أثيرت حالة من الجدل في الشارع المصري، عقب اصطدام قطار محطة مصر الأخير، وانفجاره ليخلف وراءه ضحايا ومصابين بالعشرات، وقد أثبتت التحقيقات عن تعاطي سائقه مخدر الاستروكس، وهو ما استدعى التساؤل بشأن ضرورة وجود آلية وطنية لمكافحة تعاطي المخدرات. وخلال احتفاله بيوم الشهيد في 9 مارس الماضي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرار بإطلاق حملة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة لجميع الموظفين بالدولة، على أن يتم إحالة من يثبت تعاطيه للنيابة العامة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. واليوم الثلاثاء، وخلال فعاليات افتتاح ورشة العمل التشاورية لعدد من القضاة وأعضاء النيابة العامة حول مشكلة تعاطي وإدمان المخدرات وأبعادها القضائية والنفسية والاجتماعية، قالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إن الدولة تولي اهتمامها كبيرا بمكافحة الإدمان، وتعمل من خلال محاور عديدة أهمها الجانب التوعوي الوقائي والطبي والأمني والتشريع. في يونيو من العام الماضي، أكد المدير التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، يوري فيدوتوف، أن هناك ما يقرب من 275 مليون شخص في العالم يتعاطي المخدرات، وأن نحو 36 مليون شخص يعانون من اضطرابات عقلية نتيجة لذلك. وأضاف فيدوتوف، أن نبات القنب أو الحشيش كان الأكثر استهلاكًا في عام 2016، ووصل حجم متعاطيه إلى 192 مليون شخص. وفي الفترة بين عام 2000، وحتى عام 2015، ارتفعت نسبة الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات بشكل مباشر إلى 60%، و27% من الوفيات لأشخاص تجاوزوا سن الخمسين. وفي ضوء ذلك، الشروق، تستعرض أساليب وجهود الدول حول العالم في مكافحة وإثباط تعاطي وإدمان المخدرات، وأيضا الإتجار بها، وجانب من معاناة بعض الدول. - نظام تدريب يشمل 13 جهة حكومية تحرص دولة الكويت على تطبيق وتطوير استراتيجيات بناءة لمكافحة تعاطي وإدمان المخدرات والمؤثرات العقلية بالتعاون مع مختلف الجهات ذات الصلة محليا ودوليا، وفي عام 2019، وضعت الدولة استراتيجية لمكافحة المخدرات والوقاية منها، تتضمن تطبيق نظام التدريب الذي يشمل 13 جهة حكومية، بالاضافة إلى منظمات المجتمع المدني، تمهيدا لتخريج أعداد من المدربين، الذين سيقومون بدورهم بتدريب أكبر عدد من الأفراد في جهات عملهم، على مكافحة الإدمان من خلال مساعدة الراغبين في التعافي بتغيير سلوكهم. - حملات توعية في المدارس في أكتوير العام الماضي، بدأت الإدارة العامة للتعليم في الرياض، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، إقامة ورش عمل ودورات تدريبية ومحاضرات توعية لحماية الطلبة من تعاطي المخدرات. واشتركت في المبادرة قيادات تربوية وإشرافية وأمنية، وحرصت المبادرة على وضع برامج لعلاج بعض الظواهر السلوكية في المدارس، والغوص في عمقها، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تعاطي المخدرات، ووضع استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. - جهاز بالبصمة للكشف عن المتعاطيين في عام 2017، تمكن فريق أبحاث "بريطاني- هولندي"، من تطوير أحد الأجهزة الذي يُحدد نسبة تعاطي المخدرات، وذلك عن طريق البصمات الرقمية للشخص نفسه، وشارك في الأبحاث وتطوير الجهاز أطباء متخصصين بالطب الشرعي في بريطانيا. وأكد الباحثين في جامعة "كامبريدج البريطانية"، و"دلفت للتكنولوجيا الهولندية"، أن الجهاز يمنح نتائج تصل ل 99%، خلال مدة 4 دقائق، ويرصد الجهاز المواد الكيماوية التي تتركز في أطراف الأصابع بعد تعاطي أحد أنواع المخدرات. - إغلاق حدود البلاد لمدة عامين تواجه إيران واحدة من أكبر مشكلات الإدمان في العالم، وذلك لاعتبارها ملتقى طريق تهريب المخدرات الدولى من أفغانستان، أكبر منتج للأفيون، إلى أوروبا، إذ بلغ عدد المتعاطين للمخدرات في البلاد 3 ملايين شخص، وفي عام 2018، ضبطت السلطات ما يزيد على ستة أطنان من الهيروين. واتجهت إيران إلى بذل جهودها في مكافحة إدمان وتعاطي المخدرات، ففي نوفمبر 2018، أغلقت إيران كافة حدود البلاد لمدة عامين لمكافحة تهريب المخدرات، كما أبدت استعدادها لتدريب الشرطة الأفغانية فى محاولة للحد من زراعة المخدرات. وفي أواخر عام 2018، أعلن مقر مكافحة المخدرات بإيران، أن الدولة أنفقت أكثرمن 600 مليون دولار فى العامين 2016 و2017، لشق قنوات وبناء حواجز وإقامة أسلاك شائكة لإغلاق حدود البلاد. - قوة تنفيذ المهام الوطنية وفي عام 2012، أسس المجلس الأسترالي لمكافحة المخدرات قوة لتنفيذ المهام الوطنية عرفت باسم «اليجو»، والتي تهدف لتنسيق العمل الجماعي ضد أخطار المخدرات المنظمة والخطيرة، والحد من تأثيرها