رغم أهمية الوقت مع زيادة سرعة إيقاع الحياة والجري وراء الرزق وكثرة المشغوليات، لم يعد للساعة نفس الأهمية التي كانت لها في الماضي بعد أن أصبح الموبايل هو الوسيلة الأساسية التي يتعرف بها الناس علي التوقيت، ومع ذلك التطور تأثرت مهنة «الساعاتي»، ولم تعد لها نفس الوجود في حياتنا لدرجة باتت معها هذه المهنة مهددة بالانقراض، بعد أن أصبحت صورة الساعاتي وهو يضع النظارة علي عينيه ويقوم بإصلاح الساعات بكل دقة وصبر وطولة بال من الفولكلور. «الساعات الصيني أصبحت أكبر خطر يهدد مهنة الساعاتي».. بهذه العبارة يلخص عم أحمد عمران 65 سنة معاناته كأحد أقدم أسطي ساعاتي بمحافظة المنوفية، ويشير إلي أن العمل بهذه المهنة علمه الكثير من المعاني الجميلة علي مدي 55 سنة هي عمره في مزاولة تلك ومنها الدقة والصبر والاتقان وطولة البال، ويضيف لنا إن حياته ظلت تسير كالساعة، ولكنها بدأت في التأخير والتقديم هذه الأيام، بعد أن أصبحت مهنته علي مشارف الخطر والانقراض مع انتشار الساعات الصيني رخيصة الثمن وظهور الساعات الأوتوماتيك وغيرها من الساعات التي غزت الأجهزة، وساهم كل ذلك في انخفاض معدلات البيع والشراء، كما لم يعد لدي الشباب القدرة علي الصبر أو الحرص علي تعلم أصول مهنة تكاد تنقرض. ويقول عمران إن «الساعاتية» يعيشون الآن علي ذكريات الماضي الذي أفنوا فيه زهرة شبابهم ويتذكرون ماركات التروماي والرادو والمنبهات الألماني، ويتذكر عم أحمد بأسي أيام كانوا يعملون زمان في إصلاح الساعات علي أضواء الشموع ومصابيح الجاز ويقول: كنا ننتظر عمال مصنع غزل شبين الكوم أوقات خروجهم من الورديات لنبيع لهم الساعات، ويصف زميل مهنته رضا أبو اليزيد الصنعة بأنها أصبحت في خطر حقيقي وتقتصر حاليا علي تغيير قطع الغيار بالكامل، واختفت فنون الصنعة نفسها.