ناشدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرناندا إسبينوزا، حكومات العالم بضرورة تبني قضايا البيئة ومخاطر التلوث على صحة الإنسان، قائلة إن الحكومات تنفق 4% من دخلها القومي على الصحة وهو ما يمكن تقليله في حال تسليط الضوء على قضايا البيئة ومخاطر التلوث على صحة الإنسان. وأضافت، خلال مائدة مستديرة ضمن أعمال منتدى التغير المناخي المقام على هامش القمة العالمية للحكومات الذي انطلقت أعمالها اليوم في دبي، أن الحكومات بحاجة لمزيد من العمل على احتواء انتشار الأمراض بفعل عدم الاهتمام بالبيئة وأبرزها السرطان الذي يشكل التلوث عامله الأول، إضافة إلى تلوث الهواء الذي يتسبب كذلك في العديد من الأمراض الخطيرة. وحثت فرناندا، المشاركون في القمة العالمية للحكومات على الخروج برؤى مشتركة تحفز على صياغة أهداف واضحة حول القضايا البيئية والمساهمة في إنقاذ الملايين الذين يموتون جراء الأمراض الناجمة عن التغير المناخي. بدوره، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، إلى ضرورة تنسيق الجهود من خلال وجود المؤسسات الدولية للعمل على تحقيق أهداف واضحة تعين العالم على تجنيب الإنسان مخاطر التلوث، مشددًا على ضرورة العمل عن كثب لحث الحكومات على مساندة جهود مكافحة التلوث من خلال خطوات تنفيذية واضحة تدعم استراتيجية متكاملة للبيئة والمناخ على مستوى العالم. ومن جانبها، أكدت مديرة الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية الدكتور ماريا نيرا، أهمية تفعيل دور البحث العلمي في قضايا البيئة، مطالبة بضرورة توفير الميزانيات اللازمة لتمويل الخطط الرامية إلى الحد من التحديات البيئية التي تواجه العالم. ونبهت نيرا، إلى أن الجهود الدولية للحد من التحديات البيئية - التي تبذل حاليًا - ضعيفة وغير كافية؛ ما يتطلب مزيدا من العمل الجاد على مختلف المحاور؛ لاسيما الحكومات والبلديات وصناع القرار لخلق منظومة قوية تعين على تنفيذ وتحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال. وفي ذات السياق، أكد وزير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس، أهمية توعية الأجيال الشابة - من خلال المؤسسات التعليمية - بمخاطر تلوث البيئة وأثر التغير المناخي على المجتمعات، لافتًا إلى ضرورة ربط ملفي البيئة بالصحة من خلال مشروع حكومي مشترك تعمل عليه الحكومات وفق استراتيجيتها وفق وميزانياتها، وكذلك تكثيف الحملات الإعلامية التوعوية وتسليط الضوء على الخطوات التي تتخذها المنظمات الدولية واستعراض النجاحات التي تحققها في هذا الصدد. وحذر المشاركون في الحلقة النقاشية من تزايد النازحين سنويًا بسبب الكوارث التي تخلفها تداعيات التغير المناخي، حيث وصلت أعدادهم إلى 5ر23 مليون شخص، مشيرين إلى أن تكلفة الرعاية الصحية للمتضررين من هذه التداعيات وصلت عالميا إلى 4 تريليون دولار، بما يعادل 1ر7 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في 2018.