بينما يسيطر الرجال على صناعة العملات الرقمية المشفرة وتكنولوجيا البلوكشين، برز اسم سيدة من القلائل جدا في هذه الصناعة، هي "Marie Tatibouet". و"Tatibouet" رئيسة قسم التسويق بشركة "Gate.io"، والتي تعد إحدى الشركات ال10 الكبرى في عالم تداول العملات المشفرة، والتي تمتلك مسيرة عملية كبيرة في مجال التسويق بشكل عام، والبلوكشين بوجه خاص، على رغم من سنوات عمرها القليلة، والتي أثبتت خلالها أن كل الصناعات بما فيها الأحدث والأكثر تعقيدا يمكن للنساء أن تتفوق فيها. وتتحدث ماري عن بداية معرفتها بالبلوكيشن، قائلة إنها أعجبت كثيرًا بالتقنيات الجديدة وتقضي وقتًا طويلاً أمام الأجهزة لمتابعة أحدث الأخبار في هذا العالم الذي يتطور كل يوم، موضحة أنها في عام 2015 عندما كانت تدير وكالة التسويق الرقمي الخاصة بها؛ قامت بتحميل تطبيق 21، وحصلت على مكافأة بالعملة الافتراضية عن طريق الإجابة على الأسئلة حول التسويق الرقمي. وتضيف: هذه كانت نقطة تحول كبيرة أشبعت فضولي وخبراتي واهتماماتي، وسرعان ما قمت بالتسجيل على جميع المنصات واستثمرت بعض أموالي الخاصة أيضا. وتتابع: "من خلال الانخراط في مجتمع (blockchain)، انتهى بي الأمر للقيام ببعض الاستشارات التسويقية لعدد غير قليل من مشاريع (blockchain)، وفي عام 2018، قدمت لي (Gate.io) عرضًا لا يمكنني رفضه، ومن يومها أصبحت (CMO of Gate Technology). وتشير إلى أنها منذ ذلك الحين عملت جنبًا إلى جنب مع المدير التنفيذي ورئيس الشركة لإنشاء تجربة أفضل للمستخدمين الدوليين من خلال التفاعل معهم بطريقة أكثر استهدافًا وشخصية: "بصفتي أحد المتحدثين الرئيسيين في (Gate.io)، فقد اتخذت عملي في جميع أنحاء العالم لمعرفة ما يحدث بالضبط في مجتمع (blockchain) على مستوى العالم". بالنسة لماري، تسويق التشفير لا يختلف كثيرا عن الترويج لأي منتج آخر، ومع ذلك نظرًا لأن الناس يقدمون لك أموالاً كاستثمار، بدلاً من الشراء، فإن الآثار القانونية أكثر خطورة، وعادة ما يكون مستثمرو التجزئة أكثر تشككًا (خاصة بعد عام 2017، عام حيل التشفير). ونظرًا لأنك لا تستطيع تقديم ضمانات، فإن بناء الثقة أمرا ضروريا للغاية، لكن الثقة "المستعارة" في عالم التشفير لا تأتي بثمن زهيد، مشددة على أن وجود مشروع ممتاز وإيجاد المستشارين المناسبين للمشاركة أمر ضروري للغاية لبناء تغطية مجتمعية وإعلامية حقيقية من أجل تحقيق النجاح. وتتوقع ماري زيادة مطردة في عملات البيتكوين والعملات الافتراضية الأخرى في السنوات الخمس المقبلة، مع استمرار العملات الوطنية، حيث يستخدم أقل من 1% من سكان العالم بيتكوين، فى حين أن أكثر من 40% من سكان العالم غير متعاملين مع البنوك، لذا عندما تنظر إلى الأمور من هذا المنظور، تبدو العملات الافتراضية وكأنها لا تحتاج إلى تفكير. وتستطرد: "من المرجح أن يكون 2019 هو العام الذي نشهد فيه بعض عمليات التنظيم والتغييرات الرئيسية، مما يؤدي إلى تغيير منظور وسائل الإعلام الرئيسية والرأي العام في هذه الصناعة". وعن مستقبل التشفير تقول: "مع سوق البيع في عام 2018، رأينا الكثير من الهواة في عالم التشفير يختفون في حين أن العديد من الشركات الأكثر اتساقا ويمكن الاعتماد عليها قد عززت مكانتها، بما أن الصناعة أصبحت أكثر تنظيما، فمن المحتمل أن تكون الشركات مسؤولة أكثر مما كانت في الماضي". وتعتبر ماري، وسائل الإعلام، جزءا هاما في تلك الصناعة التي تحتاج إلى الانتشار، فهي السبيل الوحيد لتزويد الجمهور بمعلومات جيدة وقيمة. العمل في مجال التكنولوجيا ساعد ماري كثيرا، فهي اعتادت أن تكون في الأقلية، ولكن في مساحة التشفير، ليس من غير المألوف بالنسبة لها أن تكون السيدة الوحيدة في أي حدث يجمع خبراء البلوكشين.