أعلنت مؤسسة روبرت بوش اليوم الأحد أسماء الفائزين بجائزة الفيلم لعام 2019، خلال حفل أقيم في إطار مواهب البرليناله ضمن فعاليات الدورة ال69 من مهرجان برلين السينمائي الدولي. بدأ الحفل الذي قدّمه فرانك دبليو ألبرز -كبير مدراء المشروع وصاحب المبادرة في جائزة الفيلم- إلى جانب فلوريان ويجورن -مدير برنامج مواهب البرليناله- مع عرض الفيلم الروائي القصير للمخرجة فيروز سرحال، «تشويش» 2016، الذي فاز بعدة جوائز وعُرض للمرة الأولى عالمياً في لوكارنو خلال عام 2017 قبل أن يتنقّل بين عدة مهرجانات سينمائية منذ ذلك الحين، وبعد انتهاء الفيلم جرى التعريف على الفرق المرشّحة العشرة كافةً على شاشة المسرح من خلال مقابلة مصوّرة مع كل فريق، قبل الإعلان عن أسماء الفائزين. وأعُلن فوز الفيلم الوثائقي المصري «أبو زعبل 1989»، وهو فيلم ألماني مصري مدته 75 دقيقة، ومن إخراج بسام مرتضى، وإنتاج أنا بولستر وقسمت السيد. وقالت لجنة التحكيم إن اختيار «أبو زعبل 1989» جاء من أجل مشروع شجاع يتمحور حول موضوع ذي صلة كبيرة، ومن أجل مقاربة متعددة الأوجه وغنية وخاطفة، ومن أجل علاج بتصوُّر ومفاهيم واضحة، وبمساحات واسعة للإبداع وكل ما هو غير متوقع، ومن أجل إنتاج وثائقي يستكشف بشكل مثير للاهتمام كيفية انتقال ثقافات المقاومة وصدمات القمع السياسي عبر الأجيال، ويمنح الأمل، في الوقت عينه، بإمكانية كسر القيود. إلى جانب «أبو زعبل 1989» فاز أيضا فيلم «هل تحبني»، وهو فيلم وثائقي ألماني-لبناني، مدته 70-80 دقيقة، من إخراج لانا ضاهر، وإنتاج جاسبر ميليكة ولانا ضاهر. وقالت لجنة التحكيم عنه، «في رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بروست بعنوان «البحث عن الزمن المفقود»، يعيد مذاق قطعة حلوى «المادلين» ذكريات الطفولة، أما في هذا المشروع، فالأغنية هي التي تثير أحاسيس وانفعالات جيل بأكمله، بعدما كانت حقّقت في ما مضى هروباً من آثار الحرب الأهلية في لبنان. وترى لجنة التحكيم في ذلك نقطة انطلاق مميّزة وتتمنّى للفريق الموهوب بأن يتسلّح بقوة عظيمة خلال مسيرته الطموحة والشخصية على درب المواد المؤرشفة. وفاز أيضا فيلم «فولاذ»، وهو فيلم وثائقي ألماني تونسي، مدته 100 دقيقة، من إخراج مهدي هميلي، وإنتاج ميشال بالاغيه ومفيدة فضيلة. وقالت لجنة التحكيم إن «فولاذ»، يعبر عن مفهومان رئيسيان يلخّصان الموضوع: التعقيد والحميمية. الحميمية لأنه بفضل هيكلية هذا الفيلم، سيتمكّن المخرج من تجسيد هوية حميمية، وسياسية جداً أيضاً، لأربعة عمال، لقد سَحَرنا العالم المرئي لفيلم المستقبل، والشخصيات التي تتحرّك في هذه المساحة، والأجواء الشاعرية الغامضة لأمكنة التصوير، ومكان العمل». وفاز «قلوب بلا مأوى»، وهو فيلم روائي قصير ألماني-لبناني، مدته 20 دقيقة، إخراج محمد صباح، وإنتاج باستيان كلوغل وغنى الهاشم. وقالت لجنة التحكيم إن الفيلم يتناول الطبيعة الإنسانية في أبسط حالاتها وأكثرها تعقيداً في آنٍ واحد، ما يثير الرقّة والوحشية، والإغراء والاشمئزاز، والإنكار والحقيقية، هي قصة حب تُحطّم كل الصور النمطية في عالم مصغّر يعكس أشكال الحياة المحتملة في ظل الحروب الأهلية في بلد يعاني حالة دائمة من الاضطرابات. وبعد توزيع الجوائز، أقيم حفل استقبال صغير أتاح للضيوف والفائزين والمرشّحين عموماً فرصة الالتقاء والتواصل، كما أجرى الصحفيون مقابلات مع الفائزين. جائزة الفيلم لمؤسسة روبرت بوش تم إطلاقها في عام 2013، وهي عبارة عن مسابقة وبرنامج تدريب على مدار العام يقدم ورش عمل مصممة خصيصًا للمواهب الناشئة من ألمانيا والعالم العربي؛ والهدف منها هو توفير أول تجربة دولية مشتركة في مجال إنتاج الأفلام ودعمها وكذلك تعزيز فكرة التبادل الثقافي. تصدر «مؤسسة روبرت بوش» كل عام ثلاث جوائز للأفلام من أجل التعاون الدولي بين الناشئين الألمان وصانعي الأفلام العرب لتحقيق مشروع فيلم مشترك، والجوائز، تبلغ قيمة كل منها60000 يورو، وتمنحها لجنة تحكيم دولية لمشاريع في المجالات: فيلم التحريك القصير، فيلم روائي قصير، وفيلم وثائقي قصير أو طويل. بعد الفوز بجائزة الفيلم، يتم الإنتاج في الدولتين الشريكتين مما يسمح لأعضاء الفريق بالتفكير في أساليب الإنتاج و أساليب الإبداع الخاصة بهم، علاوة على ذلك، إنه يفتح لهم الباب أمام العديد من الأسواق والمهرجانات السينمائية، ويستفيدون من منصات قيّمة في مجال صناعة الأفلام، وبالتالي إنشاء أو توسيع شبكتهم. وتقيم مؤسسة روبرت بوش برنامج جائزة الفيلم بالتعاون مع شريكها مجمع برليناله للمواهب -Berlinale Talents ومؤسسات أفلام مهمة من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية كالهيئة الملكية للأفلام - The Royal Film Commission - الأردن، أفلام مصر الدولية في القاهرة - Misr International Filmsوبالإضافة إلى معاهد جوته - Goethe Institutes في هذه المنطقة.