يشهد السودان تصعيدًا على خلفية المظاهرات الأخيرة، بعد عزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين، برئاسة وزير الدفاع، عوض بن عوف، وفق البيان الذي أذاعه التليفزيون السوداني، ل"بن عوف"، صباح أمس الخميس، وأحاطت القوات المسلحة السودانية مبنى الإذاعة والتلفزيون، وتم بث الموسيقى العسكرية، قبل بيان الجيش المهم. ويشهد السودان مظاهرات احتجاجية منذ ديسمبر الماضي، وتقدم عدد من الشخصيات الوطنية، عرفوا ب«مجموعة 52»، بمبادرة «السلام والإصلاح»، التي تطالب بحوار وطني ينتهي بتكوين حكومة انتقالية بمهام محددة خلال فترة أربع سنوات، وهو ما يعني دخول السودان في فترة انتقالية للمرة الرابعة في تاريخه. وظهر وزير الدفاع السوداني، الفريق أول عوض بن عوف، عبر التلفزيون الرسمي للسودان، في بيان رسمي له، أعلن من خلاله عن اعتقال الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد، وتولي الجيش السلطة لمدة عامين. وفي تطور لاحق مساء الجمعة، أعلن وزير الدفاع عوض بن عوف، تنحيه عن رئاسة المجلس العسكري، وتنحية رئيس الأركان عن منصبه، ونقل رئاسة المجلس العسكري إلى الفريق عبدالفتاح برهان. وخلال الاحتجاجات تقدم عدد من الشخصيات الوطنية، عرفوا ب«مجموعة 52»، بمبادرة «السلام والإصلاح»، التي تطالب بحوار وطني ينتهي بتكوين حكومة انتقالية بمهام محددة خلال فترة أربع سنوات، وهو ما يعني دخول السودان في فترة انتقالية للمرة الرابعة في تاريخ، وطوال مدة حكمه، استطاع البشير تجاوز محطات احتجاجات شعبية متعددة، إذ يعد الحراك الشعبي الحالي ثالث حراك يندلع ضده، للمطالبة برحيله، وتغيير حكومته. وفي ضوء ذلك، تستعرض "الشروق" في التقرير التالي، الاحتجاجات الثلاثة البارزة في عهد الرئيس السوداني: * ثورة 2011.. عدم الترشح لفترة خامسة في 30 يناير 2011، اندلعت مظاهرات في عدة قرى ومدن بالسودان، متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية في الوطن العربي التي اندلعت وقتها، بعد أن دعا الشباب والطلاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، إلى تنظيم مسيرات سلمية مناهضة للحكومة في جميع أنحاء السودان. وندد المتظاهرون والشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالفساد والتضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والفقر والبطالة، حيث أفادت أرقام نشرتها الحكومة نهاية 2010، عن بلوغ نسبة البطالة 40%، وأفاد خبراء أن نصف سكان شمال السودان تقريبا يعيش تحت عتبة الفقر. وطالبت الاحتجاجات، التي استمرت إلى ما يقرب من 4 شهور، بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وطالب بعضها بتغيير النظام ورحيل البشير، فيما جاء رد البشير بأنه لن يترشح لفترة خامسة في الانتخابات الرئاسة، وأمر بإنشاء لجنة لمكافحة الفساد بالبلاد. * ثورة 2013.. استخدام العنف في 23 سبتمير 2013، تظاهر ألاف السودانيون ضد نظام البشير، إثر قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، وتقليل الدعم، وارتفاع اسعار المواد التموينية، وسوء الأوضاع المعيشية عامة، مرددين هتافات ضد الحكومة، مطالبين بإسقاط النظام، في جميع أنحاء السودان، وشهد شارع الستين فى الخرطوم مظاهرات حاشدة من المواطنين، أصابت العاصمة بالشلل، هاتفين"حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب"، وتصدت السلطات للاحتجاجات باستخدام القوة ضد المتظاهرين، فتحول عدد من الأحياء فى الخرطوم إلى ساحة معارك وصدامات بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين، قتل خلالها ما لايقل عن 200 متظاهر، وأغلقت الأجهزة الأمنية المدارس، وحجبت خدمة الإنترنت، وصادرت الصحف، وأغلقت مقار القنوات الاخبارية العربية، كما أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 600 شخص. * ثورة 2018.. الاطاحة بالبشير في 19 ديسمبر 2018، اندلعت تظاهرات في قرى ومدن السودان، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء أسعار المعيشة، مطالبين بتوفير الخبز والوقود، وتحسين الأوضاع، ثم تصاعدت للمطالبة بتنحي البشير عن السلطة، وظلت الاحتجاجات تتزايد حتي بلغت زروتها في 6 ابريل 2019، باندلاع احتجاجات واسعة بعدة أحياء بالعاصمة، بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة الشعبية التي عزلت الرئيس الأسبق جعفر نميري في عام 1985 بعد حكم دام 16 عاما. وشهدت الاحتجاجات ردود فعل عنيفة من قبل الأجهزة الأمنية، التي استعملت مُختلف الأسلحة في تفريقِ المتظاهرين، بما فيها الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين. وفي يوم الخميس، 11 إبريل 2019، بعد احتجاجات استمرت أكثر من 3 شهور، أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، الخميس، في بيان له عبر الاذاعة الرسمية للبلاد عن اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، وبدء فترة انتقالية لعامين، كما أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر، من العاشرة مساء إلى الرابعة فجرا.