- انتشار كثيف للشرطة النيوزيلندية فى "كرايست تشيرش" مع إعادة فتح المدارس..والشرطة الأسترالية تفتش منزلين لأقارب القاتل - الإرهابى الأسترالى زار إسرائيل فى 2016.. ومحاميه: لايعانى من أى مشاكل عقلية أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، اليوم الاثنين، أن حكومتها اتخذت قرارات لتشديد قوانين حيازة السلاح، بعد هجوم إرهابى استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، ما أسفر عن استشهاد 50 شخصا بينهم 4 مصريون وإصابة 50 أخرين. وقالت أرديرن في مؤتمر صحفى عقب أول اجتماع للحكومة بعد الهجوم الإرهابى إن "الحكومة اجتمعت واتخذت قرارات من حيث المبدأ لتشديد عملية حيازة السلاح، لكن ما زلنا بحاجة إلى العمل على التفاصيل"، مضيفة: "أعتزم إطلاع وسائل الإعلام والمواطنين على مزيد من التفاصيل بشأن تلك القرارات قبل الاجتماع التالي لمجلس الوزراء يوم الاثنين القادم"، وفقا لوكالة رويترز. وتابعت أرديرن: "هذا يعني في نهاية المطاف أنه في غضون عشرة أيام من هذا العمل الإرهابي المروع سنكون قد أعلنا إصلاحات أعتقد أنها ستجعل مجتمعنا أكثر أمنا"، لافتة إلى أن تحقيقا سيبحث في الفترة التي سبقت الهجوم وما الذي كان يمكن فعله لتجنبه. فى غضون ذلك، انتشرت الشرطة النيوزيلندية بكثافة مع إعادة فتح المدارس والشركات في كرايست تشيرش أبوابها، أمس، بعد الهجوم الإرهابى. وحلقت الطائرات الهليكوبتر فوق المدينة. وكان مفوض الشرطة مايك بوش قد صرح بأنه تقرر نشر 200 شرطي إضافي لطمأنة الناس مع عودتهم إلى أيام العمل الأسبوعية في كرايست تشيرش. وقال بوش في مؤتمر صحفي، اليوم الاثنين، إن السلطات متأكدة من أن مهاجما واحدا فقط نفذ الهجوم على المسجدين، مضيفا "أريد أن أؤكد أننا نعتقد أن مهاجما واحدا فقط هو المسؤول عن هذا الحادث الشنيع"، وفقا لوكالة رويترز. وتابع: "هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون أناس آخرون قدموا الدعم له، وهذا لا يزال جزءا مهما للغاية من تحقيقنا" وتم توجيه تهمة القتل إلى الإرهابى الأسترالى برينتون تارانت (28 عاما)، وهو يمينى متطرف يؤمن بتميز العرق الأبيض. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في 5 أبريل المقبل حيث قالت الشرطة إن من المحتمل أن توجه إليه المزيد من الاتهامات. وقال المحامي ريتشارد بيترز، الذي عينته المحكمة لتمثيل تارانت أثناء جلسة استماع أولية في المحكمة، إن "تارانت أشار إلى أنه لا يريد محاميا"، مضيفا: "هو يريد أن يمثل نفسه في القضية"، مقللا من مزاعم أن تارنت ربما لا يكون لائقا عقليا للمثول أمام المحكمة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية وأكد المحامى أن "الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبيء عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية. هكذا ظهر. بدا أنه يفهم ما الذي يحدث" حوله. وفى أستراليا، أعلنت الشرطة الأسترالية أن جهاز مكافحة الإرهاب قام صباح أمس، بتفتيش منزلين على صلة بتارانت المتهم في مذبحة المسجدين بنيوزيلندا. ويقع المنزلان في مدينتي ساندي بيتش ولورنس في مقاطعة نيو ساوث ويلز، القريبتين من مدينة غرافتون التي نشأ فيها تارانت. فيما ذكرت وسائل إعلام أسترالية أن أحد المنزلين يخص شقيقة تارانت. وقالت الشرطة في بيان إن "الهدف الرئيسي للعملية هو الحصول رسميا على مواد من شأنها أن تساعد الشرطة النيوزيلندية في تحقيقها الجاري"، مضيفة أن عائلة تارنت "تواصل مساعدة الشرطة" لكن ليس هناك ما يفيد بوجود "تهديد آني أو وشيك". من جهته، قال وزير الداخلية الأسترالي، بيتر داتون إن تارنت لم يمض إلا 45 يوما في أستراليا في السنوات الثلاث الأخيرة ولم يكن مدرجا على أي قائمة لمراقبة الإرهابيين. ووصف داتون ب"المشينة" الانتقادات الموجهة لأجهزة مكافحة الإرهاب في أستراليا بأنها تجاهلت الخطر الذي يمثّله المتطرّفون اليمينيون من أمثال تارنت بسبب تركيزها على مكافحة المتشددين الإسلاميين. وقال وزير الداخلية الأسترالي إن منظمة المخابرات الأمنية الأسترالية (الوكالة الرئيسية لمكافحة الإرهاب في البلاد)، تتعقب عن كثب أنشطة مجموعات اليمين المتطرف. ويبدو أن تارانت الذي نشأ في مدينة جرافتون الصغيرة، قد اعتنق ايديولوجية الفاشية الجديدة خلال جولات عديدة في أوروبا. وبدأ الاسترالي بالسفر بعد وفاة والده قبل سنوات، وأقام في السنوات الأخيرة في مدينة دونيدن النيوزيلندية (جنوب). وزار تارانت في 2016 كل من تركيا، وصربيا، والجبل الأسود، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا حيث توقف عند مواقع معارك تاريخية قبل أن يسافر إلى أوروبا الغربية في عام 2017. كما عاد لمنطقة البلقان في نوفمبر 2018 للقيام بجولة في مواقع تاريخية ببلغاريا، ورومانيا، والمجر. إلى ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون، أمس الأول، إن منفذ الهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا قام بزيارة قصيرة لإسرائيل في أواخر عام 2016. وقال مسؤول في وكالة السكان والهجرة الإسرائيلية لوكالة رويترز إن الأسترالي تارانت دخل إسرائيل في أكتوبر 2016 بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر وأقام تسعة أيام فيها. وأوضح المسؤول أنه لا توجد تفاصيل أخرى متاحة بشأن ما قام به تارانت خلال الزيارة. وفى سياق متصل، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في اتصال هاتفي مع نظيرتها النيوزيلندية إن بريطانيا ستقدم أي مساعدة ضرورية لنيوزيلندا عقب الهجوم الإرهابى وقال متحدث باسم ماي في بيان "ناقشت الزعيمتان استجابة الأجهزة الأمنية والصحية النيوزيلندية السريعة والنموذجية والأعمال الشجاعة التي قامت بها الشرطة والمسعفون". وما زالت أسر الضحايا في انتظار الإفراج عن الجثامين بعد انتهاء عمليات الفحص، وسيتم نقل بعض الجثامين إلى الخارج للدفن. ويعد الهجوم الإرهابى على المسجدين في كرايست تشيرش، أسوأ إطلاق نار جماعي على الإطلاق تشهده نيوزيلندا.