التضامن تسلم جامعة طنطا طابعة "برايل" وتدعم مشروعات الطالب المنتج    إقبال متزايد في اليوم الثاني لانتخابات النواب بأسوان    «العمل»: نحن شركاء أساسيين بجهود تحقيق العدالة في التنمية المستدامة    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    حركة محدودة لرؤساء المدن بالشرقية، والمحافظ يؤكد على الالتزام بالنظافة وإنجاز المشروعات    محافظ قنا وفريق البنك الدولى يتفقدون أماكن الحرف اليدوية    مشتريات أجنبية تقود صعود مؤشرات البورصة بمنتصف تعاملات جلسة الثلاثاء    الكرملين: لم نتلق أي توضيح من واشنطن حول التجارب النووية    الشرع يقدم "دمشق" لإسرائيل تحت ستار مفاوضات أمنية واقتصادية.. وبرلمانيون يحذرون من مساس السيادة الوطنية    رام الله.. قيادات فلسطينية تحيي الذكرى 21 لرحيل ياسر عرفات    مسيرة بطولات ورحيل بفضيحة الزجاجات، كولر يحتفل بعيد ميلاده ال 65    الزمالك يُهدد اتحاد الكرة بسبب أحمد سيد زيزو    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    بعد تعديلات الكاف.. تعرف على مواعيد مباريات المصري في الكونفدرالية    الشحات يكشف تطورات ملف تجديد عقده مع الأهلي    فرص جراديشار تتزايد.. سيسكو يغيب عن مواجهتين حاسمتين في تصفيات كأس العالم    وصول سعد الصغير وحمادة الليثي لمسجد ناصر لأداء صلاة جنازة إسماعيل الليثي    إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق المنصورة - أجا    أمطار على القاهرة وعدد من المحافظات.. الأرصاد الجوية تُحذر    المشدد 5 سنوات لعاطل متهم بالشروع في قتل عامل واحتجازه بغرض سرقته بالشرابية    موعد ومكان عزاء المطرب الراحل إسماعيل الليثي    البداية بالموسيقار عمر خيرت.. انطلاق مهرجان حديقة تلال الفسطاط الشتوي الجمعة المقبلة    القومي لثقافة الطفل يكشف البوستر الرسمي لملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية    الفنان تامر عبد المنعم يدلى بصوته فى انتخابات مجلس النواب 2025.. صور    بعد قرأته للقرأن في المتحف الكبير.. رواد السوشيال ل أحمد السمالوسي: لابد من إحالة أوراقه للمفتي    المتحف المصري الكبير يتخطى حاجز ال100 ألف زيارة خلال أسبوع من افتتاحه (صور)    صحيفة أرجنتينية: المتحف المصري الكبير يضم أكبر مجموعة ذهبية في العالم    «الرعاية الصحية»: 31 مليون فحص بمعامل المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الشامل    الداخلية: تحرير 110 مخالفات للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    شكوك بشأن نجاح مبادرات وقف الحرب وسط تصاعد القتال في السودان    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    وزير الري: أي تعديات على مجرى نهر النيل تؤثر سلبًا على قدرته في إمرار التصرفات المائية    إقبال كثيف من المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات "النواب" ببني سويف.. صور    وزير الصحة: مصر تمتلك منظومة متكاملة لتسجيل ومراقبة جودة الدواء واللقاحات    الصحة: الخط الساخن 105 يستقبل 5064 مكالمة خلال أكتوبر 2025 بنسبة استجابة 100%    وفد حكومي مصري يزور بكين لتبادل الخبرات في مجال التنمية الاقتصادية    ماذا قدم ماكسيم لوبيز لاعب نادي باريس بعد عرض نفسه على الجزائر    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار فونج وونج بالفلبين إلى 18 قتيلا    اليوم.. محاكمة 9 متهمين في «رشوة وزارة الصحة»    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    أسعار الأسماك بسوق العبور اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    سوريا تنضم إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد صبحى: لست مثاليا.. وارتكبت أخطاء عديدة فى حياتى

