لايوجد دخان من غير نار.. عنوان ينطبق على قرار محمود سعد، المدرب العام ومدير الكرة بالفريق الكروى الأول بنادى الزمالك، الخاص بحظر تدخل لاعبيه فى الأجواء الانتخابية ومعاقبة أى لاعب يعلن انتماءه لمرشح على حساب آخر بالإبعاد عن الفريق واستبعاده من قائمة الموسم المقبل. قرار محمود سعد لم يأت من فراغ فى ظل وجود حالة الانقسام داخل الفريق حيث الانتماء إلى مرشح بعينه فى صراع رئاسة النادى، بل ارتبطت أسماء لاعبين بأعينهم فى وقت ماضى بالعمل لصالح أسماء محددة تسعى لرئاسة النادى، وهناك حزبان واضحا المعالم لا ينكران انتماءهما الصريح والمباشر لمرشحين فى منصب رئاسة النادى. شيكابالا وحمزة قائدا الحزب العباسى هناك حزب «ممدوح عباس» وهو حزب يقوده أهم ثنائى فى الفريق على الصعيد الجماهيرى، وهما جمال حمزة ومحمود عبدالرازق شيكابالا، الأول ردد فى الأيام الأخيرة أنه جدد عقده بالفعل مع الزمالك ووقع على عقد جديد لمدة 3 مواسم، ولكنه فى مكتب عباس، وأنه لن يتم تفعيل العقد الجديد ما لم يعد عباس إلى منصب الرئيس عبر صناديق الانتخاب المباشر، ولحمزة صداقة وطيدة مع رئيس النادى ترجع إلى 8 أعوام عندما كان لاعبا صاعدا وكان عباس رجل الأعمال الذى يتولى منح اللاعبين ترضيات مالية وقتما يحققون الانتصارات، بالإضافة إلى أن عباس هو رئيس النادى الوحيد الذى لم يقترب مسئولا أو مديرا فنيا بأى عقاب ضد حمزة خلال فترة رئاسته للنادى ومنحه عقدا ماليا كبيرا وكان يعدل عقده من وقت إلى آخر. فى حين يعرف شيكابالا أنه الابن المدلل لممدوح عباس، والأخير سبق له القول فى اجتماعات له مع فريق الكرة وأبرزها قبل مباراة إنبى بنهائى كأس مصر فى الموسم الماضى أن لديه ابنا لم يلده وهو شيكابالا، بالإضافة إلى أن عباس هو من تعاقد مع اللاعب وأعاده من باوك سالونيك اليونانى وأنهى أزمة توقيعه السابق مع الأهلى عند تركه لناديه اليونانى. كل من حمزة وشيكابالا يساند عباس بشكل صريح بل أن الثنائى ظهرا فى النادى يوليو الماضى قبل الانتخابات التى تم إلغاءها قبل أقامتها ب48 ساعة وكانا يعلنا المساندة الكاملة لعباس ويدعون له وسط أعضاء النادى، وتعرض شيكابالا فى ليلة شهيرة إلى اعتداء من قبل عدد من أعضاء النادى الشبان وقت دخوله النادى فى الحادية عشرة مساء ولم ينقذه وقتها سوى أمن النادى بالإضافة إلى رءوف جاسر وكريم حسن شحاتة عضوى قائمة عباس فى تلك الانتخابات وأنقذاه وأبعداه عن مجموعة الشباب الذين اختلفوا حول انتمائهم لمرشح بعينه. ومع حمزة وشيكابالا هناك عدد من اللاعبين البارزين يريدون عودة عباس لرئاسة النادى وفى مقدمتهم محمد أبوالعلا لاعب وسط مدافع الفريق وصوت عباس الشهير فى الهجوم على روءساء النادى الذين هاجموه وأبوالعلا كان أكثر المتضررين من رحيل عباس واستقالته، فلم يجدد عقده وبات يعانى من الهجوم المتكرر. وهناك محمد عبدالمنصف حارس المرمى الذى منحه رئيس النادى الأسبق عقدا ماليا لم يحصل عليه طوال 10 أعوام قضاها فى النادى بالإضافة إلى حجم كبير من النفوذ حصل عليه عبدالمنصف