وقال التقرير إن الاستجابة الدولية لم تكن كافية، مشيرا إلى أن مبادرة الأممالمتحدة التي عمرها ستة أشهر والمعروفة باسم خطة الاستجابة الإقليمية الإنسانية للاجئين والمهاجرين ، لم يتم تمويلها سوى بنسبة 21 بالمئة فقط. وتعد كولومبيا الوجهة الرئيسية حيث تستضيف 1.3 مليون فنزويلي. من جانبه، قال وزير الخارجية الكولومبي، كارلوس هولمز تروخيو، إن الخدمات الصحية والتعليمية والاحتياجات الأخرى للسكان المهاجرين "تتجاوز قدرة الاستجابة على المستويين المحلي والوطني" في 22 إقليما من أقاليم كولومبيا البالغ عددها 32. وأضاف الوزير الكولومبي "فيما يتعلق بالوضع في بلادي، فإن تأثير هذا الطغيان وهذه الديكتاتورية يتم الشعور به يوما بعد يوم، ثانية بعد ثانية". وتابع تروخيو قائلا "لن تهدأ كولومبيا.. في جهودها للمساعدة في تهيئة الظروف لكي يتمكن الأخوة الفنزويليون أخيرًا من العيش في ظل الديمقراطية والحرية". كما أكد القرار على اعتراف منظمة الدول الأمريكية بزعيم المعارضة خوان جوايدو، الذي اعترفت به أكثر من 50 دولة كرئيس مؤقت لفنزويلا، كمندوب للبلاد لدى المنظمة حتى إجراء انتخابات حرة. ومع ذلك، لم يحظ وفد جوايدو بالقبول بالإجماع، حيث انتقدت بوليفيا ونيكاراجوا والمكسيك وجوده، وحتى أوروجواي غادرت جلسة الخميس احتجاجًا على ذلك. وقد أبدت بوليفيا تعقيبا على القرار، قائلة إن منظمة الدول الأمريكية ليس لها إذن "بالتدخل في مسائل الاختصاص الداخلي للدول الأعضاء". وقد فاز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بفترة رئاسية ثانية خلال انتخابات مثيرة للجدل في مايو 2018. ويلقى عليه باللائمة بشأن الحالة الاقتصادية المتردية للبلاد، والتي تشهد ارتفاعا في معدلات التضخم ونقص السلع الأساسية، بينما يواجه محاولات من قبل المعارضة المدعومة من الولاياتالمتحدة لإقصائه عن السلطة.