استأنفت الولاياتالمتحدة وحركة طالبان الأفغانية -اليوم الإثنين في العاصمة القطريةالدوحة- مباحثات لوضع حد للحرب في أفغانستان، شارك فيها الموفد الأميركي زلماي خليل زاد، وفريق من مفاوضي طالبان بزعامة، شير محمد عباس ستانيكزاي، نائب وزير الخارجية السابق في عهد طالبان، حسبما أوردت فرانس24. وتستعرض ال«الشروق»، بالتزامن مع انطلاق رابع جولات المباحثات المعلنة بين الجانبين، تسلسل زمني للمباحثات التي بدأت عام 2012.. وإلى أين وصلت؟ يناير 2019: هل يتجه الطرفان للحل؟ وصفت أخرى جولات المباحثات بين أمريكا وطالبان، التي انطلقت في يناير الماضي بوساطة قطرية واستمرت ل6 أيام متتالية بأنها الأهم؛ لاختتامها ب«مسودة اتفاق» ركزت على منع تحول أفغانستان إلى قاعدة خلفية للهجمات الإرهابية ضد الدول الأوروبية من دون الإشارة إلى تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية، أو وقف لإطلاق النار، بحسب فرانس 24 وتعد «مسودة الاتفاق» التي انتهى إليها الطرفان هي الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجانبين في عام 2001، حيث يعقد الكثير من المحللين آمالًا على هذه المباحثات للتوصل لحل ينهي 18 عامًا من الحرب التي أضنت الشعب الأفغاني الذي عانى 40 عامًا، منذ الغزو السوفيتي لبلادهم في عام 1979. «دوافع لدى الطرفين» ويتجه الطرفان نحو الحل ولكل منهما دوافعه، كما أن دور حكومة باكستان لم يعد مهمًا كأي وقت سابق، حيث إن الولاياتالمتحدة حريصة على التخلص من المأزق الأفغاني الذي دام ل18 عامًا، واستنزف قواها السياسية والعسكرية والاقتصادية كأطول تدخل عسكري في تاريخها، إذ كلفتها الحرب على افغانستان ترليون دولار، وآلاف الجنود، بحسب «يورو نيوز». أما طالبان فربما تتجه للحل لاستعادة حكمها في أفغانستان إذ بدأ الملا منصور، الزعيم السابق لحركة طالبان، الاتجاه نحو المسار السلمي، قبل أن تغتاله أميركا في باكستان عام 2016، وهو المسار الذي لا يزال يسير عليه الملا يعقوب نجل الملا عمر مؤسس الحركة. موسكو ترفع العقوبات لتحفيز المباحثات في خطوة من الجانب الروسي نحو إنجاح المباحثات، التقى مبعوث الرئاسة الروسية، زامي كابيلوف، في 7 فبراير الجاري بوفد حركة طالبان بالعاصمة موسكو وصرح المبعوث الروسي بأن بلاده مستعدة لرفع العقوبات عن طالبان؛ لتحفيز مباحثات السلام/ كما أشار أن أمريكا تعهدت بسحب نصف جنودها من أفغانستان، حسب رويترز. طالبان تشترط نشرت وكالة رويترز، في يناير الماضي تقريرًا أفاد أن أحد قادة طالبان -رفض نشر اسمه- صرح لها أن الحركة طالبت الجانب الروسي بموافقة أمريكا عقد المباحثات في قطر، شريطة إتمامها. «مباحثات سرية منذ2012 » وتجرى مباحثات سرية بين الجانبين، منذ عام 2012، في عدد من دول العالم، كالسعودية والإمارات وباكستان وروسيا، وبرلين، لكن الجانبين بدئا الإعلان عن المباحثات منذ العام 2015، بحسب«يورونيوز». «2015» أولى اللجولات المعلنة شهدت الدوحة أولى جولات مباحثات السلام المعلنة، بين أمريكا وطالبان في مارس 2015، والتي استمرت ل3 أيام، انتهت بالفشل من دون التوصل لأية نتائج، جراء تعنت الطرفان. عام الزخم «2018» يشهد جولتين نشطت المباحثات بين الطرفين في عام 2018، وظهر اتجاه الطرفين ناحية حل، إذ التقيا مرارًا في عدد من العواصم، عربيًا وأوروبيًا. فأجرى الموفد الأميركي زلماي خليل زاد في نوفمبر2018 محادثات استمرت 