يقترب موعد انعقاد القمة المرتقبة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، ورئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب، لخوض مباحثات نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، وسط ترقب ثاني لقاءاتهما، نوهت وكالة رويترز، اعتزام الزعيم الأغرب والأكثر جدلًا، جونج أون، الذهاب إلى فياتنام، مستقلًا قطاره البطيء المضاد للرصاص. وتستعرض الشروق جانبًا من عادات وطقوس السفر لدى الزعيم الكوري الأكثر جدلًا، وبعض ملامح رحلته المرتقبة يومي 27-28 من الشهر الجاري، وأبرز ما قيل عنه، في السطور التالية: عادات جعلته الأشهر بدأ الزعيم الشاب"جونج" مع ظهوره خلفًا لوالده كيم جونج في ديسمبر2011، عادات غريبة جعلت كوريا الشمالية محط أنظار العالم، إذ تفرد منذ توليه السلطة بعادات لم يمارسها أي زعيم قبله؛ كأن تحاط سياراته بموكب بشري هائل، أو أن يحمل أفراد حراسته مرحاضه المتنقل، فضلًا عن تعبيرات وجهه التي جذبت عدسات المصورين، ليثار حولها نكات ساخرة جعلته الزعيم الأشهر على الاطلاق.
ماذا عن السفر؟ يسافر أغلب قادة العالم بالطائرة، إلا أن الزعيم المثير للجدل يفضل السفر داخل قطاره الخاص، المضاد للرصاص، وبسرعة لا تزيد عن 60 كم في الساعة، رغم امتلاكه 5 مهابط طيران خاصة، بإمكانه السفر والعودة من خلالها، وفقا لصحيفة تيلجراف البريطانية.
عادة وراثية! وقد يستغرق "جونج أون"نحو يومين ونصف اليوم على الأقل لقطع آلاف الكيلومترات بالقطار من "بيونجيانج" عاصمة كوريا الشمالية إلى فيتنام مرورًا بالصين؛ لكنه لا يعبأ لإرهاق السفر؛ فالقطار هو وسيلة انتقاله المفضلة؛ فهي عادة ورثها عن والده كيم جونج إيل وجده كيم إيل سونج، اللذان كانا يستقلا القطار، بحسب رويترز. .
"مصفح وبه ترسانة موسيقية" أما قطار الزعيم الأخضر القاتم، ذو ال21 عربة بنوافذ معتمة، فهو مثير للدهشة والجدل كصاحبه؛ فهوقطار أمني مصفح ضد الرصاص والمتفجرات، لكنه يحوي فرقًا موسيقية للحفاظ على الحالة المزاجية للزعيم، حسبما كشفت تصريحات المسؤل الروسي، كونستانتين بوليكوفسكي، الذي استصحبه الزعيم الأب، في القطار في العام 2011.
طقوس للزيارات الهامة؟ ويستقل جونج قطاره كلما أمكن ذلك تجنبًا لرحلة الطيران التي تخيفه كثيرًا، إذ استخدمه عند زيارته للصين في العام الماضي، مرافقًا الحرس والأمتعة، وفريق مطبخه الخاص، وفرقته الموسيقية، بحسبما أوردته النيويوك تايمز، كما عاود استقلاله حين زيارته للصين يناير الماضي، كما يمارس طقوسًا فريدة في زياراته الهامة، كالجري المفاجيء بطريقة مضحكة، ثم معاودة المشي بخطوات متباطئة ملزمًا طاقم حراسته الالتزام بخطاه، حسبما أوردته صحيفة تيليجراف البريطانية.
موكب بشري! وحسب الترتيبات الأمنية واللوجيستية للقمة، التي نقلتها وكالة رويترز، سيوقف قطار"" الشهير، فى محطة "دونج دانج" الحدودية الفيتنامية ثم يقطع مسافة 170 كيلومترًا بالسيارة وصولا إلى "هانوى"، حتى تتاح الفرصة ل"جونج" لممارسة طقوسه الشهيرة ك"ظهور موكب بشري هائل" حول سيارته.
دار ضيافة تعود لعهد الاستعمار ويبدو أن الموقع المفضل لعقد القمة بين كيم وترامب يومى 27 و28 فبراير هو دار ضيافة حكومية، وسط العاصمة الفياتنامية هانواي، تعود لعصر الاستعمار، أوفندقي متروبول ومليا المقابلين له، إذ تفقدهما مساعده كيم شانج سون قبل أيام، بحسب رويترز. لكن كافة الخطط المرتقبة التني أعلنتها المصادر الصحفية، قد تتغير لميل الزعيم المثير للجدل إلى السرية التامة، فلم يعلن عن رحلته إلى الصين، في مارس الماضي إلا بعد انتهائها.
شيزوفرنيا قام "كيم" بإعدام وزير دفاعه، هيون يونج شول، رميًا بطلقات مدفع مضاد للطائرات، بعد انتهاء عرض عسكري، لأنه غلبه النوم في أحد مؤتمرات الرئيس، وتخلص من نحو 200 من القيادات العسكرية، بطرق مشابهة، كما أعدم صديقته السابقة، المغنية هيون سونغ وول، بعد اتهامها بتصوير فيلم إباحى، وأزال "جونج" 99% من أرشيف تقارير وكالة أنباء بيونج يانج، التى تتعلق بوالده الأمر الذي دفع صحيفة تيليجراف البريطانية، بوصفه بأنه"شيزوفرنيا".
"جنون العظمة" خضع الزعيم "العزيز" كما يلقب نفسه لعدة جراحات تجميلية ليتشبه بجده الزعيم الأول لكوريا الشمالية"كيم آل سونج"، كما حافظ على ملامح عهد جده ووالده كنظام ديكتاتوري شمولي، ذو حزب أوحد. أما قصة شعره التي يطلق عليها اسم "الطموح"، فأجبر الرجال على الالتزام بها للاقتداء به، أو أن لا يخرجوا على 28 قصة شعر حددها هو، كما حرم عليهم تدخين السجائر المستوردة، وإلا اعتبر ذلك خيانة. وفوق تلة شاهقة، أمر "جونج" بوضع شعار مفاده""يحيا الجنرال كيم جونج أون شمس كوريا الساطع"، فهو مريض ب"جنون العظمة"، حسب موقع سبوتنيك الروسي.
أسباب الزيارة تسعى ثاني لقائات ترامب وجونج، بوساطة صينية، لعقد مباحثات لإنهاء الخلاف حول ملف كوريا الشمالية النووي، وأبدى جونج استعداده للحوار مع ترامب في يناير الماضي، قائلًا: "ستتطور العلاقة الكورية الأمريكية بشكل رائع وبوتيرة سريع، إذا استجابت واشنطن لجهودها لنزع الأسلحة النووية بإجراءات جديرة بالثقة" وجدير بالذكر أن البرنامج النووية لكوريا الشمالية، طالما أقلقت الأطراف الدولية التي سعت لضمها إلى معاهدة"حذر انتشار الأسلحة النووية (NNPT) لكنها انسحبت عام 2003 وفور وصول جونج السلطة عمل على على مواصلة تطوير البرنامج النووي الكوري الشمالي، الذي بدأ في ستينات القرن الماضي، ولكن بخطى متسارعة، فاقمت قلق الأطراف الدولية، على رأسها أمريكا، خاصة بعدما لمَّح في ديسمبر عام 2015 إلى امتلاك بلاده المقدرة على إطلاق قنبلة هيدروجينية، ثم إعلانه نجاح اختبارها في يناير 2016.