لقبونى ب«وزير الأخلاق» بغرض التهكم منى.. ومثل هؤلاء لا يمكن الغضب منهم
أنا مع القبلات والأحضان ما دامت فى السياق الدرامى
لم أندم على أى عمل قدمته.. واعتزالى الفن سيكون فى صمت بدون أى إعلان
عندى توازن ذهنى ونفسى ومدرك للمرحلة العمرية التى أعيشها الآن
تعاملت مع لقب الديكتاتور بلطف.. ومن أطلقه على فنانون لا يعرفون معنى الالتزام
لينين الرملى كتب أعمالا عظيمة صنعت نجاحى.. ولا دخل لى بعدم معرفة الجمهور به
قضيت مع عبلة كامل أحسن سنوات عمرى على المسرح.. وبسبب «الحادثة» انتهت تجربة «ستوديو 80»
من حقى انتقاد زملائى ما دمت خارج الحلبة.. ومشفق على هؤلاء الذين فتشوا فى أوراقى القديمة للعثور على دليل إدانة
حزنت كثيرا بسبب الزج باسم الفنانة الراحلة هياتم فى صراعى مع البعض رغم أن المشهد الذى جمعنى بها خالٍ من أى ابتذال
أشرف عبدالباقى فنان سابق عصره.. ومسرح مصر أعظم ما قدم فى حياته.. وعلى ربيع ورفاقه يتمتعون بموهبة كبيرة وخفة دم
لن أقبل صفة «الاستشارى» فى لجنة الدراما.. وحاولت الاتصال بمحمد فاضل كثيرا لكنه لا يرد علىَ
توصلت لمعادلة أعادت زوجتى لحياتى.. وطوال الوقت أستعين بالله خشية الفشل مع أولادى
واجهت تحديا كبيرا وانا فى طريقى لاجراء حوار صحفى مع الفنان القدير محمد صبحى، فبعد ان قضى نحو 50 عاما فى عالم النجومية والأضواء، تخللها عشرات وربما مئات اللقاءات التلفزيونية والحوارات الصحفية، فأى جديد أستطيع ان أخرج به من حوارى معه، خاصة أن لمحمد صبحى «وجهة نظر»، دائما ما يعبر عنها فى المناسبات والاحداث المختلفة التى تمر بها مصر سواء على المستوى الفنى أو السياسى، ربما يبتعد عن مجال الفن كممثل، لكنه متواجد كناقد تارة، وشريك فى العمل المجتمعى تارة أخرى.
حملت هذا التحدى وذهبت للقائه، وهدفى كان واضحا أمامى، أن أكشف معه جوانب لم يفصح عنها من قبل، واذا لم انجح، فيكفينى شرف المحاولة.
التقيت بالفنان محمد صبحى فى مكتبه بمسرحه بمدينة «سنبل» وفوجئت بأنه حول جزءا من مكتبه لغرفة نوم، بها سرير، وتزينت الجدران بصوره مع اسرته وأحفاده فسألته: هل وجد فى المسرح ملاذا للهرب من فجيعة فراق زوجته الذى قام قبل أيام من اجراء الحوار بالاحتفال بذكرى ميلادها عبر حسابه الخاص على فيسبوك فقال:
المسرح مرافق لزوجتى منذ زواجنا، فلن يكون ملاذا للهروب، لكنى نجحت فى الوصول لمعادلة حقيقية أننى لا زلت اعيش معها، لذلك ففى كل تاريخ له مناسبة معها، أذكره سواء على الفيسبوك أو مع نفسى، فهى قوة دافعة كبيرة لى، ربما تعبت كثيرا فى البداية بعد رحيلها، وتحديدا حينما قدمت مسرحية «غزل البنات» فلم يكن مر على وفاتها سوى عام ونصف العام تقريبا، وفى أول يوم عرض شاهدتها تجلس فى الصف الاول فى نفس المكان الذى اعتادت الجلوس فيه منذ زواجنا وتحمل نفس النظرة، وشعرت بفجيعة كبيرة مع نهاية المسرحية وقت انطلاق اغنية محمد عبدالوهاب عاشق الروح، وشعرت بمدى فقدانى الشديد لها، ورغبة منى فى الخروج من هذه الحالة فكرت ان اترك منزلنا الذى عيشنا فيه سويا، وبدأ أبنائى بالفعل فى البحث عن شقة أخرى، لكن سرعان ما تراجعت، وشعرت أن هذا التفكير أحمق، فهذا البيت يحمل كل ذكرياتى معها فكيف اعذب نفسى واتركه.
