رفضت المحكمة الباكستانية العليا، اليوم الثلاثاء، طعنا ضد حكم البراءة الصادر للمسيحية آسيا بيبي، التي سبق أن حُكم عليها بالإعدام بتهمة التجديف، متحدية بذلك تهديدات من جماعات إسلامية متشددة. وأمرت هيئة قضائية من ثلاث قضاة اليوم بإطلاق فوري لسراح بيبي، التي ظلت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام لأكثر من ثماني سنوات، والتي أثار اتهامها بالتجديف موجة من الغضب عالميا. وأعلن القاضي آصف سعيد خوسا الحكم بصفته رئيس الهيئة، وسط إجراءات أمنية مشددة خشية قيام جماعات إسلامية بتنظيم احتجاجات عنيفة. وأشار خوسا إلى أنه لا يوجد دليل على ارتكاب بيبي للتجديف، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام في باكستان. وأضاف أن "المحكمة تحلت بضبط النفس نظرا للحساسيات المرتبطة بالقضية، وإلا لكان من الممكن أن نعاقب من أثاروا الاتهام". ووصف محام عن بيبي القرار بأنه انتصار للعدالة. وقال المحامي سيف الملوك، الذي كان اضطر إلى الهروب إلى هولندا بعد تلقيه تهديدات بعد البراءة، :"هذا يوم عظيم في تاريخ القضاء الباكستاني". وذكر لوسائل إعلام أمام المحكمة أن بيبي ستغادر باكستان للحياة في دولة أخرى. ونشرت الحكومة، قوات شبه عسكرية والآلاف من قوات الأمن في أنحاء البلاد، تحسبا لإمكانية خروج احتجاجات، إلا أنه لم ترد حتى الآن تقارير عن تنظيم مظاهرات. وكانت المحكمة العليا قد علقت تنفيذ حكم الإعدام ضد بيبي في أكتوبر الماضي، وهو ما لاقى إشادة من المنظمات الحقوقية.