تسعى الولاياتالمتحدة في العاصمة البولندية، وارسو، على مدار أمس الأربعاء، واليوم الخميس، لحشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط، فيما يسمي ب"مؤتمر السلام" الذي يبحث "تقليص المخاطر في منطقة الشرق الأوسط، بحسب بيان البيت الأبيض. وتتمثل أبرز خطوات أمريكا في ممارسة ضغوط قوية على ملف إيران النوي، وتعزيز الدعم لإسرائيل. الشروق تستعرض جذور الملف النووي الإيراني، وكيف تسبب هذا الملف تحويل العلاقة الأمريكيةالإيرانية من ع حليفين استراتيجيين، إلى علاقة عداء سياسي واقتصادي، عبر تسلسل زمني، في السطور التالية أمريكا تسعى لتشكيل ناتو عربي مناهض لإيران بدأت أمس واليوم 60 دولة في وارسو، اجتماعات ما يعرف ب"مؤتمر السلام" الذي دعت إليه أمريكا أملًا في تشكيل"ناتو عربي" مناهض لأنشطة إيران التي تعتبرها أمريكا "مزعزعة للسلام في المنطقة"، بحسب وكالة سكاي نيوز. لكن المحللين السياسيين، لديهم رأي آخر فيما يخص مناهضة أنشطة إيران، مفاده تعارض مصالح الطرفين الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن الخطورة التي تشكلها إيران على إسرائيل- حليف أمريكا الاستراتيجي في المنطقة-، ونستعرض في السطور التالية كيف تحولت إيران من حليف استراتيجي لأمريكا إلى عدو على الصعيدين السياسي والاقتصادي. أمريكاوإيران حليفان استراتيجان كان الجانبان الأمريكي والإيراني حليفين إستراتيجيين، في خمسينيات القرن الماضي، بينهما تعاون على المستويين العسكري، والاقتصادي فضلًا عن التعاون في الملف النووي 1957: بدأ البرنامج الننوي الإيراني، بتوقيع شاه إيران محمد رضا بهلوي -الذي كان مدعومًا من الولاياتالمتحدة آنذاك- اتفاقًا مع الإدارة الأمريكية بقيادة آيزنهاور حول ملف إيران النووي، تحت رعاية برنامج آيزنهاور "الذرة من أجل السلام. 1967 دخل أول مفعل نووي إلى طهران بعدما أمدتها أمريكا ب5.5كجم من الايورانيوم المخصب لتشغيله، وأصبح شاه إيران حليف أمريكا الاستراتيجي في حربها الباردة على الاتحاد السوفيتي، تبلور ذلك بوضوح مع انضمام إيران إلى حلف بغداد العسكري، أحد الأحلاف العسكرية التي أقامتها أمريكا لمحاصرة الاتحاد السوفيتي. إيران تعزز برنامجها النووي في السبعينات تمكن الشاه بهلوى من تعزيز برنامج إيران الننوي بمساعدة حليفه الأمريكي آيزنهاو 1973: وقع بهلوي اتفاقات نووية مع الولاياتالمتحدة، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، وناميبيا، وألمانيا 1974: تأسست منظمة الطاقة الذرية الإيرانية 1975: تشكلت لجنة طاقة نووية مكونة من 150 أخصائي في الفزياء النووية، على أن تمدها أمريكا بالوقود اللازم لتشغيل 6مفاعلات إجمالي طاقتها 8 آلاف ميجاوات. تعليق العلاقات مع أمريكا والملف النووي ازداد الاهتمام بالملف النووي الإيراني بشكل مضطرد؛ التزمت الولاياتالمتحدة خلالها بإمداد إيران بالوقود اللازم لتشغيل المفعل البحثي في جامعة طهران، حتى قامت الثورة الإيرانية لتتسم علاقة إيرانبأمريكا وأوروبا بالقطيعة، ويتوقف البرنامج لنحو عامين. 1979: أطاحت الثورة الإيرانية بالشاه، قبل أن يأمر الخميني بحل الأبحاث النووية التي اعتبرها "محظورة بموجب الفقه الإسلامي" حرب العراق واستئناف الملف أدت حرب الخليج الأولى بين إيرانوالعراق عام 1980 إلى تدمير مفعل بوشهر، ليأمر الخميني بإعادة تشغيله عام 1984. روسيا تدعم إيران نكاية في أمريكا 1992: زودت روسيا الجانب الإيراني بخبراء في الطاقة النووية، الأمر الذي عارضته القوى الدولية واعتبرته نكاية في أمريكا. 