* اذن فأنت لا تفصل بين حياتك الاجتماعية والعملية؟
طوال الوقت حياتى الاجتماعية معى، فكثيرا كنت ادعو الله وأقول «ربنا بقدرتك قادر أن تفشلنى فى كل أعمالى الفنية، ولكن ممكن أعوض هذا الفشل، لكن العمل الوحيد الذى أستعيذ بك الا يفشل هم أولادى»، والحمد لله بارك لى ربنا فيهم، وهم اجمل ما تركتهم لى زوجتى، وأنا أرى ان محمد صبحى الفنان عير منفصل عن الانسان، فلا اعانى من الانفصام، فسلوكى فى الفن هو سلوكى فى الحياة من حيث الالتزام والانضباط.
* أليس غريبا ألا يتجه أحد من أبنائك للعمل بالفن رغم انتمائهم لأسرة فنية سواء على مستوى الأب والأم والجد والأعمام؟
فى 2011 ثار المصريون على التوريث، لكن بشىء من التأمل نجد ان التوريث متشعب فى المهن المختلفة، ومنها مهنة الفن بلا شك، فكثيرا ما نجد ان أبناء الفنان يعملون بالفن وكذلك احفادهم وأقاربهم، لكن عن نفسى كنت حريصا مثل ونيس فى «يوميات ونيس» هذا المسلسل الذى يمثل نحو 80% من حياتى الشخصية، الا يكون لأبنائى موهبة واحدة، على الأقل 3 مواهب حتى يستقر كل واحد منهما على موهبة ترضيه، وهذا ما حدث مع ابناى وكل واحد منهما استقر على موهبة بعيدة عن الفن، وحينما كبرا عملا بمجالات مختلفة فابنى كريم دكتور بالجامعة الامريكية، وابنتى مريم تخرجت فى كلية «تجارة انجليش» وتهتم باليوجا والتنمية البشرية، وكلاهما لديه حس نقدى عالٍ جدا، فلقد تربيا على سماع أم كلثوم وفيروز وكل الاعمال القيمة.
* وماذا عن أحفادك هل هناك موهبة فنية قادمة؟
حفيدى على يعزف الجيتار ويريد دراسة الإخراج ويتوعدنى أنه سيكون مخرجا لينافسنى، واذا حدث هذا فستكون الجينات لعبت دورها، أما حفيدتى عائشة فتهوى الرسم، ولديها موهبة حقيقية، وليلى تحب الخيول.
* كل مرحلة عمرية يمر بها الإنسان لها تصنيفها، فمرحلة الشباب هى مرحلة العنفوان، وبعدها مرحلة النضوج وأخيرا مرحلة الغفران.. وأنت تستعد بعد أقل من شهرين للاحتفال بعيد ميلادك ال 71 هل تشعر أنك تمر بالفعل بموسم الغفران؟
لست صداميا، وأستطيع التجاهل، ولا أضع فى ذهنى مقاييس بعينها لكل مرحلة أعيشها، ولا أعرف اننى فى موسم غفران ام لا، ولكن أؤكد ان ما لم أفعله فى شبابى لن أفعله فى شيخوختى، ولن أفعل فى سنى هذه ما فعلته فى شبابى، أى لن يجوز أن ألعب دور الحبيب وأقبل النساء كما يفعله البعض الآن ممن تعدى أعمارهم ال 80 عاما، فأنا عندى توازن زهنى ونفسى، وليس لدى صراعات مع أشخاص، ولكن صراعاتى مع الفكر والوطن، ورغبة مستمرة فى الارتقاء، وهذه سمات برج الحوت، فهو برج مثالى، وأصحابه يسعون للمثالية، ربما لن يصلوا اليها لكن محاولتهم فيها ارضاء لهم.
* إذن فلماذا غضبت من هؤلاء الذين لقبوك ب«وزير الأخلاق»؟
لم أغضب ولكنى ضحكت عليهم، فمن وصفنى بهذا اللقب كان يسعى للتهكم والسخرية منى، وليس للإشادة، ومثل هؤلاء لا يمكن ان يكونوا مؤمنين ان الاخلاق ليست مذهبا ولكنها سلوك بشرى، وهذا اللقب أطلقوه على بعد أن قدمت 8 أجزاء من «ونيس» رغم أننى أكدت فى مقدمة الجزء الأول «ونحن فى طريقنا لتربية أبنائنا اكتشفنا اننا بحاجة إلى تربية أنفسنا»، ولم أظهر الأم والأب فى صورة ملائكة، والحمد لله هناك اجيال تربت على هذا المسلسل، بجانب اننى أرى أن الاخلاق لا تمتدح ولا تذم، ولا يمكن لإنسان ان يغير أخلاق انسان غيره، لذا فأنا أقول لأعضاء فرقتى اننى قادر على استخراج الإبداع منك، لكنى لا استطيع استخراج الأخلاق لأنها ممارسة، ولذا فأنا أختار الفنان الذى لديه بعض المثل والثوابت.
