تشهد الجزائر منذ عدم أيام، مظاهرات حاشدة، في العديد من المناطق؛ وذلك احتجاجًا على إعلان الرئيس الجزائري الحالي، عبد العزيز بوتفليقة، ترشحه لولاية رئاسية خامسة. وعلى الرغم من تدهور الحالة الصحية للرئيس الجزائري، واتساع المظاهرات ضده، خلال اليومين الماضيين، وانضمام العديد من الفئات والشرائح لها، إلا أن الحملة الانتخابية ل«بوتفليقة» تقدمت، بشكل رسمي، أمس الأحد، بأوراق ترشحه إلى المجلس الدستوري. وفيما يلي ترصد «الشروق» من خلال هذا التقرير، الآراء المختلفة لبعض السياسيين والكتاب الجزائريين حول أسباب إصرار «بوتفليقة» على الترشح لولاية رئاسية خامسة: قال زعيم حزب طلائع الحريات الجزائري، علي بن فليس، إن ترشح «بوتفليقة» لولاية خامسة، يهدف بالأساس إلى دعم بعض القوى غير الدستورية، والتي تسيطر على الحكم، من وراء ستار النظام السياسي. وأضاف في تصريحات لقناة «فرانس 24»، أن «بوتفليقة» لا يعلم أصلًا أنه مرشح للانتخابات الرئاسية؛ بسبب ظروف مرضه، موضحًا: «تم دفعه للترشح من خلال هذه القوى غير الدستورية، دون أن يعلم شيئًا»، على حد قوله. واعتبر أن ترشح الرئيس الجزائري الحالي لولاية خامسة، بمثابة مهزلة لا تليق بتاريخ الجزائر، قائلًا: «هذا الرجل لم يخاطب شعبه منذ أكثر من سبع سنوات، وغير قادر على إدارة البلاد، فكيف له أن يترشح للرئاسة؟». ومن جانبه، قال رئيس حزب جيل جديد الجزائري، سفيان جيلالي، إن ترشح «بوتفليقة» لولاية خامسة، يأتي في إطار دعمه لعصابة تحكمت في ثروات البلاد لسنوات طويلة. وأوضح في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن «بوتفليقة مريض، ويتواجد في مستشفى بالخارج لتلقي العلاج، وبالتالي لابد وأن تنطبق عليه المادة 102 من الدستور»، مضيفًا: «العلوم السياسية عاجزة عن تفسير هذا الأمر، ولابد من فتح المجال للعلوم النفسية لتعطينا الجواب؛ لأننا دخلنا في نوع من الهيستريا». وأشار إلى ما وصفه بخروج 10 ملايين جزائري في الشوارع للمطالبة برحيل النظام، متابعًا: «لابد وأن يرحل هذا الرئيس دون تقديم أي تنازلات من الجزائريين». وأضاف الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، إسماعيل معراف، إن الإعلان عن ترشح «بوتفليقة» للانتخابات الرئاسية تم من خلال عصابة وليس نظام يحكم البلاد؛ لتمكين بعض الأفراد المستفيدة من النظام الحالي من الاستمرار في تحقيق مصالحهم. وأوضح في تصريحات لقناة «الغد» أن هؤلاء الأفراد هم رجال المال والأعمال وبعض الجنرالات في المؤسسة العسكرية، الذين نهبوا خيرات البلاد، مشيرًا إلى أن ترشح الرئيس الجزائري يصب في صالح هؤلاء. ومن جهة أخرى، قال السفير الجزائري لدى فرنسا، عبد القادرة مسدوة، إن ترشح «بوتفليقة» للانتخابات الرئاسية نابع من رغبته في الوصول بباخرة الجزائر إلى بر الأمان. وأوضح في تصريحات نقلتها صحيفة «الشروق» الجزائرية، إن قرار الرئيس الجزائري بالترشح نابع منه، ولم يتم فرضه عليه كما يتوقع البعض، مؤكدًا أنه مازال على قيد الحياة، ويمتلك عقلًا عشرينيًا، وقادرًا على إدارة البلاد، على حد قوله. ومن جانبه، أضاف رئيس لجنة الإعلام في حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، محمود قيساري، أن ترشح «بوتفليقة» للحكم يأتي في إطار حرصه على تغيير النظام بشكل سلس، من خلال تعديل الدستور وعقد ندوة وطنية، في جوء هاديء يسوده الاطمئنان، ويحافظ على معالم الدولة، ويضمن الاستقرار. وأوضح في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية»، أن الرئيس الجزائري استجاب لمطلب الشعب، وأسقط بالفعل العهدة الخامسة، مضيفًا: «رئاسته لن تتعدى العام، وبالتالي سيكون الأمر بمثابة عهدة انتقالية»، على حد وصفه.