يرعى الاتحاد الإفريقي مباحثات لإحلال السلام وإنهاء الحرب الأهلية الدائرة، في جمهورية إفريقيا الوسطى وعاصمتها"بانجي"، بحضور ممثلين عن حكومة بانجي، و15 مجموعة مسلحة في البلاد، في جولة جديدة من المقرر أن تبدأ غدا الخميس، في العاصمة السودانية، الخرطوم، بحسب فرانس 24. وسبق المباحثات التي يعتزم الاتحاد الأفريقي رعايتها، ما لا يقل عن 7 اتفاقات سلام بين طرفي النزاع الأهلي ب"بانجي"، في السنوات الخمس الماضية. الشروق تستعرض محطات هذا النزاع ذو البعدين الديني والاقتصادي والمساعي السابقة لحله.. بداية الصراع الطائفي وضعت لجنة بناء السلام بالأممالمتحدة، جمهورية أفريقيا الوسطى على جدول أعمالها في 12يونيه 2008؛ جراء الصراعات الطائفية بعد أن انزلقت إلى دوامة الحرب الأهلية منذ أغسطس 2012، بعدما اتحدت جماعات إسلامية، كانت تقطن المناطق الشمالية المهمشة في البلاد، تحت راية ما يسمي ب"قوات السيليكا"، وقامت بعمليات مسلحة، عقب عمليات التطهير العرقي للمسلمين التي شهدتها بداية الألفية الثانية، وصولًا إلى استيلاء "سيليكا" الإسلامية على السلطة في مارس 2013، الأمر الذي أثار ميليشيات مسيحية مناهضة تسمى ب"بالاكاه" يعتقد أنها تابعة للجيش الحكومي، قاموا بأعمال انتقامية ضد المسلمين مما اضطرهم للنزوح، واندلعت اشتباكات بينهما في ديسمبر 2013، راح ضحيتها مايزيد عن ألف مدني في بانجي، بحسبما أوردت وكالتي رويترز، وبي بي سي. ليتحول الأمر بعد ذلك إلى نزاع ديني وحرب أهلية راح ضحيتها آلاف المدنيين، إذ تسيطر المجموعات المسلحة على أكثر من 70% من البلاد، بحسل الموقع الرسمي لمنظمة أطباء بلا حدود، وتتمركز النزاعات في في شمال غرب البلاد. ربع سكانها بين نازح ولاجئ وفي العام 2017 قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن العنف المستمر في جمهورية أفريقيا الوسطى، أدى إلى مستويات غير مسبوقة من النزوح القسري، فوفقًا للبيانات الصادرة حتى نهاية عام 2017 كان هناك أكثر من 688 ألف نازح داخلي، بالإضافة إلى ارتفاع عدد اللاجئين إلى البلدان المجاورة، مثل الكاميرون وتشاد والكونجو، ليبلغ 542 ألف شخص، وهي أرقام كبيرة بالنسبة لبلد يقدر عدد سكانه بحوالي 4,6 مليون شخص، أي أن نحو ربع سكانها ما بين نازح داخليًا ولاجيء، وفي يناير 2018 أعلن الصليب الأحمر أن نصف السكان يحتاجون للمساعدة، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة ووكالات. جمهورية إفريقيا الوسطى حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1958، لتسمى ب"جمهورية أفرقيا الوسطى"، يقدر عدد سكانها بنحو 4,53 مليون نسمة، يدين نحو15% بالإسلام، بينما يدين 25% منهم بالبروتستانتية ويتبع 25% الكنيسة الكاثوليكية، في حين يعتنق 35% معتقدات أفريقية محلية. تعدت الاتفاقات لكن الصراع قائم تعددت مساعي احتواء الصراع في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتعددت اتفاقات السلام، وحظت بدعم على المستوين الوطني أو حتى الخارجي، إذ شاركت الأممالمتحدةوفرنسا مع منظمة الوحدة الأفريقية، والاتحاد الأفريقي، بشكل مباشر في مفاوضات اتفاقية السلام، لكنها باءت جميعًا بالفشل وظل الصراع الطائفي يتجدد من الحين للآخر. مارس 2013 أول اتفاق