يواصل مهرجان أسوان لسينما المرأة عروضه، التى تنوعت جنسياتها وأساليب طرحها، وإنْ توحدت فى مضمون أفكارها وتناولها لأزمات المرأة فى أماكن متفرقة من العالم، حيث عرض المهرجان الفيلم الوثائقى «لعبة بنات» للنقاد والصحفيين فقط، والذى عرض العام الماضى بقسم البانوراما بمهرجان برلين، وفيه اقتحمت المخرجة البولندية إلينا سكرزيزيوسكا بجرأة قصص تقلبات مجموعة من السيدات اللاتى يعيشن حياة متناثرة بين الحلم والواقع، حيث نتابع «تيرى» وصديقتها «تيهنا» المثليين من اصول إفريقية أمريكية، يتنقلان فى علاقات متشابكة ومتوترة من خلال عالم الفوضى فى حى «سكايد رو» بلوس انجلوس الذى يطلق عليه «عاصمة المشردين فى الولاياتالمتحدة»، حيث نرى فى بداية الفيلم تيرى وهى تتعامل مع مرضها العقلى فى حين ان تيهنا تم حبسها بتهمة الاتجار فى المخدرات، وتشعر تيرى برغبة قوية فى الخروج مع نساء أخريات يحضرن ورشة عمل أسبوعية فى الفنون التعبيرية حيث يبحثن عن التأمل والحلم والشفاء.. ووسط حوار قاس متعمد يعكس لغة هؤلاء المشردات اجتماعيا، نجد المخرجة وقد تفيض صورتها بالامل خلال اللحظات المظلمة لشخصياتها، وعندما تظهر مدى صعوبة البقاء على قيد الحياة فى الشارع، يطرح الفيلم السؤال: هل يمكن أن تنجو تلك النساء من عنف ماضيهم وبيئتهم الحالية، والتى يقدر عدد سكانها المشردين بنحو عشرة آلاف شخص.. الاجابة تكمن فى الامل. دون شك كشفت المخرجة تفاصيل هذا العالم وإن كان كانت لغة الغموض والرمزية مسيطرة إلى حد ما وخاصة فى علاقة هؤالاء برجال الشرطة. كما عرض المهرجان الفيلم المغربى «اطار فارغ » بطولة وإخراج سناء عكرود ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ويحكى قصة امرأة تسكن فى جبال الأطلس، وتكشف من خلال سرد قصتها ما يعيشه سكان المناطق المعزولة من معاناة، حيث نرى شخصية فاطمة الفتاة الحامل فى شهرها السادس التى تسافر للمدينة وتنتقل من محطة لأخرى وتواجه خلال رحلتها عراقيل زادتها تصميما على استكمال مسيرتها قبل أن تفقد جنينها فى مظاهرة بالمدينة. وحمل الفيلم مفردات فنية ثرية فى مقدمتها التصوير والأداء العميق، بينما شابه بعض الملل فى سرد الاحداث وايضا صعوبة لغة الحوار. وقالت المخرجة سناء عكرود إن فيلم إطار فارغ رغم صعوبة اللهجة المغربية الأمازيغية به فإن الشخصيات التى تظهر به تلمس أى مواطن لأن المشكلات مشتركة فى الكثير من الأوطان. وأشارت إلى أن الفيلم لم يحصل على أى دعم من المركز السينمائى المغربى ولذلك كانت إمكانياتهم وقت التصوير محدودة للغاية وهو ما لم يجعلها تتمكن من أن تخرج كل ما حلمت به وتمنت أن يشاهده الجمهور. وأوضحت أن الشخصية التى قدمتها فى الفيلم تمس كل فتاة عربية وغربية وليست قاصرة على المغربيات فقط خاصة وأن النساء لا يحصلن على جميع حقوقهن. وقالت عكرود: حاولت قدر الإمكان أن أخرج أفكارى فى الفيلم بأفضل شكل بعيد عن التعصب الدينى واستخدمت الأحداث لتبدو ككرة الثلج التى تتدحرج وتكبر بسقوطها من القمة. واكدت: الإيقاع الدرامى الذى شاهده الجمهور مقصود فأنا أحببت أن يعيش معى المشاهد ما تمر به النساء يوميا وأن يشعروا بما يحدث لها والجهد الذى تقوم به لتعيش يومها وسط مجتمع يعانى من فقر الإمكانيات والخدمات وكان الأهم لى فى الفيلم هو التكرار العبثى للأزمة التى تمر بها بطلة الفيلم فاطمة ليشعر بها صناع القرار وحاولت استعراض مشاعر الشخصيات التى تدور من خلالها أحداث الفيلم بينما عرض المهرجان فيلم «أربع بنات من مصر» للمخرجة تهانى راشد، والذى تدور أحداثه حول أربع صديقات فى منتصف العمر ذوى وجهات نظر دينية واجتماعية وسياسية مختلفة ومتعارضة، حيث يربط العمل بين خلاصة تجاربهن الخاصة فى الماضى والحاضر، وهؤلاء الاربعة هن: وداد مترى وصافى ناز كاظم، وشاهندة مقلد، وأمينة رشيد، وقالت المخرجة تهانى راشد إنه لا يوجد تغيير جذرى بين نوعية أفلامها فى مصر والأفلام التى قدمتها فى كندا وأوضحت أن مرحلة البحث بالنسبه لها تعد من أهم المراحل فى الخروج بفيلم ناجح. وأضافت «تهانى» أنها تعاونت فى فيلمها 4 نساء من مصر مع كريم جمال الدين وقضوا مع الفتيات اللاتى ظهرن فى الفيلم 3 شهور بالشارع حتى يحدث تفاهم بينها وبينهم واستغرق البحث عن الفيلم وكل عناصره ما يقرب من 6 شهور. وقالت تهانى بدأت البحث عن فيلمى سنة 95 فى مصر وكنت أفكر بأن يكون أبطال الفيلم من عائلة واحدة أفرادها تجمعهم أفكار مختلفة. واستكملت تهانى حديثها قائلة: اقترحت على صديقتى أن ابحث عن أصدقاء بأفكار مختلفة وأن أبعد عن عائلة واقتنعت بفكرتها وعملت على ذلك وأخذت أبحث عن هؤلاء الأصدقاء الذين يحملون أفكارا مختلفة حتى قابلت الفتيات أبطال الفيلم، ومن الوهلة الأولى لاحظت الاختلاف فى أفكارهن، وقررت أن تكون هؤلاء الفتيات أبطال فيلمى. وأضافت تهانى: ظلت الفتيات يختلفن ويتناقشن فى أفكارهن المختلفة خلف الكاميرا ولم يحدث ذلك أثناء التصوير إلى أن استطعت تصوير هذا الخلاف أمام الكاميرا فهذا ما كنت أريد إظهاره بالفيلم. وختمت تهانى راشد حديثها قائلة: كنت محظوظة بالعمل مع مدير التصوير جاك بلوتوك والذى كان يعمل معى بكندا وجاء معى للعمل بأفلامى بمصر، وبالرغم من أنه لا يتكلم اللغة العربية ولكنه يعتمد معى خلال التصوير على إحساسه بالمشهد.