أصبح من الواضح أن العالم على وشك أن يشهد حربًا جديدة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران؛ لمواجهة تهديداتها في المنطقة، إدارة «ترامب» بدأت في تحركات عسكرية تُنذر باقتراب الحرب، وفي المقابل استعدادات وتصريحات من إيران، ترامب منذ وصوله للحكم في أمريكا في يناير عام 2017، وبعد مرور مايزيد عن عامين أشعل العديد من النزاعات بينه وبين عدد من الدول العربية والغربية. يرفض ترامب، امتلاك إيران للسلاح النووي وتدخلاتها في المنطقة، ويرفض بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، ووجه منظومة صواريخ تجاه سوريا، وخاض ويخوض حربًا اقتصادية مع الصين، سورياوفنزويلا أسباب صراعه مع روسيا، ودخل في حرب تصريحات مع كوريا الشمالية بعد تجاربها النووية. إيران: منذ وصوله للحكم ويرى ترامب، أن طهران هي مصدر تهديد للشرق الأوسط، وأنها سبب تواجد الإرهاب في المنطقة، فضلًا عن أنها تُخالف بنود الاتفاق النووي الذي وقعت عليه أمريكا عام 2015، وبدأت الحرب بينهما برفض ترامب تواجد طهران في سوريا ورفضه دعمها لحزب الله والجماعات الإرهابية، ووصل الصراع لمراحل أعلى لحظة الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو العام الماضي وفرض عقوبات شديدة على طهران. مع استمرار العقوبات وهجوم ترامب المستمر على طهران، وصل الصراع حدته خلال الفترة الحالية إذا وصل لاقترابه إلى مرحلة حرب عسكرية وليس مجرد تصريحات وعقوبات اقتصادية، أثارت إدارة ترامب الجدل عقب إرسالها حاملة طائرات "إبراهام لينكولن" وقاذفات صواريخ إلى قاعدة "العديد" في قطر، فضلًا عن استقرار طائرات أمريكية في مناطق بشرق آسيا، وحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين فإن واشنطن تستعد لنشر عدد من القاذفات في منطقة الشرق الأوسط؛ لردع التهديد الإيراني. سوريا: أولى الحروب التي قادها ترامب كانت ضد النظام السوري، القوات الأمريكية متواجدة داخل سوريا منذ عام 2015 لإحداث توازن مع التواجد السوري ومحاربة داعش، وبعد وصول ترامب للحكم نفذ أولى الهجمات الأمريكية الانفرادية على قواعد عسكرية سورية، في أبريل 2017 نُفذ الهجوم على مطار الشعيرات العسكري ردًا على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي على المدنيين في منطقة خان شيخون. نفذ الهجوم على مطار الشعيرات مدمرتان للبحرية الأميركية في شرق البحر المتوسط فجر يوم 7 أبريل 2017، اُستخدام في الهجوم 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك. الهجوم الثاني لترامب، لم يكن منفردًا إذا نفذ رفقة الحلفاء "فرنسا وبريطانيا"، وبعد مرور عام تقريبًا على الهجوم الصاروخي الأول، نفذت الدول الثلاث هجوم صاروخي استهدف عددًا من المواقع العسكرية في سوريا؛ ردًا على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي مع المدنيين في مدينة دوما في الغوطة الشرقية. واستهدف الهجوم عددًا من المراكز البحوث العلمية التي كانت تستخدم لاختبار الأسلحة الكيميائية ومخازن لها، وقواعد عسكرية، ومقرات للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في دمشق، واستخدم في الهجوم صواريخ كروز انطلقت من السفن وبواسطة الطائرات البريطانية. روسيا: العلاقة بين ترامب وروسيا غير مفهوم فهي تشهد الكثير من التقارب والكثير من التنافر والتجاذب وحرب تصريحات قوية، الأزمة بدأت بعد اتهامات روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، القضية التي لاتزال تهدد منصب الرئيس الأمريكي حتى اليوم. الخلاف الأكبر بين ترامب وروسيا كان في التواجد الروسي داخل سوريا ودعمها لنظام الأسد وللنظام الإيراني أشد أعداء ترامب، وهدد ترامب أكثر من مرة موسكو وكان أبرزهم خلال ضربات أمريكالسوريا. ورغم قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين التي عُقدت في يوليو 2018، التي من المفترض أن يكونا وصلا لتفاهم في العديد من الملفات، إلا أن الحرب الكلامية والتصريحات متبادلة وصلت لاستعراض بوتين لأنواع جديدة من الأسلحة عالية التقنية. الأمر وصل لسعي ترامب لبناء قوة أمريكية في الفضاء في مجال أسلحة الفضاء للتصدي لطموحات الصينوروسيا، وقبل ذلك كانت فنزويلا والتقلبات السياسية هناك سببًا النزاع بين ترامب وبوتين، إذ يدعم ترامب الرئيس الفنزويلي المؤقت خوان جوايدو، ودعم بوتين الرئيس نيكولاس مادورو، وطالب ترامب بوتين بخروج قواته من فنزويلا، لعدم وصول الأمر لمعركة عسكرية بين القوات الأمريكية والروسية في فنزويلا. كوريا الشمالية: يُعد سلاح كوريا الشمالية وتصرفات رئيسها كيم جونج أون، هي محور حديث ترامب في مناسبات عديدة، خاصة مع تجارب كوريا لأسلحتها النووية وتهديدات رئيسها بقوته النووية رغم انعقاد قمتين بينهما، إلا أن كيم مازال مستمر في تجربة أسلحته بعيدة المدى. ترامب هدد كوريا الشمالية خلال جلسة الأممالمتحدة عام 2017 وهدد بتدميرها إذا استمرت بتهديد أمريكا وحلفائها. ورغم انعقاد قمتين بين الرئيسين أولهما في عام 2018 في سنغافورة والثانية عام 2019 في هانوي، لم يتوصل الزعيمان لأي اتفاق بشأن السلاح النووي محور الخلاف، بعد رفض ترامب رفع العقوبات عن كوريا الشمالية واعدًا فقط بعدم فرض عقوبات جديدة. الصين: حرب الرئيس دونالد ترامب، مع الصين تختلف عن أي حرب أخرى، إذا تأخذ تلك الحرب شكلًا اقتصاديًا تجاريًا، وتنافس وتصعيد كبير من "ترامب" لوقف النفوذ الاقتصادي للصين. بدأت الحرب الاقتصادية بين الدولتين منذ مارس 2018، عقب إعلان ترامب عن رفع الرسوم الجمركية، وتطبيق تعريفات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية، الأمر الذي ردته الصين بالمثل ورفعت الرسوم الجمركية على عدد كبير من المنتجات الأمريكية. وفي مايو الجاري، رفعت أمريكا التعريفات الجمركية على بضائع صينية تقدر قيمتها بمائتي مليار دولار أمريكي بنسبة تتجاوز الضعف، من 10% إلى 25%.