سلام في "ليبرافيل" في يناير 2013 ، وتم وضع دستور مؤقت للبلاد آنذاك، لكن قوات "السيليكا" الإسلامية سيطرت على العاصمة "بانجي" في مارس 2013، بعدما تعرضت الأقلية المسلمة للتصفية العرقية، ما أجبر الرئيس فرانسوا بوزيزي على الفرار وإنشاء حكومة انتقالية؛ ليحتدم الصراع الطائفي من جديد، في العاصمة بانجي والمدن المحيطة لها، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة. تداعيات احتدام الصراع من جديد عززت فرنسا نشر قواتها إلى 1600 جندي في محاولة لنزع سلاح الميليشيات، ثم استقال الرئيس المؤقت، ميشيل دجوتوديا في يناير 2014 جراء انتقاده بالفشل في وقف العنف الطائفي لتتولى كاثرين سامبا-بانزا منصب القائد المؤقت، ثم في أبريل فرض مجلس الأمن قوات لحفظ السلام قوامها 12 ألف جندي، ثم تصاعد العنف في الفترة ما بين فبراير2015، بحسب شبكة بي بي سي الأمريكية. مايو - أكتوبر 2015 في مايو 2015 افتتح ما يعرف باسم"منتدى السلام" الذي عقد في العاصمة بانجي، ووقعت بموجبه بعض الميليشيات المسلحة من الطرفين اتفاق سلام لانهاء الحرب الدائرة بينهم، على أن تجرى انتخابات في البلاد، بهدف عودة الاستقرار، بحسب واشنطن بوست. ثم وقع نحو 10 جماعات مسلحة أخرى، على اتفاق سلام بحضور ممثلي وزارة الدفاع، بحسب وكالة رويترز. لكن الصراع احتدم من جديد وشمل أعمال حرق واغتصاب، واختطاف وتطهير عرقي، الأمر الذي دفع مجلس الأمن في نوفمبر 2017 لتعزيز قوات حفظ السلام بإرسال 13 ألف جندي، بحسب إنفوجراف نشرته شبكة بي بي سي الأمريكية. في 2017 الكنيسة الكاثوليكية تتوسط نجحت الكنيسة الكاثوليكية في التوسط لإبرام اتفاق سلام في العام 2017، لكن المجموعات المسلحة عادت للتقاتل بعد مروو يوم واحد بحسب فرانس24. أغسطس 2018 ومنذ نهاية العام بدأت الخرطوم تلوح بالتدخل كوسيط لانهاء الحرب الأهلية بوساطة ودعم روسي، حتى وقعت جماعات سياسية عسكرية في إفريقيا الوسطى على اتفاق سلام في العاصمة السودانية الخرطوم، في أغسطس 2018 بمبادرة من روسيا وبرعاية الرئيس السوداني عمر البشير، بحسب روسيا اليوم. سبتمبر 2018 وفي سبتمبر 2018 أيضًا وقعت جماعات سياسية عسكرية رئيسية في إفريقيا الوسطى على اتفاق سلام، بمبادرة من روسيا وبرعاية الخرطوم، وجاء الاتفاق إثر مباحثات استمرت ليومين بحثاً عن السلام في الخرطوم بين ميليشيا "بالاكا" المسيحية بقيادة ماكسيم موكوم وفصيل مسلم بقيادة نور الدين آدم، وبموجب الاتفاق يفترض أن الجماعات المسلحة في إفريقيا الوسطى التزمت بحفظ السلام، بحسب شبكة بأكاديمية العدالة الدولية(GJA). منتصف نوفمبر 2018 واستقبلت الخرطوم أطراف النزاع في منتصف نوفمبر 2018 مرة ثالثة، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، وشارك الرئيس التشادي، إدريس ديبي، في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات التي احتضنتها الخرطوم، بحسب شبكة بي بي سي الأمريكية. تحديات وتعقد المباحثات في العاصمة السودانية، الخرطوم، لكن ما يعرقل المباحثات، عدة تحديات على رأسها، إصدار عفو عن زعماء الحركات المسلحة المحتجزين، الأمر الذي ترفضه"بانجي" بتاتًا، فيما تتمسك به الفصائل، بالإضافة إلى غياب بعض الجماعات المسلحة عن الحوار، بحسب فرانس24