3 أيام مع ممثلين عن طالبان في قطر، برئاسة الزعيم الطالباني، الملا برادر، حسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية. وساطة إماراتية وحضور روسي في 3 ديسمبر2018 ، أعلنت الخارجية الأمريكية أن مبعوثها إلى طالبان، خليل زاد، بدأ جولة مباحثات تشمل باكستانوأفغانستان وروسيا وأوزباكستان وتركمانستان وبلجيكا والإمارات وقطر، تستمر لنحو15 يومًا؛ للتوصل لصيغة لإنهاء الحرب، بمشاركة أليس ويلز، الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى في المباحثات، بحسبما نقلته صحفيفتي الإندبندنت، ونيويورك تايمز آنذاك. تجديد المباحثات لإنهاء الحرب أفضى سعى أمريكا وطالبان للحل، إلى التقاء وفد أمريكي بممثلي حركة طالبان مجددًا، في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، في ديسمبر 2018، وهو ما نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية، عن بيان ل«ظبي الله مجاهد»، المتحدث الاعلامي لطالبان، بعدما نشره عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وأشار البيان ذاته إلى مشاركة ممثلين من السعودية وباكستان والإمارات، في المباحثات، حسب موقع«يورو نيوز». وأكد مسؤول في حركة طالبان ل«يورو نيوز» أن المباحثات هدفت إلى تجديد عملية السلام وإنهاء «أطول حرب خاضتها الولاياتالمتحدة». هل دفع الملا برادر المباحثات للأمام؟ وحول اتجاه الطرفين للحل، نقلت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، في مقال للكاتبة إيما هاريسون، في ديسمبر 2018 قالت فيه إن ترأس الملا برادر، الزعيم الطالباني، الذي حكم طالبان منذ 1996 وحتى2001، وفد التفاوض مع واشنطن دفع المفاوضات للأمام، إذ بمقدوره اتخاذ قرارات سريعة من دون العودة للقيادات الأخرى في طالبان، خاصة أنه كان مقرب من الملا عمر، كما عُرف عنه جنوحه إلى التوصل لحل سلمي للحرب، قبل اعتقاله عام 2010 في باكستان، والافراج عنه بطلب من خليل زاد. ولكن هناك رأي آخر حول السبب وراء دفع المباحثات للأمام، وهو الهزيمة السياسية والعسكرية، والاقتصادية للجانب الأمريكي، في أطول حرب خاضتها، إذ جاء في تصريح لقائد طالبان السابق، الملا عمر قبل وفاته، أن «مجريات عملية التفاوض الطويلة تمثل هزيمة سياسية واقتصادية وعسكرية للأمريكيين، فبعد تصنيفهم لطالبان بأنها إرهابية ووعيد قاتدها بالسحق هاهم يوفدون مبعوثًا خاصًا إلى مقر المكتب السياسي لطالبان، في الدوحة ليتفاوض معهم بمستوى الند بالند»، حسب تعبيره. التخلص من عبء التوترات تأتي المباحثات الحالية في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة، توترات سياسية شديدة، إذ تتهم إيرانوالهند، جارتهم باكستان بدعم مجموعات إسلامية متشددة نفذت هجمات إرهابية دامية على أراضيها في الأسابيع الأخيرة. لكن باكستان رفضت هذه الاتهامات، وألمحت لجارتها الهند التي تتوسط مباحثات السلام بسبب روابطها بطالبان، أن هذه الاتهامات قد تضر بالمباحثات الجارية الآن. يذكر أن الرئيس الأمريكي، جورج دابليو بوش، قاد في عام 2001 حربًا ضد أفغانستان؛ بهدف إنهاء حكم طالبان بعد اتهامه لهم بإيواء حركات إرهابية عقب شهر واحد من هجمات 11 سبتمر، وحشد بوش لهذا الهدف جيوشًا من مختلف الدول، فضلًا عن مشاركة قوات حلف الناتو. وسقط نحو 3 آلاف و800 قتيلًا في أفغانستان جراء هجمات ل«طالبان» و«داعش»، حسبما ما أورته آخر تقارير الأممالمتحدة.