الذى كان يتفاوض مع لاعبى الأندية الأخرى باسم رئيس ناديه السابق ولعل واقعته الشهيرة مع هانى سعيد مدافع الإسماعيلى خير نموذج، ويضاف إلى الرباعى الكبير محمود فتح الله وأحمد مجدى ثنائى خط الدفاع ومحمد عبدالله وأحمد غانم سلطان ثنائى الجبهة اليمنى وشريف أشرف رأس الحربة وهم مجموعة اللاعبين الذى تعاقد معه عباس عندما كان رئيسا للنادى ويضاف لهم أحمد عبدالرءوف لاعب الوسط المدافع الذى كان أحد المدللين لرئيس الزمالك الأسبق. عبدالواحد السيد رجل منصور الأول ثقل جمال حمزة وشيكابالا بجانب أبوالعلا ومنصف لمصلحة عباس يواجه ثقلا آخر لاسم كبير فى الفريق وله شعبيته فى النادى وكذلك إجماع الأعضاء بوصفه أحد المخلصين والمخضرمين فى الفريق، هو عبدالواحد السيد حارس مرمى الفريق وأحد أبرز نجوم الزمالك فى الأعوام العشرة الأخيرة. عبدالواحد ليس له ظهور مباشر فى الانتخابات فهو لا يدعو لمرشح بعينه علنا ولكن يعرف عبدالواحد بأنه من أنصار عودة مرتضى منصور لرئاسة النادى مجددا، وعلاقتهما شديدة القوة، خاصة أن مرتضى منصور كان يراه القائد الحقيقى للزمالك فى وجود حازم إمام وكان يمنحه صلاحيات عديدة. ووصلت قوة العلاقة بين رئيس الزمالك الأسبق وعبدالواحد السيد إلى حد قيام الأخير بزيارته فى سجنه وقتما كان عباس يتولى رئاسة النادى ولم يعبأ الحارس المخضرم بنبرة غضب عباس رغم انها كادت تكلفه ترك النادى بعدما تعرض لقطع فى الرباط الصليبى بإحدى مباريات الفريق. وآخر أيام عباس مع الزمالك شهدت توترا كبيرا فى علاقته بعبدالواحد السيد، بل كان فى طريقه لإبعاده عن النادى وعدم تجديد عقده ولعب حازم إمام عضو مجلس الإدارة دورا كبيرا من أجل احتواء الخلاف. وهناك عدد لا بأس به من اللاعبين الذين يعلنون فى الغرف المغلقة انتماءهم لمرتضى منصور ورغبتهم فى عودته إلى مقعد رئاسة النادى وفى مقدمتهم عمرو الصفتى قلب الدفاع وأسامة حسن الظهير الأيسر وكلاهما تعاقد معه منصور عندما كان رئيسا ويقال إن علاء عبدالغنى لاعب الوسط المدافع هو الآخر من أنصار عودة مرتضى منصور الذى استقدمه من المقاولون العرب، وهناك فئة لاعبين لم يكن لها تعامل مع رئيس النادى الأسبق ولكنها تريد عودته غضبا من التفاوت الكبير فى الرواتب المالية السنوية فى الفريق، وهو ما لم يكن معروفا فى عهد مرتضى القصير الذى دشن خلاله سياسة تقليل الفوارق المالية الكبيرة بين اللاعبين. وقلة عدد اللاعبين المناصرين لمرتضى منصور عن أقرانهم بالنسبة لحزب ممدوح عباس يعد أمرا منطقيا فى ظل إبعاد الأخير لأغلب اللاعبين المنتمين لآخر رئيس منتخب للزمالك. حليم يفضل درويش أو الحسينى داخل صفوف الفريق لاعبون ليس لهم ارتباط قوى سواء بممدوح عباس أو مرتضى منصور ومنهم من يرغب فى شخصية ثالثة تتولى رئاسة النادى فى المستقبل، أبرز هؤلاء اللاعبين عبدالحليم على مهاجم الفريق الذى كان من أنصار الدكتور كمال درويش فى انتخابات أبريل 2005 ثم تحول إلى مساندة المندوه الحسينى أمين صندوق الزمالك السابق عند خوضه انتخابات الزمالك الملغاة فى