كانت مهنة الساعاتى مضرب الأمثال فى الحظوظ عبر التاريخ؛ فأغلبنا يعرف المثل المصرى الشهير «الحظ لما يآتى يخلى الأعمى ساعاتى»، لما لها من وظيفة تحتاج مهارات خاصة ودقة فى الصناعة، تطورت مع تطور العصور وتأثرت بهذا التطور أيضا؛ فأدت التكنولوجيا إلى ظهور الساعات الأوتوماتيك (الإلكترونية) محل اليدوية التقليدية، فتراجعت المهنة ولم يعد لها سوى محلات قليلة.. فهل ما زال الحظ يلازم مهنة الساعاتى؟ فى البداية يقول أحمد منصور صاحب محل ساعات إن مهنة الساعاتى هى هواية قبل أن تكون مصدرا للقمة العيش والعمل؛ فهى تحتاج إلى مزيد من الصبر والدقة العالية نتيجة للتعامل مع ماكينة مصغرة وحساسة الخطأ فيها قد يؤدى إلى إتلاف الساعة نهائيا، فهى مهنة لا يستطيع أى شخص أن يعمل بها أو يزاولها لذلك تتوارثها الأجيال التى تعمل بها. وأوضح منصور أن الناس فى الماضى كانوا ينظرون إلى الساعة على أنها ذات قيمة كبيرة لذلك كان هناك اهتمام بسرعة إصلاح الساعة فور حدوث عطل بها، مؤكدًا أن فى الوقت الراهن كثر استخدام الساعة دون الالتفات إلى الدقة والجودة أو التفكير فى صناعة الماكينة أو شكلها، وأصبح استخدام الساعة «موضة» وبالأخص بين الشباب والبنات. فيما اشتكى محمد عبدالهادى، صاحب محل ساعات بوسط البلد، من تدهور حال المهنة وتراجع عملية البيع والصيانة، معتبرًا أن بيع الساعات الصينية فى الشوارع ومحطات المترو والأسواق أثر على الأماكن التقليدية لبيع وصيانة الساعات فى مصر. وتابع عبدالهادى حديثه: «المواطن أصبح يشترى ساعة بسعر بسيط وبعد فترة من الوقت يحدث بها عطل، فيجد أن تكلفة إصلاحها تمكنه من شراء ساعة جديدة، فيفضل الشراء عن عمل صيانة إلى جانب تخوفه من تكرار نفس العطل أو ظهور أعطال أخرى»، مشيرًا إلى أن تكلفة إصلاح الساعة قليلة جدا، ولا تكفى سداد إيجار المحل أو دفع فاتورة الكهرباء أو التأمينات والضرائب. ويكشف محمود إبراهيم، شاب فى العشرينيات من العمر، أن الغاية من استخدام ساعة اليد هو استكمال المظهر العام «البريستيج»، بحيث يصبح لون الساعة مناسبا لدرجة الملابس الخارجية، وليس بهدف معرفة الوقت فى ظل وجود الموبايل الذى يغنى عن الساعة تماما.