حض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الجمعة، السلطات الفنزويلية على عدم استخدام القوة المميتة ضد المتظاهرين، بعد أن أطلقت الشرطة النار على شخصين وقتلتهما خلال محاولتهما منع إغلاق معبر حدودي مع البرازيل. وقال جوتيريش، في بيان عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياثا، إن "الأممالمتحدة سوف تستمر بالعمل بما يتوافق مع مبادئ الإنسانية والحيادية والنزاهة والاستقلالية، والعمل مع المؤسسات الفنزويلية لتقديم العون للناس الذين يحتاجون إلى المساعدة"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. من جانبه، قال أرياثا للصحفيين إن الجيش الفنزويلي "لن يصدر مطلقا أوامر بإطلاق النار على السكان المدنيين"، مشيرا إلى أن القوات الموجودة على الحدود مهمتها الدفاع عن الأراضي الفنزويلية "من أي هجوم مسلح ضد بلادنا". كما التقى أرياثا بمجموعة من الدول الداعمة بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، من بينها روسيا وبوليفيا وسوريا وكوريا الشمالية. وقتل رجل وزوجته وجرح 15 آخرون من السكان الأصليين للبلاد في مواجهات مع جنود فنزويليين، وفق ما أوردته منظمة "كايب كايب" الحقوقية. ووقع الاشتباك في ولاية بوليفار الجنوبية الشرقية بالقرب من الحدود مع البرازيل، التي أمر الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، بإغلاقها الخميس الماضي، لمنع إدخال المساعدات الأمريكية. وأغلقت كراكاس، مساء أمس الجمعة، الحدود في ولاية تاخيرا (غرب) المجاورة لمدينة كوكوتا الكولومبية، التي ينوي زعيم المعارضة، خوان جوايدو، الذى أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، إدارة تسليم المساعدات منها. ويرفض مادورو دخول المساعدات الأمريكية على الرغم من حاجة البلاد الماسة إليها، مبررا رفضه بأن هذه المساعدات هي ستار لخطة أمريكية للتدخل في بلاده. ووصف جوايدو عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، سقوط قتلى مدنيين ومصابين ب"الجريمة"، ووجه خطابه للأمن الفنزويلى قائلا: "عليكم أن تختاروا إلى أي طرف ستنحازون إليه في هذه الساعة الحاسمة". وانتقل جوايدو من العاصمة كراكاس في موكب من السيارات نوافذها معتمة إلى كولومبيا لإدارة عملية دخول المساعدات. وقال جوايدو بينما كان يقف إلى جانبه رؤساء كولومبيا وتشيلي والباراجواي والأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، إن "السؤال هو كيف وصلنا إلى هنا بينما أغلقوا المجال الجوي وكل أنواع العبور البحري، وسدوا الطرق"، مضيفا: "نحن هنا لأن القوات المسلحة أيضا بالتحديد شاركت في العملية". ولم يذكر جوايدو متى وكيف ينوي العودة إلى فنزويلا، حيث يمكن أن يتم اعقاله بسبب مخالفاته أمر قضائي بمنعه من مغادرة البلاد. يشار إلى أنه في ظل تجاوز التضخم لأكثر من مليونين بالمئة سنويا، والقيود على العملة التي تحد من واردات السلع الأساسية، فإن كثيرا من الفنزويليين يفتقرون لأدوية حيوية، وتعاني نسبة متزايدة من سكان البلاد البالغ عددهم 30 مليون نسمة من سوء التغذية.