الأحزاب التقليدية تفقد الأغلبية لأول مرة منذ 40 عامًا.. واليمين المتطرف يفشل فى الحصول على «حصة مؤثرة» أظهرت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبى، أمس، تعرض يسار الوسط ويمين الوسط لخسائر كبيرة، وتقدم الليبراليين والخضر، كما عزز تيار اليمين المتطرف موقعه داخل البرلمان. وبحسب التقديرات الأولية المنشورة حول نتائج انتخابات البرلمان الأوروبى فإن الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبى ستشكل ثلاثة أرباع البرلمان إلا أن الأحزاب الشعبوية والخضر رفعت نسبة أصواتها بشكل ملحوظ. وحل حزب الشعب الأوروبى (يمين وسط مؤيد لأوروبا) فى المركز الأول بالانتخابات، بحصوله على 182 مقعدا بينما كان عدد مقاعده قبل الانتخابات 216. وطالب قادة التكتل معتمدين على فوزهم، بأن يترأس زعيمهم مانفريد فيبر المحافظ المثير للجدل، المفوضية الأوروبية. ورفض الاشتراكيون الديمقراطيون، القوة الثانية فى البرلمان بعد الانتخابات (147 مقعدا مقابل 185 فى الدورة السابقة)، هذا الطلب مما ينذر بمفاوضات طويلة وشاقة فى السباق الذى بدأ على المناصب الأساسية فى المؤسسات الأوروبية. وبقى الحزب الشعبى الأوروبى والاشتراكيون الديمقراطيون القوتين الرئيسيتين فى البرلمان، لكنهما فقدا، لأول مرة منذ 40 عاما، قدرتهما على تشكيل أغلبية بمفردهما (376 صوتا) من أجل تمرير نصوص تشريعية. وحل فى المركز الثالث تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا، الذى حصل على 109 مقاعد بزيادة 40 مقعدا عن انتخابات 2014. وفى المركز الرابع حل حزب الخضر الأوروبى، بحصوله على 69 مقعدا بمعدل زيادة بلغ 17 مقعدا، وخامسا جاء تحالف المحافظين والإصلاحيين فى أوروبا بحصوله على 59 مقعدا (بعدما كان لديه 77 مقعدا). وجاءت كتلة «أوروبا الأمم والحريات» (تضم التجمع الوطنى الفرنسى وحزب الرابطة الإيطالى ويطمحان إلى اتحاد واسع يضم أحزابا قومية ومناهضة للاتحاد الأوروبى وشعبوية) فى المركز السادس، بحصولها على 58 مقعدا (بزيادة 22 مقعدا)، وسابعا كتلة «أوروبا الحرية والديمقراطية المباشرة» بحصولها على 54 مقعدا (أى بزيادة 12 مقعدا). وفى المركز الثامن، حلت كتلة اليسار المتحد الأوروبى اليسار الأخضر النوردى، والتى تراجعت حصتها 14 مقعدا حيث تمكن من الحصول على 38 مقعدا فقط، فيما حصد مرشحون مستقلون المقاعد ال 35 المتبقية. ومع أن النتائج الأولية تُشير إلى تحقيق الأحزاب اليمينية المتطرفة نتائج أفضل من الانتخابات الأخيرة، فإنها لن تكون قادرة على ضمان أغلبية فى البرلمان الأوروبى، فحتى إذا أضيفت نتائج كتل «أوروبا الحرية والديمقراطية المباشرة» و«تحالف المحافظين والإصلاحيين فى أوروبا» وكتلة «أوروبا الأمم والحريات»، وكذلك اليمين القومى والمشككين فى أوروبا، فلن تشغل أكثر من 172 مقعدا وهو رقم بعيد عن الأغلبية. كما يتعثر التقارب بين الأحزاب اليمينية المتطرفة لوجود اختلافات عميقة فيما بينها حيال مسائل مثل الموقف من روسيا. فى سياق متصل، تبقى نسب المشاركة فى هذه الانتخابات ضعيفة مقاربة بنسب المشاركة فى الاستحقاقات المحلية. لكن بحسب البرلمان الأوروبى، فإن النسب الحالية، ما بين 49 و52%، تسجل «أعلى (مستوى) فى 20 عاما». وسجل ارتفاع فى مستوى المشاركة فى إسبانيا والمجر ورومانيا وبولندا، بما يصل إلى 10%. وتضع هذه التعبئة حدا للانحسار المستمر والذى تتصف به الانتخابات الأوروبية منذ عام 1999. وفى فرنسا، تقدم حزب التجمع الوطنى (يمين متطرف) برئاسة مارين لوبن على حزب الجمهورية للإمام بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث جمع حزب لوبان نحو 24% من الأصوات، متقدما على حزب ماكرون الذى نال ما بين 22 و23%، فى نتائج من شأنها تقويض الطموحات الأوروبية للرئيس الفرنسى، وهو أحد أكثر المسئولين تعلقا بتطوير الهيكل الأوروبى، وفقا لمحطة «فرانس 24» الإخبارية. وسارع حزب لوبن إلى المطالبة ب«تشكيل مجموعة قوية» داخل البرلمان الأوروبى، تجمع الأطراف الشعبويين الذين يُمثلون خليطا من القوى التى لم تنجح سابقا بالاتحاد. وفى إيطاليا، تصدر حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفينى نتائج الانتخابات بحصوله على نسبة تتراوح بين 27 و31 %من الأصوات، ما يجعل من اليمين المتطرف القوة الأولى فى إيطاليا. كما حصدت حركة «خمس نجوم»، الشريك فى الائتلاف الحكومى، ما بين 18,5 و23 % من الأصوات بحسب التقديرات نفسها. وتعزز تلك النتائج موقع نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفينى ضمن الحكومة الشعبوية التى تقود إيطاليا. وفى ألمانيا، أفادت النتائج الأولية بأن الخضر سيحتلون المرتبة الثانية وراء معسكر المستشارة أنجيلا ميركل الذى يسجل أسوأ نتيجة له مقارنة بالانتخابات السابقة. وقالت الألمانية سكا كيلير رئيسة لائحة أنصار البيئة فى البرلمان الأوروبى بعد إعلان نتائج استطلاعات الرأى «حققنا انتصارا كبيرا»، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وفى بريطانيا، أظهرت نتائج أولية أن حزب بريكسيت البريطانى بزعامة نايجل فاراج يتقدم بنسبة 31,5 % من الأصوات فى انتخابات البرلمان الأوروبى، مع تراجع حزب المحافظين الحاكم إلى المركز الخامس بعد فشله فى إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. فى النمسا، حل الحزب المحافظ برئاسة المستشار سيباستيان كورتز فى الطليعة، متقدما على الاشتراكيين الديمقراطيين وحزب الحرية اليمينى المتطرف. وفى المجر، حقق الحزب السيادى برئاسة رئيس الحكومة فيكتور أوربان انتصارا ساحقا، جامعا نحو 56% من الأصوات. وفى إسبانيا، بات رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز الرابح الأكبر فى الانتخابات مع تصدر حزبه الاشتراكى الحاكم للنتائج، ومن المرجح أن يستغل هذا الفوز لزيادة نفوذه فى الاتحاد الأوروبى. وفى اليونان، أعلن رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس أنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل بعد الانتكاسة التى منى بها فى الانتخابات الأوروبية والبلدية على السواء.