نفذت محافظة الوادي الجديد الأربعاء الماضي، أول مشروع لزراعة وإنتاج شجر المورينجا، أو ما يطلق عليه الشجر المعجزة، المستخدم في علاج الكثير من الأمراض، على مساحة 4 أفدنة، بقرية ناصر التابعة لمركز الخارجة. في ضوء ذلك، تتناول «الشروق» في التقرير التالي، علاقة المورينجا بالمصريين القدماء، وفوائد أشجار المورينجا، ولماذا تهتم مصر بزراعتها. شجرة اليسار يرجع أصل شجرة المورينجا الأساسي لدولة الهند، وتستخدم في علاج أكثر من 300 مرض منذ 3000 سنة، وعرفت لدى الفراعنة القدماء بشجرة اليسار، ويطلق عليها في اليابان شجرة الحياة، وفى الولاياتالمتحدة الشجرة المعجزة. علاقتها بالفراعنة انتشرت المورينجا كثيرًا في مصر وبلاد العرب، واستخدمها الفراعنة في التحنيط، وذلك ما تمكن علماء الآثار بالقرن التاسع عشر من اكتشافه، حينما حللوا المواد المستخدمة في التحنيط لدى الفراعنة، فوجدوا أنها تشبه تمامًا مكونات شجرة المورينجا. وتعد المورينجا ضمن الأشجار التي اهتم تحتمس الثالث فوضعها في حديقته، بعد أن جاء بها ضمن بعض النباتات من حملته على الشرق الأدنى القديم، وذلك ما أوضحه كونها ضمن الأشجار الموجودة بمعبد الكرنك. واستخدم الفراعنة زيت المورينجا في التعطير، لما له من رائحة زكية، حسب ما ورد في الرسالة الأولى من سلسلة رسالات الحضارة المصرية في العصر الفرعوني للدكتور يوسف نيازي. تغنى بها الشعراء ولشجرة المورينجا أسماء عدة لدى العرب في العصر الحديث، فسميت بشجرة البان وشجرة الحُب، وغصن البان يستعمله العرب في وصفٌ المرأة الطويلة ممشوقة القوام. وذكرها الشعراء في قصائدهم، فيقول أمير الشعراء أحمد شوقي، في مطلع قصيدته نهج البردة: «ريم على القاع بين البان والعَلَم .. أحل سفك دمي في الأشهر الحُرم»، فيصف الشاعر حبيبته وهي واقفة بين شجر البان. الأسرع نموًا في العالم وتتميز المورينجا بقدرتها على تحمل الجفاف والنمو في الأراضي القاحلة والحارة، كما تمتاز بسرعة النمو فهي أسرع الأشجار نموا في العالم؛ حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين، وأكثر من ثلاثة أمتار في أقل من عشرة أشهر منذ بدء زراعة البذور، ويتراوح ارتفاعها ما بين 9 إلى 12 مترًا خلال ثلاث سنوات. غنية بالقيمة الغذائية وتعادل القيمة الغذائية لشجرة المورينجا 7 مرات البرتقال في فيتامين K، وأربع مرات الجزر في فيتامين D، وأربع مرات اللبن فى الكالسيوم، وثلاث مرات البوتاسيوم في اللوز، وثلاث مرات الحديد في السبانخ، وثلاث مرات اللوز في فيتامين E. وتحوي أوراق المورينجا عدة عناصر غذائية منها فيتامين D، A1، A2، A3، K، والبروتين، والكالسيوم، والماغنسيوم، والحديد، والنحاس، والزنك. من الوقاية .. إلى العلاج وتساهم المورينجا في علاج أنيميا الدم، وأمراض القلب، والمخ، والأعصاب، والسرطان، والسكر، بالإضافة إلى مفعولها في الوقاية من الإصابة بفقدان البصر، الناتج عن نقص فيتامين (أ)، وعلاج أمراض التهاب المثانة، والبروستاتا، والسيلان، والزهري، والحمى الصفراء، والروماتيزم، وتساعد اوراق المورينجا في معالجة السموم في الجسم. من العسل .. إلى النسيج وللمورينجا العديد من الاستخدامات المختلفة، فهي تعد مرعى هام للنحل، وعسل المورينجا من أجود أنواع العسل، وتستخدم كعلف للحيوان، وتستخرج منها ألياف تستخدم في صناعة النسيج، وتستخدم كبسولات لعلاج العديد من الأمراض، وتستخدم في تنقية المياه فهي أفضل من الكلور، فضلًا عن دخولها في مستحضرات التجميل، كما تطبخ كخضار مثل السبانخ، ويعد زيت المورينجا أنقى من زيت الزيتون. تزايد الطلب العالمي وتتجه مصر لصناعة أشجار المورينجا نظرًا لتزايد الطلب العالمي عليها من قبل العديد من الجهات والشركات، لما لها من قيمة اقتصادية عالية نظرًا لدخولها في العديد من المجالات الطبية والعطرية والصناعات التكميلية، بالإضافة إلى أن نجاح مشروع أشجار المورينجا سيسهم في توفير عائد مادي مرتفع، فتصل أرباح الفدان من المورينجا إلى 100 ألف جنية، مما يمساهم في استكمال المشروعات الخدمية، فضلًا عن توفيرها كشتلات تجميلية للراغبين في زراعتها من المستثمرين داخل مزارع النخيل. أماكن زراعة المورينجا وفي مصر، تشتهر زراعة المورينجا بالصحراء الشرقية والغربية، والواحات الداخلة والخارجة، وسيناء، والعريش، والساحل الشمالي، فضلًا عن زراعتها في المنازل.