المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إسرائيل ارتكبت 26 مجزرة دموية في غضون 48 ساعة    رؤساء النواب الأردني والبريطانى يؤكدون ضرورة وقف الحرب على غزة وإنفاذ المساعدات    مواعيد مباريات اليوم الخميس في بطولة الكأس الذهبية    محمد شريف: وقعت للأهلي 5 سنوات ووسام أبو علي رقم واحد في النادي    40 حكما يجتازون اختبارات الانضمام لدورة الحصول على رخصة تقنية VAR    أمريكا تتأهل لنهائي كأس كونكاكاف بثنائية في جواتيمالا    انتداب الطب الشرعي لمعاينة جثامين الأطفال الثلاثة بالمنيا    وما زال الحر مستعرا، حالة الطقس اليوم الخميس 3 - 7 - 2025    محكمة أمريكية تقرر الإبقاء على مغني الراب "ديدي" رهن الاعتقال    صبا مبارك تدافع عن شيرين عبد الوهاب: "لما بسمع صوتها بدمّع.. وهي أسطورة حقيقية"    البلشي: لست مسؤولًا عن تظاهرات أحمد دومة على سلم نقابة الصحفيين    الأمم المتحدة: نحو 85% من أراضي غزة تحت أوامر نزوح أو ضمن مناطق عسكرية    الخارجية الأمريكية: واشنطن لن تتكهن بموعد اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا    قوات الدفاع الجوى السعودي تدشن أول سرية من نظام "الثاد" الصاروخي    "القائمة الوطنية من أجل مصر" لانتخابات الشيوخ.. تضم 13 حزبًا وتجمعًا سياسيًا    بعد 12 عامًا.. الإخوان ترفض الاعتراف بسقوطها الشعبي والسياسي    عصام السباعي يكتب: مفاتيح المستقبل    محاضر الغش «بعبع المعلمين» في امتحانات الثانوية!    أيمن يونس يهاجم ترشيح عبدالناصر محمد لمنصب مدير الكرة في الزمالك    قناة mbc مصر 2 تذيع مباراتين في ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025    ترامب: حالات عبور المهاجرين غير الشرعيين الشهر الماضي هي الأدنى في تاريخ الولايات المتحدة    النساء على رأس المتضررين ..قانون الإيجار القديم الجديد يهدد الملايين ويكشف غياب العدالة الاجتماعية    تريلا تدهس 7 سيارات أعلى الطريق الدائري بالمعادي.. صور    رئيس شعبة الدخان يكشف موعد تطبيق زيادة أسعار السجائر الجديدة    "المؤتمر" يدفع ب 5 مرشحين على المقاعد الفردية في انتخابات "الشيوخ" بالقاهرة    طارق الشيخ يكشف كواليس صداقته مع أحمد عامر..ماذا قال؟    مي عمر أنيقة ونسرين طافش بفستان قصير على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    ملك أحمد زاهر تحتفل بعيد ميلاد والدتها: إحنا من غيرك دنيتنا تبوظ (صور)    هل الجنة والنار موجودتان الآن؟.. أمين الفتوى يجيب    فرنسا: وفاة طفل وإصابة 29 بسبب إسهال نجم عن تناول لحوم ملوثة    أجمل 10 أهداف فى مباريات دور ال 16 من كأس العالم للأندية (فيديو)    "الصحة العالمية" تطلق مبادرة لزيادة ضرائب التبغ والكحول والمشروبات السكرية    الأعداد المقرر قبولها ب الجامعات الحكومية من حملة شهادات الدبلومات الفنية 2025    تعرَّف علي قيمة بدل المعلم والاعتماد ب مشروع تعديل قانون التعليم (الفئات المستحقة)    زيادة كبيرة في عيار 21 الآن.. مفاجأة بأسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة (محليًا وعالميًا)    للمسافرين.. مواعيد انطلاق القطارات لجميع المحافظات من محطة بنها الخميس 3 يوليو    يكفر ذنوب عام كامل.. موعد صيام يوم عاشوراء 2025 وأفضل الأدعية