1995: وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم الألفية الجديدة واحتدام الصراع تسارعت خطوات إيران في تطوير ملفها النووي مع قدوم الألفية الجديدة، باستئناف أنشطتها بتخصيب اليورانيوم؛ ليحتدم الصراع بينها من جانب وبين أمريكا البلدان الأوروبية من الجانب الآخر. 2002: طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة موقعين نوويين بزعم أنهما غير معلنين. 2003: زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطتها في تخصيب اليورانيوم، وأصدرت الوكالة تقريرها السلبي الشهير ضد إيران. 2004: أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارات بتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. أحمدي نجاد وتصاعد العداء الأمريكي الإيراني 2005: مع قدوم محمود أحمدي نجاد إلى السلطة، لم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل. 2006: صوت أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، وفرضت الأممالمتحدة عقوبات موسعة عليه، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 1737، بمنع إمدادات وبيع مواد تساعد على تخصيب اليورانيوم. 2006: أعلن الرئيس الإيراني نجاد نجاح بلاده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% 2008: دخلت المفاوضات إلى نفق مسدود بين الرئيس الإيراني نجاد، بوصول نظيره الأمريكي جورج دابليو بوش إلى السلطة قتل علماء.. ونجاد يتحدى 2009: تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي سري لأغراض غير سلمية، في ضواحي مدينة قم الإيرانية، الأمر الذي نفته إيران 2010: تعرض عالمين نوويين إيرانيين لهجومين تفجيريين منفصلين من قبل أشخاص يستقلون دراجات نارية، وحمّلت طهرانواشنطن وتل أبيب المسؤولية. 2011: تقرير جديد لوكالة الطاقة الذرية، يفيد امتلاك إيران برنامج تخصيب يورانيوم سري. 2012: أعلن نجاد عن إنتاج 3 آلاف جهاز طرد مركزي في منشأة "نطنز" النووية لتخصيب اليورانيوم؛ ليعلن الاتحاد الأوروبي حظر شراء النفط الإيراني في يوليو، ويوسع الاتحاد الأوروبي عقوباته على طهران لتشمل قطاعات مصرفية وقطاعات المعادن، والغاز الطبيعي، وتحويل الأموال. أوباما يحل وترامب يصعد 2014: اتجهت الأمور للحل بقدوم الرئيس أوباما، لتعلق الولايات المتحد، تجميد أموال إيرانية تقدر بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم. 2015: توصلت أمريكا بقيادة أوباما وبالتعاون مع روسياوالصين وفرنسا وألمانيا إلى مسودة اتفاق فيما عرف بدول (5+1)من جانب وإيران من جانب آخرإلى إتفاق اطار، كان من المفترض أن تنتهي الأزمة؛ بعدما هدأت الأمور نسبيًا. 2016: وصل ترامب إلى الحكم في نوفمبر، ليتجدد الخلاف بتصريحه في أغسطس أن من يتعامل مع إيران تجاريًا لا يتعامل مع أمريكا 2018: انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمه أوباما، في مايو، وتعهد بفرض أقصى العقوبات على إيران؛ الأمر الذي دفع إيران لرفض الدخول في مفاوضات "غير مجدية" مع الجانب الأمريكي، لتبدأ حلقات جديدة من الصراع بقدوم العام 2019