كوشنر: لم نبحث مع نتنياهو مسألة ضم مستوطنات الضفة.. ولو كانت مبادرة السلام العربية «وصفة جيدة» لتحقق السلام منذ 10 أعوام عريقات: إطلاق صفة الصفقة بدلا من المعاهدة يدل على نية الإملاءات.. والبحث عن حلول خارج قرارات الأممالمتحدة «أوهام» أعلن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وكبير مستشاريه، أمس الأول، أن خطة السلام الأمريكية المرتقبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة إعلاميا ب«صفقة القرن»، ستكرس القدس عاصمة لإسرائيل ولن تأتى على ذكر حل الدولتين، وذلك على الرغم من أن هذا الحل كان على مدى سنوات عديدة محور الدبلوماسية الدولية الرامية لإنهاء النزاع العربى الإسرائيلى. وكان ترامب أوكل قبل عامين إلى صهره الذى يتمتع بنفوذ واسع مهمة صياغة «الاتفاق النهائى» لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقبل أسبوعين أعلن كوشنر أنه سيكشف النقاب عن هذه الخطة بعد انتهاء شهر رمضان مطلع يونيو المقبل، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال كوشنر خلال مؤتمر نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا السياسية ومن ثم إطارا لما يمكن القيام به لمساعدة هؤلاء الناس على بدء حياة أفضل». وأضاف كوشنر: «تم تكليفى بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين وأعتقد أن ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد أنه واقعى... إنه قابل للتنفيذ وهو أمر أعتقد بشدة أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل كثيرا»، وفقا لوكالة رويترز. وفيما يتعلق بموضوع «حل الدولتين»، أوضح كوشنر أن خطته للسلام لن تأتى على ذكر هذا الموضوع كونه خلافيا. وقال صهر الرئيس الأمريكى: «أدرك أن هذا يعنى أشياء مختلفة باختلاف الأشخاص. إذا قلت دولتين، فهذا يعنى شيئا للإسرائيليين وشيئا آخر مختلفا عنه للفلسطينيين». وأضاف كوشنر: «لهذا السبب قلنا إن كل ما علينا فعله هو أن لا نأتى على ذكر ذلك. فلنقل فقط إننا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك»، دون مزيد من التوضيح. وبحسب كوشنر فإن خطة السلام التى أعدها وسط تكتم يكاد يكون غير مسبوق وعاونه فيها فريق صغير مقرب من إسرائيل: «تعالج الكثير من الموضوعات بطريقة قد تكون أكثر تفصيلا من أى وقت مضى». وأضاف كوشنر: «آمل أن يظهر هذا للناس أن الأمر ممكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يركزوا على المحتوى التفصيلى بدلا من المفاهيم العامة»، معتبرا أن هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت حتى الآن فى حل هذا الصراع. وأكد كوشنر أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «سيكون جزءا من أى اتفاق نهائى»، لكنه دعا تل أبيب إلى تقديم تنازلات، دون أن يوضح ماهية التنازلات. وتحدث كوشنر عن بداية مفاوضاته منذ عامين، قائلا: «أذكر أول مرة جلست مع المفاوضين من الطرفين، سألتهم ما هى النتيجة التى يمكن أن تقبلها ويقبلها الطرف الآخر، الفلسطينيون قالوا العودة إلى حدود 1967، طلبت منهم عدم النظر إلى الوراء، فنحن فى عام 2017»، مشيرا إلى أن المناقشات حينها لم تراوح مكانها. واتهم كوشنر أطرافا بالكذب وبالمتاجرة بالقضية، قائلا: «كثيرون كذبوا على الفلسطينيين، ودول عربية ادعت أنها تقاتل من أجل الفلسطينيين، وفى الوقت ذاته لم تقبل بهم كلاجئين ولم تهتم بأمرهم، وهناك حركة حماس فى غزة وهى دمرت المكان، والناس رهائن هناك لمجموعة إرهابية». وتابع: «السؤال الآن: هل القيادة الفلسطينية تهتم بهم وحياتهم أم لا؟ هل القيادة لديها الشجاعة لكى تنخرط فى المناقشات وتحسين حياة الفلسطينيين؟ أم أن هدفها هو البقاء فى السلطة واستمرار الوضع كما هو عليه؟»، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية هاجمت الخطة قبل أن تعرفها، مؤكدا أنه اجتمع مع رجال أعمال فلسطينيين وتحدث معهم حول الخطة. وقال صهر الرئيس الأمريكى إن «عمل الأمور بالطريقة القديمة» لم يؤد إلى نتيجة «وسنفعل ما نعتقد أنه صحيح،... ولو كانت مبادرة السلام العربية وصفة جيدة لكان السلام قد تحقق منذ عشر سنوات»، على حد تعبيره. وأضاف كوشنر أن «الفلسطينيين حصلوا على مساعدات أكثر من أى مجموعة أخرى ولم يظهروا الكثير مقابل ذلك، ربما هم يريدون الاستمرار فى هذا الوضع، سنقدم شيئا ينبنى على منطق أن الفلسطينيين سيعيشون حياة أفضل وأعتقد أن هذا سيكون اختبارا للفلسطينيين والموقف الدولى». وحين سئل عن تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بضم مستوطنات إسرائيلية فى الضفة الغربية، قال كوشنر: «لم نناقش هذا الأمر، آمل أولا أن يقوم بتشكيل حكومته وسنعطيه فرصة، وعندما يشكلها سنجلس ونتناقش». وتابع كوشنر: «آمل أن ينظر الجانبان الإسرائيلى والفلسطينى بإيجابية للخطة، ولن تكون هناك خطوة أحادية، نعمل على أن نقترح شيئا يمكن أن يعالج به المرض وإذا عالجت المرض فكثير من الأعراض ستختفى»، وفقا لموقع قناة الحرة الأمريكية. وحول قرار تبعية الجولان إلى إسرائيل قال إن «إسرائيل سيطرت على هضبة الجولان لأكثر من خمسين سنة وهناك فوضى الآن فى سوريا، مضيفا: «لا شك فى أن الجولان يجب أن تكون جزءا من إسرائيل». من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن إطلاق صفة الصفقة بدلا من المعاهدة يدل بوضوح على نية الإملاءات وليس الاتفاق عبر المفاوضات. وأضاف عريقات خلال لقائه، أمس، وفدا أمريكيا رفيع المستوى من عدة ولايات، مكونا من 50 شخصية من القطاعات الأكاديمية والسياسية والاقتصادية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدنى، أن الصفقة قد تعنى موافقة طرف على بيع ممتلكاته نتيجة إفلاس، أى إنها تحمل فى طياتها طرفا رابحا وآخر خاسرا، وهو اصطلاح يستخدم فى عالم العقارات وألعاب الترفيه التلفزيونية. فى حين تعنى معاهدة السلام اتفاقا بين طرفين أو أكثر، ينتج عنها معادلة ربح لجميع الأطراف، ويطلق على استسلام الأطراف التى تهزم فى الحروب (صك)، وفقا لوكالة «سما» الفلسطينية. وأكد أن البحث عن حلول خارج إطار القانون الدولى وقرارات الأممالمتحدة وبما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدسالشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967، وحل جميع قضايا الوضع النهائى وعلى رأسها قضيتا اللاجئين والأسرى، استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ليس سوى مطاردة للسراب والعيش فى الأوهام. وشدد عريقات على أن جميع قرارات الإدارة الأمريكية بشأن القدس واللاجئين والاستيطان والحدود والضم للأراضى الفلسطينيةالمحتلة والجولان العربى السورى المحتل، وغيرها من القرارات تعتبر باطلة ولاغية، ومخالفات فاضحة للقانون الدولى والشرعية الدولية، ولن تخلق حقا ولن تنشئ التزاما. وقال عريقات إن محاولات فرض الحقائق الاحتلالية ستدخل التاريخ باصطلاح محاولة زائفة، والرؤية التى طرحها الرئيس محمود عباس للسلام أمام مجلس الأمن الدولى فى فبراير 2018 تعتبر طرحا واقعيا ومنطقيا، وتستند إلى الشرعية الدولية والقانون الدولى وتحقق معادلة عادلة ورابحة لجميع الأطراف.