المستحبة    المصري يكثف مفاوضاته للحصول على خدمات توفيق محمد من بتروجيت    إسماعيل يوسف: الزمالك ليس حكرا على أحد.. ويجب دعم جون إدوارد    مصرع عامل صعقًا بمزرعة دواجن في بلطيم بكفر الشيخ    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى اليوم الخميس 3 يوليو 2025    محافظ سوهاج: تخصيص 2.15 مليون فدان لدعم الاستثمار وتحول جذري في الصناعة    سعر البطيخ والخوخ والفاكهة ب الأسواق اليوم الخميس 3 يوليو 2025    وفقًا للكود المصري لمعايير تنسيق عناصر الطرق.. استمرار أعمال التخطيط بإدارة مرور الإسكندرية    وزيرا خارجيتي الإمارات وغانا يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية    مملكة الحرير" يحقق رقمًا قياسيًا على يانغو بلاي ويتصدر الترند لليوم الثالث على التوالي    شاهد.. بهذه الطريقة احتفلت مادلين طبر بثورة 30 يونيو    3 أبراج لديها دائمًا حل لكل مشكلة    رابطة العالم الإسلامي تُدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية    "القيادة الآمنة".. حملة قومية لتوعية السائقين بمخاطر المخدرات بالتعاون بين صندوق مكافحة الإدمان والهلال الأحمر    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    إعدام المواد الغذائية الغير صالحة بمطروح    جاسم الحجي: قوة صناعة المحتوى وأهمية في عصر الإعلام الرقمي    مستشفى الأطفال بجامعة أسيوط تنظم يوم علمي حول أمراض الكلى لدى الأطفال    فريق طبي ينجح في إنقاذ طفلة مولودة في عمر رحمي بمستشفى في الإسكندرية    ما هي الأنماط الغذائية الصحية لمصابين بالأمراض الجلدية؟.. "الصحة" تجيب    هل "الدروب شيبنج" جائز شرعًا؟ أمين الفتوى يجيب    «الإفتاء» توضح حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على هامش ثورة 1919 (22).. تحرير المرأة بين مؤيد ومعارض في الصحف المصرية
نشر في الشروق الجديد يوم 22 - 03 - 2019

الكشكول: جريدة الهوانم مثل السفور تدعو إلى مبدأ جديد وإلى غرض غريب فضلا عن إنها تدعو النساء إلى رفع الحجاب
الكشكول: نحن نعجب لأمثال هؤلاء الذين لا يعبأون بعادات الشرقيين.. ويتبعون مبدأ «خالف تعرف»
السفور: فكرة أن المراة ما خلقت إلا لتكون موضع الزينة والشهوة.. أنتجت كثيرا من الشرور التي تئن منها الأسرة المصرية
السفور: المرأة المنفردة في بيتها قد تندفع في طريق الفساد.. فيقع أكبر ما يخشاه «الحجابيون»
السفور: لو أن المعارضين تحرير المرأة يفكرون برؤسهم يدركوا أن حياة المرأة أطول من أن تقضيها فيما يحددونه لها من الوظيفة البيتية
تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، إبراز مجموعة من الأخبار والموضوعات والطرائف واللطائف التي نشرتها الصحف المصرية في شهور فبراير ومارس وأبريل 1919، تزامنا مع اندلاع ثورة 1919، في محاولة استرجاع صورة للمجتمع المصري أيام الثورة، بعيدا عن السياسة، بالتركيز على الأنشطة والأحداث الاجتماعية والثقافية والفنية.
*******************************
مع بدايات القرن التاسع عشر باتت القضايا الاجتماعية، مثل تحرير المرأة وتعليمها، موضوعا للنقاش، وتجلت معاني تحرر المرأة بشكل تلقائي مع الأيام الأولى لأحداث ثورة 1919؛ إذ إنها خرجن وشاركن في التظاهرات وسقط منهن شهيدات مثل الرجال المطالبين بتحرير بلادهم.
