أعلنت بولندا إلغاء زيارة مسئولين إسرائيليين كانت مقررة أمس، على خلفية نيتهم إثارة مسألة استعادة ممتلكات ليهود صودرت خلال المحرقة النازية، وهى المسألة التى تصر وارسو على أنها أغلقت. وكان من المقرر أن يجرى الزيارة وفد إسرائيلى برئاسة وزير العدالة الاجتماعية الإسرائيلية إيلى كوهين سكالى بالعاصمة البولندية وارسو، وذلك قبل أن تغير تل أبيب تركيبة الوفد. وقالت وزارة الخارجية البولندية، فى بيان إن «بولندا قررت إلغاء زيارة مسئولين إسرائيليين بعد أن غيرت الأخيرة وفى آخر لحظة أعضاء الوفد، مقترحة أن تركز المحادثات بشكل أساسى على مسائل متعلقة بإعادة ممتلكات». وتعتبر بولندا أن مسألة إعادة ممتلكات اليهود التى صودرت خلال الحرب العالمية الثانية هى مسألة مغلقة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفى سياق متصل، تظاهر آلاف القوميين فى العاصمة البولندية، السبت الماضى، احتجاجا على قانون أمريكى بشأن إعادة ممتلكات يهودية صودرت خلال المحرقة النازية، وهى المسألة التى تبرز قبيل انتخابات برلمانية فى وقت لاحق هذا العام. وقلل حزب «القانون والعدالة» اليمينى الحاكم فى بولندا وكذلك المعارضة الوسطية والليبرالية من أهمية القانون الذى وقعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى مايو 2018، مشددين على أنه لن يؤثر على بولندا. وينص القانون الأمريكى «العدالة للناجين الذين لم يتم تعويضهم اليوم» (جاست) والمعروف بقانون 447 على أن تبلغ وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس بالتقدم المحرز من جانب دول بينها بولندا، بشأن إعادة أصول يهودية صودرت خلال الحرب العالمية الثانية وفى أعقابها. وبولندا فى فترة ما قبل الحرب كانت معقلا لليهود الذين بلغ عددهم قرابة 3.2 مليون يهودى أى نحو 10% من عدد السكان آنذاك. والعام الماضى، صادقت بولندا على قانون يمنع اتهام البولنديين أو الدولة بالتواطؤ فى جرائم الحرب النازية. وأثارت الخطوة تنديدا فى إسرائيل التى اعتبرت القانون مسعى لمنع الناجين من مناقشة جرائم البولنديين ضدهم. وردا على ذلك قامت بولندا بتعديل القانون لإلغاء إمكانية فرض غرامة أو عقوبة بالسجن. وفى فبراير الماضى، اثار وزير الخارجية الإسرائيلى، يسرائيل كاتس غضب بولندا بقوله إن «البولنديين رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم». وفى أبريل، ندد «المجلس العالمى لليهود» ببلدة بولندية عقب تقارير عن قيام مواطنين بضرب وإحراق «مجسم يمثل يهوذا» خلال إحياء يوم الجمعة العظيمة الذى يسبق عيد الفصح لدى المسيحيين.