على الرغم من من كونها واحدة من فنانات الجيل الثاني تاريخيا، الذين لهم بصمات وإسهامات في مجالي النحت والتصوير، إلا أن أعمالها ظلت مجهولة ومغمورة، لم تأخذ حظها الكامل في كتب الفن الحديث، قبل أن يعيد معرض ملامح عهد المقام بقصر عائشة فهمي، تسليط الضوء على أعمالها، مرة أخرى. عاشت الأميرة الفنانة سميحة حسين (1889_1984)، قرابة 95 عامًا؛ أمضت منها نحو 75 عامًا في ممارسة الفن نحتًا وتصويرًا زيتي وآخر فوتوغرافي، وانحازت من خلالها للتراث المصري الخالص، لكن أعمالها ظلت مغمورة، حتى بعد مضي نحو 35 عامًا على ووفاتها؛ ولم تتواتر عنها الأحاديث بشكل يوفيها حقها كونها فنانة مهمة بل ظلت مجهولة حتى على صفحات أهم مصادر التوثيق للفن الحديث. مؤتمر صحفي لإعادة إكتشاف فنها وتقديمه عبر وثائق وعلى غرار الفنان الهولندي الشهير يوهانس فيرمير، صاحب لوحة ذات القرط اللؤلؤي الشهيرة الذي توفي 1675، وظل مجهولًا لنحو قرنين، حتى أعاد الناقد والمؤرخ الفرنسي فيكتور دي ستورس اكتشافه في القرن التاسع عشر، يتم حاليا إعادة كتشاف الأميرة الفنانة سميحة حسين(1889_1984)، وتقديم أعمالها النحتية والتصويرية التي توصل إلى بعضها عبر تتبع الوثائق التاريخية، للجمهور، وفي هذا الصدد : "خلال أسبوعين يعقد مؤتمر صحفي ينظمه ينظمه إحدي مؤسسات الدولة للكشف عن أعمالها، واعمال إبن عمها الأمير محمد علي توفيق ابن الخديو توفيق" وبحسب الدكتور ياسر منجي، عضو المجلس الدولي للمتاحف في حديث مع "الشروق": "نشأت سميحة حسين في قصر السلطان حسين الموازي لقصر البارون الشهير، مولعة بالرسم والتصوير وصناعة التماثيل؛ بل واقتناء نسخ أصلية لتماثيل نحتها نحاتين إيطاليين وفرنسيين، منذ نعومة أظافرها؛ لذا أرسلتها والدتها السلطانة ملك لدراسة التصوير بمعهد "البوزار" بباريس، ثم إلى إيطاليا لتتعلم النحت". مضيفًا: "كانت الأميرة الفنانة محبة للتراث الفرعوني فجائت مشاركتها في أولى المعارض المصرية التي ضمت فنانين مصريين وأجانب بمنحوتات برونزية صغيرة لراقصات فرعونيات، الأمر الذي أورده "الجباخنجي، وإلى جانب النحت كانت محبة لرسم الزيتي والتصوير الفوتوغرافي، فعكست صورها حبها للتراث القبلي، ففي عام 1937 وثقت للحياة القبلية في مصر بصورة أحد الرعاة بقبيلة أبو قير". أعمالها النحتية تفوز بجوائز تولت الأميرة الفنانة أيضًا نحت أعمال تذكارية وتماثيل نصفية لتوثيق تاريخ معظم أفراد الأسرة العلوية التي تنتمي لها؛ فكان أشهرها هذه التماثيل تمثال لجدها الكبير مؤسس الأسرة العلوية محمد علي، وآخر لجدها الخديو إسماعيل، ووالدها السلطان حسين، ثم لعمها الملك فؤاد، والذي أهدته تمثالًا بعد توليه العرش، لإعجابه بفنها، وبحسب الوثائق، نحتت الفنانة سميحة حسين التمثال من الجبس عام 1933، ودخلت به مسابقة معرض "صالون القاهرة" وهو أول معرض جماعي في مصر، وفازت بجائزة المعرض، وفي عام 1935 اقتناه الملك فؤاد ثم أرسله ليصب بالبرونز في باريسعام 1937، وهو موجود الآن بمتحف قصر عابدين وموثق عليه اسمها. بحسب الدكتور منجي مرة آخرى فإن الأميرة الفنانة: "كان لها دور كبير في تأسيس المعارض وتنظيمها، وشاركت بأعمالها في أوائل المعارض الفنية الكبرى التى عرفها الفن المصري، وعرضت أعمالها جنبًا إلى جنب بجوار أعمال رواد الفن المصري؛ إذ عرض مؤرخ الفن المصري محمد صدقي الجباخنجي دورها في تنظيم معرضين في عام 1921 ثم في عام1922، ومن ثم دورها تأسيس "الجمعية المصرية للفنون الجميلة".