وفي 3 أكتوبر 1919 نشرت جريدة الكشكشول خبر بعنوان «السفور والهوانم» أشارت فيه إلى أن هناك جريدة جديدة صدرت في الإسكندرية تدعى «جريدة الهوانم» وهاجمتها «الكشكول» وصفتها بأنها مثل زميلتها «السفور».
ولم نجد في أي من الأرشيفات المتاحة أعدادا لجريدة الهوانم، أما السفور هي جريدة أسسها عبد الحميد حمدي عام 1915 واستمرت في الظهور حتى عام 1922، وآثر صحافة الرأي عن صحافة الخبر، وتعرضت جريدته لقضايا الحجاب وتحرير المرأة، وإصلاح الجامعة المصرية وأضاءت صفحات الجريدة مقالات وروايات عدد من أنجب رموز الفكر المصري منهم: طه حسين، محمد حسين هيكل، المنفلوطي، مصطفى عبد الرازق وعلي عبد الرازق.
أما جريدة الكشكول كان يملكها سليمان فوزي، وتميزت بالأسلوب النقدي الساخر الذي وصل إلى حد التجريح في بعض الشخصيات، وكان للموقف الذي اتخذته عند صدورها هو الانحياز التام للحكومة وانتقاد حزب الوفد الذي اعتبرها جريدة حكومية وليست مجلة خاصة.
«خالف تعرف»!
نعود إلى الخبر الذي أشرنا له في البداية، حيث قالت «الكشكول» فيه: «ظهرت في هذه الأيام جريدة تصدر في الإسكندرية تدعي جريدة الهوانم وهي كزميلتها السفور تدعو إلى مبدأ جديد وإلى غرض غريب، فضلا عن إنها تدعو النساء إلى رفع الحجاب، فإنها في الوقت نفسه تريد أن تساعد المرأة وتأخذ بنصرها وتنشىء للسيدات قهاوي ومطاعم وبارات ليسترحن فيها إذل تعبن ويلعبن فيها النرد والشطرنح إذا طلبن...
تضيف الكشكول: «هذا ما تقوله جريدة الهوانم وقد أطلعنا على العدد الأول منها وهذا ما يدعو إليه (الهوانميون) ونحن نعجب لأمثال هؤلاء الذين لا يعبأون بعادات الشرقيين ولا يحفلون بمدد شريفهم، ولا ندري ما الذي يقصده أمثال هؤلاء بهذه المبادىء، اللهم لا شيء غير (خالف تعرف)...فالتهنأ جريدة السفور بزميلتها الجديدة».


موضع للزينة والشهوة!
فلم تهدأ السفور بعد تلك الحملات والدعوات، وبالبحث في بعض أعداد الجريدة وجدنا أن عبد الحميد حمدي كتب سلسلة من المقالات على صفحات الجريدة الأولى لعدة أسابيع تحت عنوان «تحرير المرأة» فيستعرض مثلا في المقال السادس المنشور في 12 أكتوبر 1920، مبدأ الجريدة وغرضها من هذه الحملة ويتهم معارضيها قائلا: «من أمهات المسائل التي يتذرع بها المعارضون في تحرير المرأة تقديمهم مسألة العفاف، فهم يخشون إذا حررت المرأة من قيود العادات أن تندفع في طريق الشر والقمار.. من أجل هذا هم يقولون بوجوب تحجيبها وسجنها وعدم تعليمها إلى غير ذلك مما يقولون به».
تستكمل السفور: «يقولون أن المرأة الخلوقة تكون زوجا وتربي وترضع الأبناء، وركزوا في ذلك طبيعة المرأة فكرة أنها ما خلقت إلا لتكون موضع الزينة والشهوة وهذه الفكرة انتجت كثيرا من الشرور التي تئن منها الأسرة المصرية، والمتتبع لسير أمرها يعلم مقدار ما كان لهذه الفكرة من الأثر السيء في حياتنا الاجتماعية».