* لكن ما رأيك ان الفنانين الذين اخترتهم متمتعون بالمثل والثوابت ووصفوك بالديكتاتور؟
أرى ان وصفهم هذا مبنى على خطأ من جانبهم، لعدم فهمهم للمعنى العلمى للديكتاتورية، ولذا فتعاملت مع هذا الوصف بشىء من اللطف، فالديكتاتورية هى الانفراد بالحكم والسلوك، لكن حينما يتحدثون يقولون اننى متشدد فى المواعيد، وهذا ما يسمى بالالتزام وليست ديكتاتورية، فانا مؤمن بديمقراطية الاتفاق وديكتاتورية التنفيذ، فقبل تحديد المواعيد نجتمع ونتواصل ونصل إلى ميعاد مناسب للجميع، وبعد الاتفاق تأتى مرحلة التنفيذ وأكون حينها فى منتهى الديكتاتورية وقد يصل الأمر لطرد من لم يلتزم من الفرقة، ولذا أطلقوا على فرقتى «فرقة محمد صبحى الفنية العسكرية»، وأعتقد ان الذين استمروا معى منذ السبعينيات حتى الآن لم يكونوا كاذبين، ووجدوا ضالتهم فى العمل معى لأنهم يحبون الالتزام، أما هؤلاء الذين حاولوا الضحك على وادعاء انهم ملتزمون، حينما كشفت حيلهم وأكاذيبهم، غادروا فرقتى، واتهمونى بهذه التهمة.
* وماذا عن لينين الرملى هذا الكاتب الكبير الذى أجريت معه حوارا يتهمك فيه أنك تعمدت اقصاءه من المشهد، ورغم النجاح الذى حققته مسرحياته التى لعبت بطولتها فالجمهور لا يعرفه لأنك تصدرت الصورة منفردا؟
لقد حاربت مع لينين حتى يعرف الجمهور المؤلف والمخرج، فمن المعروف ان الجمهور فى المسرح تحديدا لا يعرف سوى النجم، ولذا فأخذت على عاتقى أنا ولينين أن أغير وجهة النظر هذه، فوضعت صورته بحجم صورتى فى مدخل المسرح، وقدمنا معا أعظم الاعمال المسرحية، التى تؤرخ، ابتداء من انتهى الدرس يا غبى ومرورا بالهمجى وبالعربى الفصيح وانت حر، وأعمال أفتخر بيها، وأشهد أن لينين ليس مؤلفا فحسب بل مفكرا، ويجمعنا سويا عشق المسرح، والغصة التى لديه ليس لى دخل بها، فلم أكن أبخس بحقه، وكل لقاء أجريه كنت أشيد به، وفى نهاية كل عرض قدمناه سويا، كنت آخذ يده ليقف بجوارى على المسرح، على العموم أتمنى له الصحة والعافية فهو يمر بمرحلة صحية صعبة.
* فى حديثه معى قال إنك كنت تحارب أى فنان يحقق نجاحا مع الجمهور واستشهد بمحاولتك استبعاد عبلة كامل من مسرحية «وجهة نظر» لأن الجمهور كان يصفق لها بشكل أكبر مما يفعله معك ونظرا لمناصرتها ضدك انتهت تجربة «ستوديو 80».. فما ردك؟
بالطبع ليست لدى رغبة فى الرد، فالواقع يرد على هذه التهمة، فمنذ بداية تأسيس فرقتى وأنا امنح الفرص لممثلين جدد وحتى هذه اللحظة ومع آخر مسرحياتى «خيبتنا»، أعطى مساحات للوجوه الجديدة، فأنا الذى اكتشفت عبلة كامل وهانى رمزى وشعبان حسين وأحمد آدم وصلاح عبدالله، وغيرهم، وفى مسرحية «وجهة نظر» يشهد الجميع كيف كنت «أفرش» لهانى رمزى ليقول «الإفيه» الخاص به، وقضيت مع عبلة كامل أجمل سنوات على المسرح.
* فما هى الأسباب الحقيقية وراء انتهاء تجربة «ستوديو 80»؟
خلاف حول مسرحية، فكان لينين يريد أن ألعب بطولة مسرحية «الحادثة» ولكن كنت أراها أقل مستوى من المسرحيات التى قدمنا سويا، فغضب، وقرر الانفصال، وقام بتنفيذ رغبته وقدم المسرحية ولعبت بطولتها عبلة كامل وأشرف عبدالباقى، وانتهت التجربة، ورغم هذا فأؤكد أن لينين قدم أعمالا عظيمة كانت سببا فى نجاحى.
