وزير الخارجية السعودى: الجولان أرض عربية سورية.. ونظيره التونسى: القصية الفلسطينية على رأس أولويات القمة.. وأبو الغيط: مواقف الإدارة الأمريكية مخيبة للآمال شهدت تونس، اليوم، أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى للقمة العربية العادية فى دورتها الثلاثين المقرر انطلاقها غدا الأحد. وشارك سامح شكرى وزير الخارجية فى الاجتماع الوزارى بعد اختتام زيارته للعاصمة الأمريكيةواشنطن. وقال وزير الخارجية السعودى، إبراهيم العساف، الذى تولت بلاده أعمال القمة عام 2018 فى كلمة افتتاحية للاجتماع، إن المملكة ترفض أى إجراءات تمس الوضع التاريخى للقدس، والقرار الأمريكى بشأن الجولان وتدخلات إيران فى المنطقة، مؤكدا دعم الرياض لجهود الأممالمتحدة ومبعوثيها فى اليمن وسوريا وليبيا. وشدد العساف على أن بلاده تدعم وحدة أراضى سوريا والحل السياسى المبنى على الحوار بين المعارضة والنظام السورى، معربا عن رغبة المملكة فى توحيد المعارضة قبل ذلك. ووجه وزير الخارجية السعودى انتقادات إلى إيران، مؤكدا تحميل طهران مسئولية ما يحدث فى اليمن، رافضا تدخلاتها فى عدد من الدول العربية، وهو اتهام طالما نفته طهران. من جانبه، أكد وزير الخارجية التونسى خميس الجهيناوى أن بلاده عازمة على جعل القمة العربية بتونس منطلقا لتعزيز العمل العربى المشترك واستعادة العرب لزمام المبادرة فى معالجة أزمات المنطقة ومعوقات التنمية. وشدد الجهيناوى الذى تسلمت بلاده أعمال القمة الحالية من نظيره السعودى، على المكانة المركزية للقضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والإسلامية والقوة المحبة للسلام، وقال: «إنها ستظل على رأس أولويات تونس خلال رئاسته للقمة لتوفير الدعم للشعب الفلسطينى واسترجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس مبدأ حل الدولتين. وقال الجهيناوى، إن قرار ترامب حول الجولان المحتل يعتبر لاغيا ولا أثر قانونيا له، مشيرا إلى عمل بلاده مع الدول العربية لمواجهة أى تداعيات لهذا الوضع. وأشار إلى أن الوضع فى سوريا وما شهدته خلال السنوات الماضية من دمار غير مسبوق يؤكد أهمية العمل على تسوية سياسية تمكن من الحفاظ على وحدة سوريا ومناعتها وتضع حدا لمعاناة الشعب السورى بما يمكنه من استعادة مكانته على الساحة العربية. كما دعا الجهيناوى إلى إيجاد حل سياسى فى ليبيا يؤدى لتحقيق الاستقرار هناك من خلال مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز خلافاتهم. وقال إن تونس ماضية فى إطار المبادرة الثلاثية بالتنسيق مع مصر والجزائر من أجل تكريس حل ليبى ليبى للأزمة وهى تدعم جهود المبعوث الأممى الدكتور غسان سلامة لإيجاد تسوية فى ليبيا. وقال الجهيناوى إن الأوضاع فى اليمن تتطلب تكثيف جهودها لدفع مسار التسوية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية وضرورة وقف الأعمال القتالية واستئناف الحوار بما يسهم من تكريس الاستقرار فى اليمن وعموم الخليج العربى. بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط فى كلمته، أن الشعوب أنهكتها الصراعات والحلول العسكرية لا تحسم هذه النزاعات، مشددا على رفض منح المحتل الإسرائيلى من جانب واشنطن شرعية احتلال الجولان. وأكد أن «شرعنة الاحتلال خطيئة (..) ومواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة جاءت مخيبة للآمال»، داعيا للدخول فى تسويات سياسية حقيقية فى ليبيا واليمن وسوريا. وعقب كلمة أبو الغيط، دعا وزير خارجية تونس، إلى بدء جلسة مغلقة للوزارى العربى، الذى يفترض أن يجهز نسخة من القرارات المنتظرة للقمة لعرضها على القادة. وفى وقت سابق، عقدت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التابعة للقمة العربية، اجتماعا، على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة المملكة العربية السعودية، وذلك فى مقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس. وتضم الهيئة فى عضويتها بالإضافة إلى السعودية كلا من الأردن، تونس، السودان، الصومال، العراق، والأمين العام لجامعة الدول العربية. وتعتبر هذه الهيئة هى الآلية الرسمية لمتابعة تنفيذ قرارات القمم العربية. وخصص الاجتماع لاعتماد التقرير السنوى الذى أعدته الهيئة على مستوى المندوبين الدائمين بالجامعة العربية، والمتعلق بمتابعة تنفيذ قرارات قمة الظهران التى عقدت بالمملكة العربية السعودية فى إبريل 2018. ويتضمن التقرير متابعة تنفيذ الدول العربية لقرارات القمة كل قرار على حدة، ومدى التزام الدول بالتنفيذ والعراقيل التى اعترضت تنفيذ بعض القرارات من قبل بعض الدول. إلى ذلك، وعلى هامش الاجتماع، عقد وزراء خارجية مصر سامح شكرى والأردن أيمن الصفدى والعراق محمد على الحكيم اجتماعا ثلاثيا، قال عنه شكرى فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط إنه متابعة لما اتفق عليه قادة الدول الثلاث خلال قمتهم التى عقدت بالقاهرة أخيرا. وأضاف أن الاجتماع ناقش سبل تنفيذ تكليفات القادة الثلاثة لوزراء الخارجية للإعداد للاجتماعات القادمة على المستوى الفنى حتى تبدأ عمليات تنفيذ الأولويات التى حددها الزعماء الثلاثة.