يوليو الماضى. وعبدالحليم على كان من أنصار المندوه وكاد يفقد مكانه فى قائمة الفريق بسبب موقفه المساند إلى المندوه الحسينى وقتما كان عباس يرأس النادى ولم ينقذه من مقصلة الإبعاد سوى محمد حلمى المدرب العام وقتها الذى أكد حاجة الفريق إلى جهود مهاجمه المخضرم. المبعدون لهم دور.. وزكى وعبدالعزيز المثال بخلاف حزبى عباس ومنصور داخل فريق الكرة، يوجد صراع آخر بين حزبين للاعبين سابقين حاليا فى النادى ولا يرتدون قميصه يرغبون فى عودة أى منهما إلى مقعد الرئاسة لأنه يعنى عودتهم مجددا إلى صفوف الفريق مرة أخرى، فهناك أيمن عبدالعزيز كابتن الفريق الكروى الأول والمعار حاليا إلى كونيا سبورت التركى حتى نهاية الموسم الحالى، وأيمن كان أحد أقطاب المؤيدين لانتخاب عباس فى يوليو الماضى وظهر معه فى مؤتمراته الانتخابية بالرغم من الانتقادات اللاذعة التى تعرض لها وقتها. بل إن انتماء أيمن الصريح لعباس كان سببا فى معاناته بعد ترك الرئيس السابق لمنصبه، ووفقا للمعروف عن كابتن الزمالك المعار إلى تركيا فهو سيكون حاضرا فى النادى لو خاض عباس الانتخابات القادمة وسيكرر نفس أمر مساندته بشكل مباشر فى الانتخابات. وهناك أحد اللاعبين المدللين لعباس ينتظر هو الآخر عودته ودفع من انتمائه له ثمنا كبيرا وهو محمد إبراهيم لاعب الوسط المدافع المعار حاليا إلى طلائع الجيش وهو الاخر من اللاعبين المدللين لعباس وخرج من النادى مستبعدا بسبب ذلك. فى المقابل يعد عمرو زكى مهاجم وهداف الزمالك السابق والمحترف حاليا فى ويجان أتليتيك الانجليزى من أشد المناصرين لمرتضى منصور الذى تعاقد معه قادما من لوكوموتيف موسكو الروسى ومنحه الفرصة للعودة مجددا إلى الملاعب، زكى يحمل لمرتضى حبا كبيرا وهو الأمر الذى كان سببا فى تفجر العديد من الخلافات بينه وبين ممدوح عباس خلال عامين ترأس خلالهما الأخير النادى ودفعت اللاعب للإعلان أكثر من مرة عن رغبته فى الزمالك بل شهدت أيامه الأخيرة فى النادى اتهامه عباس بمحاولة الاعتداء عليه فى مكتبه الخاص. وهناك إبراهيم سعيد وهو مدافع سابق بالزمالك استقدمه مرتضى منصور مع كمال درويش عام 2004، ويعد إبراهيم من المقربين لمنصور والأخير وعده بإعادته إلى الزمالك فى حال انتخابه رئيسا للنادى ويتولى الآن مهمة إنهاء ارتباطه مع ناديه الحالى الإسماعيلى. ورحيل إبراهيم سعيد عن الزمالك كان أمرا طبيعيا فى يناير 2007 بعد أن وصلت خلافاته مع عباس فى ذلك الوقت إلى صدام مباشر بسبب التصريحات الإيجابية للمدافع المخضرم عن رئيس ناديه السابق ووقتها تم بيعه إلى شيكارايز سبورت التركى. ويظهر فى الكادر طارق السيد لاعب الترسانة الحالى وأحد نجوم الزمالك المبعدين عن الفريق فى يوليو الماضى بسبب عدم انتمائه إلى مجموعة ممدوح عباس، طارق السيد ليس منتميا إلى مرشح بعينه ولكن له ترتيبا فى مرشحى منصب الرئاسة المفضلين له وهم بالترتيب كمال درويش والمندوه الحسينى ومرتضى منصور ولكنه ليس من أنصار ممدوح عباس، ونفس السيناريو ينطبق على تامر عبدالحميد لاعب الزمالك المعتزل.