* هل ترى انه من حق الفنان أن يوجه نقدا لزميله فى نفس المجال؟
بالنسبة لى، لو ما زلت فى الحلبة، لا يمكن انتقاد زملائى، لكن بما انى خارج الحلبة، فمن حقى كفنان له رأى أن أقول رأيى وأحارب الإسفاف، بدون إلغائه لأننى لن أستطيع، فمنذ العشرينيات الاسفاف موجود، ولكن كان استثناء، وهو ما فعلته مع أشرف عبدالباقى الذى أراه ممثلا محترما وعمل أشياء عظيمة، بل وأعظم ما عمله هو مسرح مصر، وقلت إنه كان سابقا لعصره، وتابعت مسرحه منذ الموسم الأول، وكان لى رأى انه مجرد اسكتشات، وأشرف نفسه أكد على كلامى، لكن حينما انحرف المسار، واصبح هناك ابتذال وخلل، انتقدت، وطالبت بوقفه، واعتقد ان شباب مسرح مصر على ربيع ورفاقه عادوا إلى مسارهم الصحيح وهم مجموعة شباب متميز وأصحاب موهبة حقيقية ويتمتعون بخفة دم.
* لكن نقدك لزملائك وضعك فى مرمى نيران نقدهم، وأذكر حينما انتقدت ما يفعله السبكى فى السينما، فقام على الفور بنشر مشهد لك مع الفنانة هياتم من احد أفلامك اعتبره مشهدا مبتذلا.. فهل حدث أن عاتبت نفسك لانتقاد زملائك؟
أنا لم أنتقد زملائى، ولكنى انتقدت أفكارهم والإسفاف الذى يقدمه البعض، وأنا لدى ما يؤهلنى للنقد، فبعد 50 عاما من العمل بالفن، ودراستى للمسرح، أعتقد أن كلامى له أهمية، وأنا مشفق على من ينتقدنى، لأنه بحث كثيرا فى أوراقى القديمة وأعمالى حتى يستطيع ايجاد دليل ادانة لى من وجهة نظره، ولم يجد سوى هذا المشهد، وحزنت فقط على اهانة الراحلة هياتم التى كانت معى فى المشهد وزجها فى صراع لا دخل لها به، خاصة ان المشهد كان كوميديا، فى فيلم «على بيه مظهر» أما فيلم «المشاغب» فكان مشهد اغراء خالٍ من أى ابتذال وهو «شوت» واحد من فيلم كامل.
* هناك اجماع على أعمالك المسرحية التى تحمل قيمة وأهمية لكن تعرضت لهجوم كثير بسبب مستوى أفلامك فهل هناك أفلام ندمت عليها بما فيها؟
لم أندم على أى فيلم من أفلامى ال 22، رغم ان منها أفلاما بسيطة وأخرى عميقة، لكن جميعها نجحت، وكانت خالية من الإسفاف والابتذال، مع الوضع فى الاعتبار اننى لست ضد مشاهد القبلات والاحضان ما دامت فى السياق الدرامى، وأفلامنا القديمة مليئة بمثل هذه المشاهد وبارتداء نجماتنا المايوهات، ولكن بدون ايذاء الجمهور، بخلاف ما يحدث الآن فالمشاهد الساخنة يتم وضعها لترويج الأفلام.
* ألا ترى أنك تقدم نفسك باعتبارك شخصا مثاليا لا يخطئ؟
الناس ترى ما أفعله مثالية ولكنه سلوك، وبالطبع لدى أخطاء كثيرة فى عملى وفى حياتى الشخصية، لكن ربما لا تظهر لأن لدى اساسيات وهدفا أن ألتزم دوما بالصواب وأبعد عن الخطأ، وأعتقد ان المناخ الذى عشت فيه ساعدنى على ذلك، فالمناخ إما يفرز لنا عباقرة أو تافهين، وعليه فالمناخ ساعدنى ان اصل للنجومية.
* ولماذا لم يساعد المناخ أشقاءك مجدى وشريف فى تحقيق نفس النجومية؟
أنا أكبر منهم سنا، والمناخ الذى تربيت فيه ليس نفسه اللذين مرا به، وحاولت من جانبى أن أمد لهما يد المساعدة فمجدى تعاون معى فى معظم أعمالى، ومنحت شريف بعض الادوار لكنه وجد نفسه أكثر فى مجال الإخراج.
