في شمال غرب بلاد الأناضول «تركيا» حاليًا، كانت تقع مدينة «طروادة»، أو مدينة «إيليوس»، كما أطلق عليها أهلها في السابق. وتذكر أساطير التاريخ طبقًا ل«ملحمة هوميروس» الإغريقية، أن حربًا ضارية وقعت بين أهل مدينة طورادة واليونان الذين فشلو في اقتحام المدينة لمدة 10 أعوام، لعدم تمكنهم من اختراقها أو تسلقها بسبب أبوابها المتينة الشاهقة التي كانت تصد خطر الغزو عن الرجال والنساء والأطفال والشيوخ. وبحسب الأسطورة كانت «طروادة» بلدة صاعدة دمرتها الحرب مع اليونان، في أواخر العصر البرونزي، عام 1250 قبل الميلاد، بسبب هروب أجمل نساء إسبرطة «هيلين» زوجة «مينالاوس» ملك إسبرطة، مع «باريس» ملك طروادة بسبب إعجابها به خلال زيارته في منزل الملك، لتشتعل الحرب بعدها بين الطرواد واليونان، بقيادة «اجاممنون» شقيق الملك «مينالاوس»، ويقررا حصار «طروادة» لمدة 10 سنوات، لاستعادة «هيلين» زوجة الملك، حتي استطاعوا دخول المدينة باستخدام «حصان طروادة»، وهو حصان خشبي صنعه ملك إسبرطة وأرسله داخل مدينة طروادة كدليل على السلام بين الطريفين، لكن في الحقيقة هو خدعة، فقد كان يكمن بداخله آلاف الجنود اليونانيين الذين تسللوا ليلًا من الحصان ليقضوا على كل من هو حي في المدينة، لكن بحسب الأسطورة فقد يكون ما فعله الإغريق بأهل المدينة كان أقرب إلى إقتناص فرصة حكم طروادة من استعادة ملكتهم الهاربة. وعاد حصان طروادة الى الأزهان مرة أخرى أمس السبت بعدما كشف الجنرال ديفيد جولدفاين، رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تعد خطة تتشابه في إستراتيجيتها مع «حصان طروادة» حتى تتمكن الولايات من شن حرب خفية ضد روسيا. ويبدو من تصريحات رئيس الأركان القوات الجوية الأمريكية، أن أمريكا تريد تطبيق جيلًا جديدًا من الحروب الحديثة، التي تتشابه مع خطة «حصان طروادة» من حيث عنصر الخداع والمفاجأة والتخفي والتلصص للوصول لأهدافها المرجوة، فيقول إن الولاياتالمتحدة ستتبع إستراتيجية جديدة لشن حرب ضد روسيا والصين، سيكون جوهرها «الغزو الخفي» في عمق أراضي العدو ومهاجمة نقاط ضعفه، ما يعد تغييرا جذريًا لأمريكا على المستوى الثقافي والفني على حد سواء. وبحسب «روسيا اليوم» قال جولدفاين خلال كلمته التي ألقاها في معهد «بروكينجز» للأبحاث في واشنطن، إن تكلفة إعداد هذه الإستراتيجية ستبلغ حوالي 135 مليار دولار، وأن الولايات تجري العمل عليها بسبب تهديدات روسيا والصين. وتستند أمريكا في استراتيجية «حصان طروادة» على الطائرة المقاتلة الشبح من الجيل الخامس، من طراز "إف–35" المتعددة الأغراض، بالإضافة لاستخدام جميع أصناف الأسلحة، ما سيكسب الطائرات والغواصات والوحدات البرية عنصر التخفي. لكن مع وجود تساؤل من المؤرخ اليوناني القديم «هيرودوت» عن صحة روايات طروادة، ترى هل سيتحول «حصان طروادة الأمريكي» الى حقيقة؟!