قال السفير أيمن مشرفة سفير مصر بالجزائر إن العلاقات العلاقات المصرية الجزائرية متميزة وممتازة، مشيرا إلى أن السفارة تسعى حاليا لجذب 100 ألف سائح جزائري لزيارة مصر خلال العام المقبل. وأضاف مشرفة في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر، أن "العلاقات المشتركة بين البلدين متميزة، وما يؤكد ذلك أن أول زيارة خارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي كانت للجزائر إيمانا منه أن العلاقات المصرية الجزائرية هي علاقات استراتيجية وتاريخية". وأشار إلى أن الحكومة المصرية من أول الحكومات التي اعترفت بالجزائر بعد استقلالها وكانت شريكا فاعلا منذ بدء طرح قضية استقلال الجزائر على الساحة الدولية والأمم المتحدة. وقال السفير مشرفة "عام1956 مصر تعرضت للعدوان الثلاثي لأن الحكومة الفرنسية رأت أن مصر كانت شريكا وداعما رئيسيا للثورة الجزائرية ولذلك اشتركت مع إنجلترا وإسرائيل بشن العدوان الثلاثي على مصر وانتصرت وقتها الإرادة المصرية بهزيمة العدوان الثلاثي وانتصرت بعد ذلك الإرادة الجزائرية بالحصول على الاستقلال عام 1962". وأكد أن العلاقات بين البلدين ودية وطيبة للغاية ولا تحتاج لقاءات مبرمجة على المدى الطويل، وقال "ولكن عندما تستدعى الضرورة تعقد اللقاءات بمنتهى السهولة، وكان أخر هذه اللقاء، المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مع نظيره الجزائري أحمد أو يحيى على هامش اجتماعات الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي". ووأوضح أن "هناك لقاءات متعددة بين وزيري خارجية مصر والجزائر في كافة المؤتمرات والمحافل الدولية وهناك اتصالات متواصلة بينهما". وأضاف السفير المصري "قدمت صورة من أوراق اعتمادي لوزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل بعد 48 ساعة من وصولي وكانت بادرة طيبة من السلطات الجزائرية، ووعدني الوزير مساهل بتسهيل مهمتي ووجدت منه كل تفهم والباب مفتوح للقاء المسؤولين الجزائريين". وحول التعاون المصري الجزائري في حل الأزمة الليبية، أوضح مشرفة أن تطورات الأوضاع في ليبيا تعتبر من الأمور التي تمس الأمن القومي المصري والجزائري، مؤكدا أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين البلدين في ضرورة الحفاظ على وحدى ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الأجنبي وإيجاد حلول سلمية للتوصل إلى حل على الساحة الليبية. وقال إن "مصر والجزائر شاركتا في آلية دول الجوار الموسعة التي تشمل 7 دول، والآلية الثلاثية التي تضم مصر والجزائروتونس، كما شاركت مصر والجزائر في أغلبية المؤتمرات التي عقدت حول القضية الليبية وكان أخرها مؤتمر باليرمو الذي شارك فيه الرئيس السيسي، وكذلك شارك فيه رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى " . وأكد أن ليبيا دولة محورية في وسط البحر المتوسط سواحها حوالي 2200 كيلومتر ولها جوار مع 7 دول وتؤثر في الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أنه لذلك الشأن الليبي شأن هام ودائما، موضحا أن هناك تنسيقا دائما ومستمرا بين مصر والجزائر في هذا الخصوص . وأشار إلى وجود تعاون مصري جزائري في مكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء،، وقال "ظاهرة تزايد الإرهاب في الساحل والصحراء كان نتيجة مباشرة لما حدث في ليبيا من انهيار الحكم المركزي وتداول السلاح وانتشار الإرهابيين من بؤر النزاعات الساخنة فضلا عن التدخلات الإقليمية لبعض الدول التي تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا مما أدى إلى تفاقم الأوضاع في الساحل والصحراء لذلك مصر والجزائر تشاركان بشكل كبير في كل الاتجاهات التي تؤدي لمكافحة هذه الظاهرة". ولفت السفير مشرفة بأن "مصر من أوائل الدول المهتمة بظاهرة الهجرة غير الشرعية لطابعها الإجرامي والإنساني والدولي وهي تشارك وتتعاون مع دول الجوار في إطار متعدد الأطراف وإطار إقليمي وهناك دائما تواصل مستمر مع شركاء مصر حول هذه القضية". وفيما يعلق بتدشين مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الجزائرية