* برأيك متى يعتزل الفنان عموما، ومتى يعتزل محمد صبحى؟
لى رأى فى هذه المسألة، فالفنان حينما يعلن خبر اعتزاله فهذا يعنى أنها خطوة ممكن الرجوع فيها، لكن لو صمت وانسحب اذا فهو اعتزل بلا رجعة، مثلما حدث مع شادية وهند رستم وليلى مراد، وفى كثير من الأحيان لا يستطيع الفنان الاعتزال بدليل ان عدد المنسحبين من المجال قليل للغاية، ولكن هناك بالطبع عدد كبير أجبروا على الاعتزال حفاظا لكرامتهم، ورفضهم التسول لأدوار فى ظل تجاهل المنتجين لهم، فآثروا التعفف، أما بالنسبة لى فلا أرى ان للاعتزال جدوى، ولكن اذا اعتزلت فسيكون بالانسحاب دون اعلان، لأنه لو كان لدى سبب سوف أعلنه ليكون ضربا لما يحدث بالفن، لكن الاعتزال النهائى سيكون لا قدر الله اذا حالتى الصحية لا تسمح أو أى ظرف آخر.
* أخيرا دعنا نتحدث عن ترشحك للجنة الدراما، وانت بالطبع تابعت ما حدث للجنة السابقة برئاسة المخرج محمد فاضل والتى انتهت بشكل غير لائق وحرب بيانات بينه وبين المجلس الأعلى للإعلام.. بداية هل اتصلت به بعد الترشح؟
نعم، حاولت الاتصال به كثيرا، ولكن لم يرد على مكالماتى، رغم أننا على تواصل دائم، وكنت أرى ان محمد فاضل من أحسن وأنسب الناس قدرة على ادارة هذه اللجنة، ولا أعرف ماذا حدث داخل المطبخ، ليستقيل، وعلى أى حال أنا فى انتظار لقائى برئيس «الأعلى للإعلام» مكرم محمد أحمد، وهو لقاء تأخر كثيرا، فلم يتواصل معى أى أحد من المجلس حتى هذه اللحظة، وأعتقد ان تصريحاتى التى تحدثت فيها عن الاحتكار والإقصاء الذى يحدث حاليا بالفن، السبب فى هذا التأخير، فأنا لى تصور فى دور اللجنة لن أحيد عنه، كما أننى لن أقبل بلعب دور الاستشارى الذى يرفع توصيات، واذا لم تتم الاستجابة لشروطى فلن أقبل المنصب، فليس لدى أى طموح فى المناصب، والا لما رفضت منصب وزير الثقافة 4 مرات.
* أبدى كثيرون ممن يعملون فى مجال الدراما انزعاجهم من ترشح محمد فاضل لهذه اللجنة ثم تكرر الأمر نفسه معك.. والسبب ان كلاكما مبتعد عن الدراما لسنوات، كما ان فارق السن بينكما وبين هذا الجيل كبير، ولغة العصر اختلفت تماما عن لغة عصركما، فكيف سيكون حكمكما على العمل الدرامى؟
أنا مبتعد عن الدراما منذ عام 2012، اضافة إلى ان الدراما لم تتغير منذ أيام اليونان، ودورنا ليس صياغة الدراما، أو إملاء موضوعات بعينها أو توجيه أو فرض وصايا، أو حتى دور رقابى، لكن دورنا ان نرى ماذا يحتاجه مجتمعنا من الفن، وان نضع اقتراحات، وعلى المبدع ان يقبلها أو يرفضها، ودورنا حماية شرف المهنة، وإعادة سيادة الفن المصرى فى المنطقة العربية، ومحاربة الابتذال والإسفاف، ليس بالمنع ولكن بدفع الدولة للإنفاق على أعمال صالحة نحارب بها الطالحة. وبعيدة عن هذا فأنا لا أحب لغة التمييز هذه، ومحاولة اقصاء الكبار من المشهد، فحينما ظهرنا ونحن شباب كنا نعمل بجوار العمالقة الكبار، تعلمنا منهم، وتعاونا معهم، ولم نضغط عليهم، كما يحدث للأسف الآن، أو استعنا بهم ككومبارس، فمصر تخسر كل يوم من ريادتها بسبب اقصاء مبدعينا الكبار واجبارهم على الاعتزال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.