عندما تسمع اسمه ترسم علي شفاهك ابتسامة لا إرادية، وعند رؤية وجهه تستشعر بطيبة وخلق الإنسان المصري التي تلاشت مع رحلة البحث عن لقمة العيش، قدم كثيراً من الأعمال الفنية في المسرح والسينما والتليفزيون، وبالرغم من تصنيفه كفنان كوميدي إلا أنه برع في تقديم الأعمال التراجيدية، كدوره في فيلم «دم الغزال» ومسلسل «الوالدة باشا» ودوره التاريخي في تجسيد شخصية مصطفي النحاس في مسلسل «الجماعة». وتألق فى رمضان الماضى في مسلسل «الرجل العناب». وأخيراً يعيش الفنان صلاح عبدالله حالة من السعادة بعد نفاد الطبعة الثانية من أولي تجاربه الشعرية المطبوعة «تخاريف بالعامية المعمية»، ويواصل تصوير عدة أعمال درامية جديدة، منها «الخطيئة» و«الإكسلانس» و«سرايا عابدين»، وينتظر عرض فيلم «حلاوة روح» و«تفاحة آدم»، عن أعماله الفنية الجديدة وأحوال الدراما والسينما تحدثنا معه. في البداية حدثنا عن مشاريعك الفنية القادمة؟ - انتهيت أخيراً من تصوير فيلم «حلاوة روح» مع هيفاء وهبي ومحمد لطفي، وفيلم «تفاحة آدم» مع عمرو يوسف وصبا مبارك، وبدأت تصوير مسلسل «الخطيئة» وهو ينتمي إلي نوعية الصوب أوبرا أي علي غرار الدراما التركية 60 حلقة، ومسلسل «الإكسلانس» مع أحمد عز، وأواصل تصوير مسلسل «سرايا عابدين» مع يسرا ونيللي كريم وعدد كبير من النجوم. ولكن أعمال السبكي تعرضت لهجوم خلال الفترة الماضية؟ - السبكي قدم الفنان الراحل أحمد زكي، وأنا قدمت معهم فيلم «الرغبة» مع المخرج علي بدرخان و«الفرح» و«كباريه»، وهذه أفلام راقية قامت بتغيير شكل السينما، أما نوعية الأفلام الأخري التي تطلق ضدها حملات المقاطعة هي أفلام للعيد وهم ناجحون في تقديم ما يتناسب مع مشاهد العيد. ولماذا لا نقدم أعمالاً تتناسب مع العيد وتحوي مضموناً جيداً؟ - لا نستطيع الحكم علي هذه الأعمال أن مضمونها سيئ ولكن السينما هي أكثر ما تأثرت بالأحداث السياسية الفترة الماضية، وما مررنا به لم يكن بقليل، ووجود منتج يخاطر بأمواله يستحق التقدير، خاصة أن الجمهور كان يخشي النزول في الشوارع، ولذلك تجد الدراما هي من استطاعت النجاح وتقديم أكثر من 40 عملاً في الموسم الواحد. وهل تري أن الدراما المصرية استطاعت الصمود أمام الأعمال التركية؟ - الأعمال التركية تباع للفضائيات بسعر «أرخص» من الأعمال المصرية، وليس كل ما يقدمونه بجديد، ولكن ربات البيوت يحتجن مثل ذلك الإيقاع والأحداث الدرامية، ونحن حاولنا تقديم ذلك لهم من حيث عدد الحلقات والمناظر مع أن ذلك ليس بجديد علينا، لأننا إذا نظرنا لأعمال مثل «المال والبنون» و«ليالي الحلمية» ستجد أننا أول من قدم المسلسلات الطويلة، وتقديم عدة أجزاء من العمل الواحد، وعرضها في الموسم الرمضاني، يعرضها للظلم بسبب كثرتها ومنذ وقت طويل ونحن نسمع عن موسم موازٍ ولكنه لا يتحقق. وبالنسبة للمسرح لماذا توقفت عن تقديم عروض مسرحية؟ - اعتذرت عن المسرح منذ عشر سنوات ومازال يعرض عليّ أعمال ولكني أرفضها بحكم السن، بدايتي كانت في المسرح وقدمت عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية مع فرقة ستوديو 80 مع الفنان محمد صبحي ولينين الرملي وقمت بالتأليف والإخراج فكانت بدايتي مسرحية، ولكن مع عام 2002 بدأ المسرح في الانقراض بسبب ظهور موجة الأعمال الكوميدية التي أخذت معها جيل الشباب وأثرت بالسلب علي المسرح الخاص حتي تلاشي فلم يعد هناك مسرح. ولماذا لم تتجه لتأليف أعمال درامية؟ - طُلِبَ مني كتابة عدة أعمال درامية ولكن الأمر يحتاج مجهوداً كبيراً، خاصة أنني لست دارس قواعد الدراما، ولا أعتقد أنه لدي الموهبة التي تجعلني أقوم بذلك، فأنا أكتب القليل من الشعر منذ بداية حياتي ولكن حتي ذلك توقف مع هموم الزواج والعمل ولم أعد للشعر إلا بعد ثورة يناير وإحساسي بالأحداث السياسية الساخنة التي نمر بها. ومتي قررت إصدار هذه الأشعار في كتاب؟ - من فترة طويلة، وعدد كبير من الأصدقاء يطلب مني عمل ذلك ولكني كنت أرفض، وبعد الثورة قام خالد الصاوي ونبيل فاروق بالطلب من صاحب دار النشر التي ينشران فيها أن يحاول معي، ووجدتهم مجموعة من الشباب وعندهم طموح وكثير من المطبوعات لكتاب كبار وشباب، وساعدوني في تجميع أعمالي السابقة، واستغرق الأمر أكثر من عام لتجميع هذه الأعمال، وتقسيمها إلي فصول حيث قسمت الكتاب إلي 5 فصول. ولماذا أطلقت عليه اسم «تخاريف»؟ - منذ بداية حياة وأنا أكتب أشياء يغلب عليها طابع التخاريف، ولا أعرف ما إذا هذا كان تلاقي خواطر أم ماذا مع الكاتب الكبير لينين الرملي الذي كتب مسرحية بنفس الاسم، ولكني كنت كتبت بعض هذه الأعمال قبل ذلك وأطلقت عليها نفس الاسم. وهل اختيارك لاسم «تخاريف» تسبب في مشاكل مع لينين الرملي؟ - أبدا فأنا ولينين الرملي والفنان محمد صبحي أصدقاء منذ زمن بعيد، وأنا قمت باستئذانهما قبل طبع الكتاب وأصررت علي الاستعانة بهما، ليكتبا مقدمة كتابى الأول، وتربطنا ببعض ذكريات سعيدة منذ بداياتنا فى عالم التمثيل والتأليف. في الفترة الماضية تمت مهاجمة كل من شارك في احتفالات الجيش ما رأيك في ذلك؟ - أصبحت كلمة «المطبلاتية» و«الفلول» اتهاماً يوجه إلي كل الناس بغير حق، وهذه المسميات من ادعاءات الثورة، فأنا لم أشارك في أي احتفال في حياتي إلا مرتين الأولي في بداية مشواري وكانت احتفالية للشرطة والأخيرة كانت في احتفالية أكتوبر الماضية والتي رشحني لها تلميذي خالد جلال ووافقت من أجله ومن أجل أن أمحو من ذاكرتي احتفالية الإخوان لهذا الحدث العظيم بحضور قتلة السادات، وهذه المناسبة هي أهم مناسبة في تاريخ مصر الحديث ولها مكانة خاصة في قلبي وليس كل من يحب جيش بلاده مطبلاتي وليس كل من عاصر مبارك فلول. وما رأيك في ترشح المشير السيسي للرئاسة؟ - لا يوجد إلا السيسي علي الساحة يستطيع الخروج بمصر إلي بر الأمان لأن الوجوه الموجودة رأيناها من قبل ولم تستطع فعل شيء.