طالبت إيرانوسوريا، أمس الاثنين، الولاياتالمتحدة بسحب قواتها من سوريا كما هددت حكومة دمشق قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة بهزيمة عسكرية إذا لم توافق على إعادة السلطة للدولة. وكان رئيسا أركان الجيشين الإيراني والسوري يتحدثان بعد اجتماع في دمشق شارك فيه أيضا نظيرهما العراقي الذي قدم دعما سياسيا للرئيس السوري بشار الأسد ولطهران بإعلانه أن الحدود السورية سيعاد فتحها قريبا. وتشير تصريحاتهما إلى مخاطر تصعيد جديد في سوريا بعد هزيمة الدولة الإسلامية ومع سعي الأسد لاستعادة آخر منطقتين كبيرتين خارج سيطرته وعمل الولاياتالمتحدة على كبح النفوذ الإيراني. وتعهدت الولاياتالمتحدة من قبل باحتواء ما تصفه بدور طهران ”المزعزع للاستقرار“ في الشرق الأوسط لكن طبيعة العلاقات الراسخة بين إيران وكل من دمشقوالعراق كانت واضحة تماما يوم الاثنين. وبينما كان يقف إلى جانب نظيريه العراقي والسوري في بث تلفزيوني مباشر، قال رئيس أركان الجيش الإيراني الميجر جنرال محمد باقري إن إيرانوالعراقوسوريا ”متحدة ضد الإرهاب“ وأن التنسيق بين هذه الدول يتم على أعلى مستوى. وأعلنت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي أنها ستحتفظ ببعض قواتها في سوريا في تراجع عن قرار سابق بسحب كل القوات بمجرد إلحاق الهزيمة العسكرية بتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وأرسلت الولاياتالمتحدة قوة جوية وبعض القوات البرية دعما لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد والتي أوشكت على السيطرة على آخر جيب للدولة الإسلامية في شرق سوريا. وللولايات المتحدة أيضا قاعدة عسكرية في التنف قرب الطريق السريع الرابط بين دمشق وبغداد والحدود بين العراقوسوريا. وبعد إعلان واشنطن في ديسمبر كانون الأول عزمها سحب القوات، لم تنجح السلطات بقيادة الأكراد في شمال شرق سوريا في التوصل إلى اتفاق مع دمشق لحماية المنطقة من هجوم تركي محتمل. وقال العماد علي عبد الله أيوب وزير الدفاع السوري ”الورقة الأخيرة المتبقية في يد الأمريكيين وحلفائهم هي قسد (قوات سوريا الديمقراطية) وسيتم التعامل معهم بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية: المصالحة الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة“. واستعادت الحكومة السورية السيطرة على مناطق كبيرة عن طريق ”المصالحات“ التي تُبرم عادة بعد إلحاق الهزيمة العسكرية بمقاتلي المعارضة. * ”الاستعداد للتضحية“ وأضاف أيوب ”لا شك أن قدرة الولاياتالمتحدةالأمريكية العسكرية كبيرة ومتطورة لكن... الاستعداد للتضحية في سبيل (الوطن) أهم عوامل القوة في الجيش العربي السوري“. وقال باقري إن ”الاجتماع بحث السبل التي يجب اتخاذها لاستعادة“ الأراضي التي ما زالت خارج نطاق سيطرة الحكومة بما فيها المناطق التي انتشرت فيها قوات أمريكية مضيفا أن القرار بهذا الصدد في يد الدولة السورية. وأُغلق المعبر الحدودي بين سورياوالعراق منذ سنوات بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليه في عام 2014. وقال رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي السوري ”سنشهد في الأيام المقبلة فتح المنفذ الحدودي بين سورياوالعراق“ واستئناف الزيارات والتجارة بين البلدين. وقال باقري إن فتح الحدود مهم لإيران فيما يتعلق بالتجارة وكذلك الإيرانيين الذين يزورون العراق ومنها إلى سوريا. وعبر منتقدون لإيران عن مخاوفهم من مد ”جسر بري“ للنفوذ الإيراني يصل إلى البحر المتوسط وحدود إسرائيل. وبالنسبة للأسد فإن إعادة فتح الحدود العراقية سيسرع وتيرة إعادة اندماج اقتصاد سوريا مع اقتصادات البلدان المجاورة بعد فتح الحدود مع الأردن العام الماضي.