بالبرلمان الجزائري مؤخرا، قال السفير مشرفة إن "العلاقات البرلمانية أحد العلاقات المهمة، لأنها تمثل وتجسد العلاقات الشعبية بين نواب الشعب المنتخبين في البلدين، والتواصل بين البرلمانيين سيعزز أواصر الصداقة التاريخية بين البلدين والشعبين في صورة زيارات متبادلة وفعاليات مشتركة والتعاون في مجال الدبلوماسية البرلمانية سواء في البرلمان العربي أو الاتحاد البرلماني الدولي". وأشار السفير المصري إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 456 مليون دولار وهو لا يرقى للعلاقات المشتركة والإمكانيات القوية للبلدين، موضحا أن الصادرات المصرية للجزائري تتركز في آلات وبعض المنتجات الغذائية والمنسوجات والكابلات والحاصلات الزراعية والمستحضرات الطبية وبعض المواد الكيماوية التي تدخل كمواد أولى في بعض الصناعات. وتابع قائلا:- "نتمنى أن يزداد التبادل التجاري، ونشجع إنشاء مجلس رجال أعمال مصري جزائري، وخلال 2019 من المقرر اجتماع لجنة المتابعة بين البلدين بحيث تمهد استئناف اعمال اللجنة المشتركة" . وأضاف أن "هناك 19 شركة مصرية عاملة في الجزائر في مجالات المقاولات والبتروكيماويات والصناعات الكهربائية وخدمات البترول وهذا التواجد المصري موجود في الجزائر منذ استقلالها ولم يتوقف حتى في فترة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر وهناك ترحيب بالتواجد المصري من قبل المسؤولين الجزائريين، ونتمنى زيادة حجم الاستثمار المباشر المصري في الجزائر، والجزائري في مصر". وأعرب السفير مشرفة عن اهتمامه بالسياحة كأحد الوسائل غير التقليدية في تنشيط العلاقات المشتركة بين البلدين، وقال "العام الماضي كان هناك طفرة في عدد التأشيرات السياحية التي أصدرتها السفارة وصلت إلى 41 ألف تأشيرة ورغم هذه الطفرة إلا أن الرقم مازال قليلا ونأمل في زيادته إلى 100 ألف لأن الجزائر تصدر سنويا 2 مليون سائح جزء كبير منهم يذهب إلى تونس فيما يسمى سياحة السيارات وهي لا تنافس السياحة المصرية ". وقال "تم اكتشاف وجهات جديدة للسياح الجزائريين مثل شرم الشيخ والغردقة مرسى علم، حاليا نفكر في تسيير رحلات طيران عارض "شارتر" مباشرة إلى هذه المقاصد، غير السياحة التقليدية في القاهرة والفرعونية في جنوب مصر". وأضاف أن "السياحة جسر التواصل الحقيقي بين الشعوب، وهي منتج يلمسه الشعبان وقد يؤدي بعد ذلك إلى زيادة التبادل التجاري، ولاحظنا وجود تجارة موازية بسبب السياحة، فالسياح يشترون أشياء كثيرة من السوق المصري وهذه التجارة غير مسجلة في إحصائية، وهناك 11 رحلة طيران أسبوعيا بين مصر والجزائر وهي دائما ما تكون كاملة العدد وأغلب الركاب من الجزائريين وهذا مؤشر جيد". وتابع قائلا إنه "لو تيسرت قواعد الحصول على التأشيرة سيزداد عدد السياح، والجهات المعنية في البلدين ستجتمع قريبا في محاولة لتيسير إجراءات التأشيرة وصولا بعد ذلك إلى رفع التأشيرة تماما بين البلدين". وعن العلاقات الرياضية بين البلدين، قال السفير مشرفة "كرة القدم دائما هي الرقم الصعب في العلاقات المصرية الجزائرية لكن مؤخرا تم تجاوز هذه الأزمة، حيث كان هناك مباراتان للأهلي مع وفاق سطيف، ومباراتان للمصري مع اتحاد العاصمة ولم تكن هناك أي مشكلة، والمباريات أقيمت في مصر والجزائر في أجواء رياضية ممتازة ونحن ننسق دائما مع السلطات الأمنية الجزائرية والأندية وهناك تعاون وتنسيق كامل لكي تخرج المباريات في شكل جميل وتنشط العلاقات الرياضية" وأضاف "في كرة القدم أو غيرها من الرياضات، مصر والجزائر دائما تحتلان منصات التتويج عربيا وإفريقيا ودوليا، والدولتان لهما باع طويل في مجال الرياضة وبالتالي نحرص دائما أن تخرج اللقاءات المشتركة في الرياضات الجماعية بصفة خاصة بطابعها الجميل والمنافسة الشريفة والروح الرياضية". وأشار إلى أن التبادل الثقافي بين البلدين ممتاز حيث أن هناك تواجدا مصريا في كل المهرجانات الفنية والثقافية الجزائرية طوال العام، والعكس صحيح أيضا، مؤكدا فمصر والجزائر لهما باع طويل في المجالات الثقافية والفنية المختلفة.