السلبي على أستراليا، وتمتلك القوة الجديدة العديد من الصلاحيات والقوة، وتجمع بين المجلس الأسترالي، والشرطة الاتحادية الأسترالية، والمركز الاسترالي للتحليل وتقارير المعاملات، والجهات المسؤولة عن تنفيذ القانون في الدولة. - تأمين حدود وتشديد العقوبة ركزت وزارة الداخلية السعودية، في خطتها لمكافحة المخدرات على تأمين حدود المنطقة المهمة، وتنفيذ تدريب إضافي، ووضع الحواجز المادية، وتشديد العقوبة على المضبوطين بالمخدرات، ويشترك في خطط مكافحة المخدرات والجريمة بالسعودية أعداد كبيرة من كبار الضباط، يرتدون الزي الرسمي أو ملابس مدنية، ويعملون علنًا وسرًا داخل المجتمع. وتفرض المملكة، عقوبات شديدة على استيراد وتصنيع وحيازة واستهلاك المخدرات والكحوليات، ويواجه المدانين أحكامًا كبيرة بالسجن وعقوبات بالجلد العلني. - تعليم مقاومة تعاطي المخدرات أقدم حملات مكافحة المخدرات والتوعية بمخاطرها في أمريكا، بدأت عام 1983، عن طريق مبادرة بعنوان «D.A.R.E»، في مدينة لوس أنجلوس، ثم انتشرت في الولاياتالأمريكية الأخرى، وتهدف مبادرة «تعليم مقاومة تعاطي المخدرات»، الحد من التبغ والكحول والماريجوانا، على أن يوقع الطلاب المنضمون للبرنامج تعهدًا بعدم استخدام المخدرات أو الانضمام إلى عصابات تجارتها. وفي مارس 2018، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات بالولاياتالمتحدة، أنّ عدد الوفيات الناجم عن تناول الجرعات الزائدة من المخدرات وصل إلى مستويات قياسية عام 2017، حيث كشفت تقارير طبية وفاة 200 شخص يوميا في البلاد، حيث أظهرت الأرقام الأولية أن أكثر من 72 ألف أمريكي لقوا حتفهم خلال العام. - تشريعات وعقوبات خاصة ركزت إيطاليا في مكافحتها للمخدرات والجريمة عمومًا، على مجموعة من التشريعات القانونية الجديدة استهدفت أنواع مُحددة من الأنشطة الإجرامية، مثل التواطؤ في أنشطة المخدرات المنظمة، وتوسيع صلاحيات سلطات التحقيق بها، ومصادرة أصول مافيات المخدرات، فضلاً عن إصدارها تشريعات خاصة لمحاكمة أعضاء المافيات. - استراتيجية مراقبة المخدرات ومنع الجريمة بداية من عام 2013، وحتى عام 2017، اتبع الاتحاد الأفريقي استراتيجية مراقبة المخدرات ومنع الجريمة، ركز خلالها على معايير الجودة الدنيا في القارة فيما يخص علاج إدمان المخدرات، وتوجيه العائدات التي يتم مصادرتها من تجار المخدرات والجرائم المتصلة بها، لدعم البرامج المعنية بعلاج المدمنين. واعتمدت استراتيجية الاتحاد أيضًا، على رصد وتقييم اتجاهات مُتعاطو المخدرات وتجارها، وتيسير التدريب على نطاق القارة لعلاج إدمان المخدرات. - اتفاق مشترك ل124 دولة وفي سبتمبر 2018، وقعت نحو 124 دولة اتفاقا مشتركا لتعزيز الجهود في مجال مكافحة المخدرات، للقضاء على إنتاجها، ومشكلة إدمان تعاطيها في مختلف أنحاء العالم، وذلك لاعتبارها أولوية مشتركة بين كل البلدان. وتعهدت الدول الموقعة على الإعلان المشترك بتنفيذ الاتفاقات ذات الصلة، ومنها اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الإتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية. - مبادرة إيرانية روسية صينة وفي الأسبوع الماضي، تم عقد مبادرة ثلاثية مشتركة بين إيران وروسيا والصين، لتوقيع خطة عمل مشتركة تتضمن برنامج عمل مشترك لمدة ثلاث سنوات، للتعاون في مكافحة المخدرات وحبوب الهلوسة، وذلك لمعاناة الدول الثلاث من تفشي جرائم المخدرات، بما في ذلك التجارة غير الشرعية بالمخدرات، وتحتل مكافحة المخدرات قائمة الأولويات بالنسبة لأجهزة الأمن والشرطة في هذه الدول، ما يجعل من التنسيق والتعاون المشترك بينهم ضرورة قصوى. - شراكة بريطانية وإماراتية وأمريكية تشترك الدول الثلاث بريطانياوأمريكا والإمارات في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، ويتواجد في سفارات المملكة المتحدة بالإمارات ممثلون عن الجهات البريطانية المعنية بتنفيذ القانون، مثل الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة، والشرطة البريطانية، والإدعاء العام، وشبكة ما وراء البحار للأخطار والتنسيق، وقسم الإيرادات والجمارك. ويتم التنسيق بين ممثلي بريطانيا ونظرائهم الإماراتيين، للتصدي للجريمة المنظمة وغسل الأموال ومكافحة المخدرات، وتعطي بريطانيا أهمية كبيرة لهذا التعاون، وأسفر التعاون عن مصادرة عائدات الجرائم، وتوجيهها في أعمال أخرى، وتبادل المجرمين بين البلدين، والحد من أخطار الجريمة على البلدين. - تعاون شرطة دبي مع دول أوروبية تشترك شرطة دبي وبالأخص مكتب مكافحة المخدرات، مع مؤسسات دول أوروبية عديدة، لاعتراض حملات تهريب المخدرات، وتقديم حملات توعية للسكان لوقف تعاطي المخدرات والإتجار فيها.