تأثر العلاقة الزوجية بالسلب:
ويشرح عبد الحميد حمدي حال المرأة المصرية من وجهة نظره: «هذه المرأة السجينة في بيتها بلا عمل إلا أن تجذب إلى جمالها ورونقها عواطف زوجها لا يرضيها من ذلك الزوج إلا أن يبذل كل جهده في إظهار رضائه، وإذا قصر في إظهار ذلك، يبدأ الشقاق بين الزوجين، وهي تتهم وهو يبرىء، وهي معذورة لأنها لا تفهم من معاني الحياة غير الجهة اليومية ولا ترى من حق الرجل أن يعمل شيئا غير تحقيق المعنى الذي تفهمه من الحياة، والرجل معذور لأنه لا يستطيع أن يحبس حياته على تحقيق المطامع البهيمية دون أن يشترك مع قومه في العمل لانعاش الحياة الفكرية والأدبية في الأمة».
«ترى المرأة من زوجها ما تعده انصرافا عنها فتبدأ تراقب حركاته وسكناته وترسل إليه العيون لتتبع خطواته، وتستمع لرسل الشر اللواتي يؤنسها في خلوتها، من تروي لها عن ذلك الزوج اللعين أنواعا من الأقاصيص أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة.
«هذه المرأة المنفردة في بيتها الحاملة في رأسها فكرة السوء من ناحية زوجها المحملة بوصفات الشر والفساد غير المتزودة بسلاح العلم والتربية الفاضلة، لا تتردد في اقتناص الفرص للانتقام من ذلك الزوج الذي تتوهمه جافا، ومن هنا تندفع المرأة في طريق الفساد غير معنية بشرف أوعفاف فيقع أكبر ما يخشاه الحجابيون وهكذا يكون ما تخيلوه رادعا للمراة دافعا لها.


منافع تعليم المرأة:
«لو أن المعارضين في تحرير المرأة يفكرون حقيقة برؤسهم يدركوا أن حياة المرأة أطول جدا من أن تقضيها فيما يحددونه لها من الوظيفة البيتية. وأنه ليس لهذا التحديد غير إحدى نتيجتين، فإما أن تترك المرأة على جهلها وعدم تربيتها لا تفكر في غير الحياة البهيمية وفي هذه الحال ترى، كما بينا، أن رغباتها غير محققة من ناحية زوجها فتندفع في سبيل الفساد.والأمثال على ذلك عندنا كثيرة يضيق عنها نطاق الحصر.
«وأما أن تتعلم المرأة وفي هذه الحال ترى أن تلك الدائرة التي يحصرها فيها الرجل تضيق عن نطاق همتها فتجنح للخروج من طاعته وتحاربه على حريتها وقد يحدث ذلك أنواعا من الفوضى متعددة، فوضى لا يستطيع الرجل معها فعل يقومها، بل لابد لها أن تستوفي حظها من الوجود حتى تنتهي إلى نتيجة لا يعلم إلا الله ماذا تكون.
«وإذا كان الناس عندنا قد أدركوا بالفعل أن تعليم البنات فيه مصلحة مادية لهن لا يمكن انكارها، فأن أسهم هذه الحقيقة، بصرف النظر عن الناحية الأدبية، يقضي القضاء كله على فكرة المعارضة في تعليم البنت، والتوسع في ذلك التعليم إلى أقصى حد ممكن، ونتيجة ذلك أن حركة تعليم البنات ستنير حتما طريق تطورها الطبيعي، وحينئذ نجد أنفسنا بعد حين وجها لوجه أمام الحال الثانية التي وصفناها: وجود بنات متعلمات محصورات في دائرة ضيقة من الحياة بحجة أن وظيفتهن التي خلقن لها لا تسمح لهن بتخطي هذه الدائرة.
«نتمنى على الأيام أن يدرك رجالنا هذه الحقائق، فيعلموا من تلقاء أنفسهم لا تزال المرأة في مكانتها من الوجود بصفتها انسانا قبل كل شيء لا تقيد حريتها إلا ما يقيد حرية الرجل أخيها في الإنسانية وشريكها في الحياة».
وغدا حلقة جديدة....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.