كشف وزير الإعلام الصومالى طاهر محمود جيلى عن «تكثيف» الاتصالات حاليا مع الحزب الإسلامى المناهض للحكومة وزعيمه الشيخ طاهر أويس من أجل الوصول إلى صيغة لوقف الاقتتال فى الصومال، لكنه ربط أى مفاوضات مع أويس باعترافه بالحكومة وسيادتها على الصومال ونبذه لعمليات القتل والتفجير، وقال جيلى فى مقابله خاصة مع «الشروق» عبر الهاتف إن «لهجة الحزب الإسلامى الآن أهدأ، ونحن نرى إمكانية فى الحوار معه ونحن نمد يدنا إليه». وحول ما جرى من اقتتال بين الحزب الإسلامى وحليفتها حركة شباب المجاهدين فى جنوب البلاد، قال الوزير «نحن ننظر بقلق شديد لهذه التطورات. وطلبنا من الإخوة هناك بأن يكون الحوار هو السبيل لتسوية الخلافات لكننا لم نلق آذانا صاغية». وتوصل الجانبان اللذان يشنان حربا ضارية ضد الحكومة الصومالية التى يصفانها بالعميلة إلى هدنة بينهما الأسبوع الماضى لوضع نهاية للاشتباكات المستمرة بينهما منذ أسبوع للسيطرة على منطقة كيسمايو فى جنوب الصومال. وقال جيلى إن هناك «حوارا مستمرا منذ فترة بين الحكومة الصومالية والحزب الإسلامى من أجل وضع حد للنزاع فى الصومال. هذه الاتصالات لم تكن واسعة حيث كانت مرهونة بظروف تحالف الحزب مع حركة الشباب. لكن الاتصالات تكثفت فى الفترة الأخيرة». وأوضح أن من أهم معوقات الحوار «هو تحالف الحزب الإسلامى مع حركة الشباب التى تدين بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن». وأعلنت حركة شباب المجاهدين الإسلامية المتشددة فى بيان مصور الشهر الماضى ولاءها لبن لادن. وجاء البيان بعنوان «لبيك يا أسامة». وقال الوزير: «اتصال حركة الشباب بالقاعدة أمر واقع الآن، حيث تعتبر الحركة النسخة الصومالية لتنظيم القاعدة العابر للدول». وأضاف: «هذه الجهة (الشباب) لا تتمتع باستقلالية فى قراراتها خاصة أنها تضم عناصر أجنبية مقاتلة تحمل فكر القتال العالمى». وفى هذا السياق، أكد جيلى أن «هناك قواسم مشتركة بين الحكومة والحزب الإسلامى لكن لا توجد أى قواسم مع حركة الشباب»، مشيرا إلى «احترامه» للشيخ طاهر أويس «فهو يرفض مفردات الفكر القاعدى الذى يعتمد على المواجهة العالمية والذى يعتبر الصومال ولاية ضمن الخلافة الإسلامية العالمية». ورأى جيلى أن الحزب الإسلامى «راغب فى التواجد على الساحة السياسية ونحن نرحب بذلك من خلال الحوار الذى لابد أن يرتكز على مقتضيات مهمة منها الإيمان بالدولة القطرية والاعتراف بالدولة الصومالية وسيادتها على الحدود والأمن والانضواء تحت العلم الصومالى». لكن الوزير أشار أيضا إلى أنه مع «اندلاع القتال بين الحزب الإسلامى والحكومة الصومالية رأينا الشيخ أويس يتبنى بعضا من مفردات الفكر القاعدى وذلك بإعلانه تشجيع عمليات القتل والعمليات الانتحارية ضد الحكومة والقوات الأفريقية والمدنيين»، داعيا الشيخ الذى كان يتقاسم زعامة المحاكم الإسلامية سابقا مع الرئيس الحالى الشيخ شريف شيخ أحمد إلى عدم تبنى هذه الأفكار التى تشجع على القتل. وأوضح جيلى أن حكومته لا تعتبر تلك «شروطا للحوار بل مساحات مشتركة يجب أن تتوافر بين المتحاورين حتى ينجح الحوار فى الوصول إلى غايته، لأننا لا يمكننا أن نتحاور مع فكر يرى الصومال ولاية ضمن الخلافة الإسلامية فى العالم». وأضاف: «نحن نرى بصيص أمل من أجل وقف القتال الدائر فى الصومال، حيث نأمل فى أن يعيد الحزب الإسلامى قراءته فى الوضع السياسى». وحول المبادرات التى تقدمت بها عدة جهات خارجية من أجل وقف العنف فى الصومال، قال جيلى إنه بالفعل تقدم عدد من العلماء المسلمين فى العلم بمبادرات لحل الأزمة، «لكن الإخوة لم يستجيبوا لها لأنهم يرون هؤلاء العلماء تابعين للأنظمة المرتدة على حد وصفهم». وأوضح فى هذا السياق أن حكومته تقبل أى وساطة ومبادرة تؤدى إلى حل النزاع، كما أوضح أن الصومال منفتح «على أى مبادرة إسلامية، ونرتضى الرؤية الشرعية للعلماء ومنهم علماء الحرم المكى الشريف إذا كان ذلك يرضى المعارضة المسلحة».