يبدو أن النظام الأمني في روسيا، على استعداد أن يفعل أي شيء لحماية الرئيس فلاديمير بوتين، حتى لو وصل الأمر للتلاعب ب"GPS" المعني بتحديد موقع الشخص عبر الأقمار الصناعية العالمية، وأيضًا نظام الأقمار الصناعية للملاحة العالمية "GNSS". وعلى مدار سنة من التحقيق، عكف مركز الدراسات المتقدمة للدفاع "C4ADS"، ومقره واشنطن، وأنتهى التحقيق من خداع روسيا لأنظمة تحديد المواقع العالمية لحماية بوتين من طائرات الدرون "طائرات بدون طيار"، حسبما ذكرت صحيفة "الاندبندنت البريطانية". واستند التحقيق الذي انتهى في نوفمبر من العام الماضي، على بيانات الأقمار الصناعية المتاحة للجمهور أنه تم استخدام النظام الأمني المُخادع في "روسيا وأوكرانيا وسوريا"، لمنع أي حركة للطائرات "بدون طيار" المدنية غير المصرح به بالاقتراب في محيط الرئيس، تزامنًا مع تحركاته. تقرير "C4ADS" أكد أن النظام الأمني لايتم استخدامه كثيرًا في زيارات بوتين الخارجية نظرًا لعدم سفر الرئيس بشكل دائم، مشيرًا إلى أن الاتحاد الروسي يُعد رائدًا في استخدام مثل هذه التقنيات لتعزيز اهتماماته الاستراتيجية في الداخل والخارج. وتستخدم روسيا تلك الحيلة الأمنية أيضًا لحماية كبار المسؤولين في الحكومة الروسية، فضلًا عن استخدامه لحماية المنشأت الاستراتيجية في العاصمة موسكو، والمنشآت الهامة القريبة من البحر الأسود. ونظرًا لقلة استخدامه مع الرئيس، يتم استخدام النظام الأمني بشكل ثابت مع المنشآت الحكومية الثابتة؛ ما يسبب إزعاجًا كبيرًا، ويؤثر على عدد كبير من السفن ويتداخل مع أجهزة الاستقبال على مسافات بعيد. وجد التقرير ما يقرب من 10000 من أحداث الخداع في 10 مواقع أثرت على 1311 من أنظمة الملاحة على متن السفن المدنية، ورصد التحقيق حدوث مايقرب من 10 آلاف حالة خداع لأنظمة تحديد المواقع في 10 مواقع، وأثر على 1311 نظام ملاحة مدنية. وتعمل عمليات الخداع عن طريق مُحاكاة أنظمة الأقمار الصناعية الأصلية لنقل معلومات تحديد المواقع الخاطئة إلى الطائرات والسفن البحرية من أجل إبعادها عن مسارها، وتم تخصيص طرق للكشف عن ذلك، ونادرًا ما يتم مناقشة النطاق الكامل لهذا النشاط في المجال العام، نظرًا للتداخل بين المؤسسات التي لديها القدرة على الاستفادة من الوسائل المتقدمة لجمع الإشارات.