افتتح الفنان د. أحمد نوار معرض الفنانين د. صلاح المليجي، ود. حسن كامل، في جاليري "ضي – اتيليه العرب للثقافة والفنون"، والذي يستمر لمدة ثلاثة أسابيع. قال هشام قنديل رئيس مجلس إدارة اتيليه العرب –جاليري ضي: "الفنان د. صلاح المليجي يعتبر إحدى العلامات المتميزة في الحركة التشكيلية المصرية سواء كان فنانا أو منظما أو مسؤولا، فقد شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية وحقق جوائز مهمة في مسيرته الفنية، أبرزها جائزة الرسم من بينالي القاهرة الدولي، ونظم المليجي العديد من الفعاليات المهمة ابان رئاسته لقطاع الفنون التشكيلية. والفنان د. حسن كامل يعتبر من أبرز النحاتين المصريين المعاصرين وله أيضا صولات وجولات داخل مصر وخارجها، وكانت آخر معارضه في قاعة الباب بمتحف الفن الحديث، وله تماثيل مهمة في ميادين مصر ابرزها تمثاله لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بميدان الجلاء بالجيزة، وحصل علي جائزة صالون الشباب في النحت". تابع قنديل: "وقد كتب العديد من النقاد الكبار عن تجربة المليجي ومنهم الناقد الراحل العظيم أحمد فؤاد سليم، حيث قال أن المليجي رسام وفنان جرافيكي تطور أسلوبه من البنائية المحسوبة مزدحمة العناصر باستخدام أقلام الكونتيه البنية والحبر الشينى بدأب وصبر كبيرين حيث تتداخل العناصر المتماهية ذات الأصول إلى دمية والحيوانية والعناصر المركبة متداخلة مع عناصر بنائية فى تركيب سيريالي إلى تجريدية تعبيرية منهة على التشبيه، فى أعماله الأخيرة تظهر نزعة تجريدية خالصة بالحفر الجاف على المعدن حيث تترك الخطوط المطبوعة حولها أخاديد تردد مسارها وتسير فى فلكها". وكذلك كتب الناقد والفنان إبراهيم عبدالملاك عن تجربة المليجي بقوله: لوحات صلاح المليجى حالة وجدانية تأخذ من الواقع حلمه.. وتعطى بحلمها واقعا لونيا مبهجا.. ففيها يتحول الرزاز إلى ما يشبه الحروف العربية وكأنه يتجمع على جدار مائى ليكتب جملة لها معنى مطلق وأخرى لها معنى محدد وكلتا الجملتين تعنونان لصفحة مشاعر.. تحية لصلاح المليجى على دخوله مجال التصوير الزيتى بوعى حافظ على خصوصيته وأسلوبه فى الرسم والجرافيك وأكد فى الوقت نفسه أنه مصور متمكن. وعن تجربة الفنان د حسن كامل قال الناقد العربي الكبير عز الدين نجيب أن الفنان حسن كامل نعرفه جميعاً من خلال تمثاله بميدان الجلاء لعميد الأدب العربى طه حسين الذى فاز فى مسابقة تقدم إليها نخبة من كبار النحاتين ، وقد أثير بعد تشييده جدل استمر طويلا حول ما إذا كان هذا التمثال النحيل كراهب ويكاد يطير - لخفته - بغير أجنحه ، تعبيرا عن معانى التحليق والتجاوز والروحانية .. هو أفضل تعبير عن شخصية ذلك الرائد الصلب العنيد المناضل من أجل حق الشعب فى التعليم كالماء والهواء المحارب فى مواجهة التخلف والكهنوتية .. إلخ وما إذا كان مكان التمثال هو المكان الملائم لرؤيته من كل الزوايا وهو محاصر تماما بزحام المرور والبنايات الشاهقة ؟ .. الخ ..الخ وأيا ما كان الأمر فقد بقى التمثال وصار جزءا من هوية الميدان وإن لم يحمل اسمه ..وبقى اسم مبدعه مثبتا تواجده بقوة فى معارض محلية ودولية وورش عمل ، وله تلاميذه كأستاذ للنحت بكلية التربية الفنية. لكن توجهه كان دائما يسعى لتطبيق ما اعتنقه عبر رسالته للدكتوراه عام 2004 حول القيم الفنية للنحت المصرى القديم وانعكاسها فى أعمال النحت العالمى و المحلى .. وقد سعى منذ عامين مع بعض زملائه لتأسيس جماعة باسم ` ممر ` كبرزخ لعبور النحت من عنق زجاجة الحداثة نحو آفاق التراث الإنسانى والقيم الحضارية والهوية المصرية مع حفاظه على جدة الشكل ومواكبة الحداثة. فى معرضه الفردى الجديد ( لعله رقم 5) ..يزداد اقترابا من هذا التوجه ، نحو امتصاص رحيق القيم الحضارية للنحت المصرى القديم بعيدا عن غلافها الخارجى التقليدى ، واختار الأيقونة الرمزية له ` زهرة اللوتس ` كمعادل لليقظة والنماء والازدهار ونهر النيل والتفتح مع شروق الشمس والانغلاق مع غروبها ، وكمعادل كذلك لمعنى التاج فوق قمم الأعمدة الهائلة ، ومن ثم فهى المعراج الواصل بين الأرض والسماء . كان لابد أن يكون شكل الكأس حاكما للرؤية البصرية لأغلب المنحوتات ، وأن تكون الزهرة جامعة بين وضع التفتح والانغلاق على السر ، فكان ` المجاز ` الرمزى جامعا بين الشكل والمضمون ، حتى أصبح أقرب إلى ما يشبه القالب التجريدى الذى تخضع له تماثيل أخرى لوجوه وأعمده وصروح معمارية ، وصولا إلى قدس الأقداس فى مكعب حجرى أسود يشع بداخله طلاء ذهبى عبر ممر للعروج إلى الأبدية ، ويعلوة تاج زهرة اللوتس كبصمة مقرسة ..وقد تحرر فيها جميعا من حاكمية أساليب النحت المصرى ، متجها إلى ملامسه الكتلة التكعيبية فى غموضها الملىء بالأسرار ، ساعده فى تعميق ذلك اللون الأسود لجميع المنحوتات البرنزية ، هذا بجانب ما أضفاه من معانى السمو والعظمة - على أشكال بشرية وتكعيبية أخرى تتطاول إلى السماء يتوجها كأس زهرة اللوتس. فيما قال الناقد والفنان د ياسر منجي أن الوُلوج بسلاسة إلى صميم تجربة "حسن كامل" النحتية، تلك التجربة التي أخذ – منذ بداياتِه الأولى – يُوالي تشكيل ملامحِها بهدوءٍ ورَوِيَّة، ودون لهاثٍ خلف غزارة الطرح على حساب الجودة، متكئاً ببصيرةٍ مستنيرة على مَوروثِه المصريّ القديم، ومُوَجِّهاً بصَرَه تِلقاء مسارات التحوُّل في تيارات النحت المعاصرة. وقد استطاع "كامل"، خلال هذه المَسيرة الهادئة، المنضَبِطة والمحسوبة بدقة، أن يستَقطِرَ خلاصةِ إحدى أهم السمات الجوهرية مِن مَوروثِه المصري، ألا وهي السِمة السُكونِيّة اللصيقة بفنون مصر القديمة في عمومِها، وبخاصةٍ تلك التي تطبعُ الأعمال المُكَرّسة دينياً وجنائزياً بطابعها الجلالِيّ المَهيب.