أثناء جولته ببعض المواقع الأثرية بمحافظة سوهاج، توجه صباح اليوم السبت، الدكتور خالد العناني وزير الآثار وسفراء 40 دولة عربية وأجنبية وإفريقية لدى مصر، إلى زيارة تفقدية للدير الأبيض والأحمر. ورحب آباء الدير الأحمر بوزير الآثار والوفد المرافق له، حيث شرح أمين الدير الأحمر، القمص أنطونيوس الشنودي الدير وملحقاته وأعمال الترميم التي أجريت به. وقال العناني إن الوزارة تقوم بترميم الدير وستكمل مشروع ترميمه لأنه أحد أوجه تراث مصر الحضاري الذي يجب الحفاظ عليه، مؤكدا على التعاون الدائم والمثمر بين الوزارة وإدارة الدير للحفاظ عليه لما له قدسية شديدة ووجه من تراث مصر الحضاري. وخلال الزيارة أهدى القمص أنطونيوس الشنودي وزير الآثار القرآن الكريم، وعلق العناني على هذه الهدية بأنها أعظم هدية وأنها دليل على أن مصر والمصريين نسيج واحد. وقال جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إن الدير الأحمر يقع في غرب مدينة سوهاج بحوالي 12 كم على النهاية الشرقية لجبل سوهاج الغربي، وهو يرجع إلى القرن الخامس الميلادي ويأخذ أيضا البناء الشكل المستطيل على طراز البازيليكا، وأسسه القديس بشاي وذلك طبقا لما ذكره الأنبا شنودة. وبدأت أعمال مشروع ترميم الدير الأحمر من 2003 حتى 2018 م، ومازال المشروع مستمرا لحين الانتهاء من جميع الأعمال، حيث قام مركز البحوث الامريكي بعمل ترميم دقيق لمنطقة الهيكل كاملة وإعادة الشكل إلى أصل إنشائه، كما يقوم المركز الآن بترميم دقيق للتصاوير الجدارية بجدران الصحن وأعمال الترميم المعماري من استبدال وتركيب أخشاب السقف التالفة وإعادة تبليط الصحن ونصب بقايا أعمدته لإعادة الشكل إلى سابق عهده وشكل البازيليكا وتطوير المنطقة حول الكنيسة. كما شملت أعمال الترميم كنيسة العذراء مما أعاد الزخارف إلى وضعها الأصلى وأظهر بهائها وجمالها. ولم يتبق إلا القليل وهو معالجة بعض الشروخ بأعتاب المداخل والتآكل في أساسات الحصن جنوب الكنيسة. ويجاور الدير بالواجهة الجنوبية حصن متاخماً للمدخل الجنوبي يرجح أنه يرجع لعصر الإمبراطورة هيلانة يلجأ إليه الرهبان عند حدوث أي اعتداءات خارجية، وقد استمرت هذه الحصون حتى بعد أن اعترف بالمسيحية الدين الرسمي للدولة في القرن الخامس الميلادي ويرجع السبب في ذلك إلى أن معظم الأديرة خاصة تلك التي بنيت قبل الاعتراف بالمسيحية كانت توجد بمناطق نائية بعيداً عن العمران خاصة في الصحراء الغربيةوالشرقية منهما مما جعلها في خطر من هجوم البدو الرحل، ومن ثم كان تحصينها ضرورة تقتضيها البيئة التي وجدت فيها والدير الأحمر واحد من تلك الأديرة التي ألحق المعمار بها حصناً يلجأ إليه الرهبان للاحتماء عند حدوث أي هجوم خارجي. وأشار مصطفى إلى أن أعمال الترميم شملت ترميم للحوائط الشمالية والغربية وحماية اللوحات الجدارية بالكنيسة وعمل مظلة بالجزء الغربي من الصحن لتوفير الحماية اللازمة للجدران وللوحات الجدارية التي سيتم تنظيفها وترميمها. كما تم ترميم الصحن.