قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للنفط مصطفى صنع الله إن المؤسسة لن ترفع حالة "القوة القاهرة" عن حقل الشرارة وسيبقى مغلقا "حتى يتم وضع ترتيبات أمنية بديلة". وأرجع صنع الله ذلك إلى قيام مجموعة مسلحة بتهديد موظفي المؤسسة بالعنف، إضافة إلى تورطها في أعمال إجرامية أخرى. جاء ذلك ضمن إيجاز صحفي لمكتب الإعلام بالمؤسسة ليل أمس الخميس، وبعد يوم من إعلان المجلس الرئاسي إعادة فتح الحقل عقب زيارة رئيس المجلس فائز السراج للحقل ولقاءه ممثلين عن حراك غضب فزان (المتسبب في الإغلاق) وقيادات أمنية وعسكرية بالمنطقة، وإعلان تخصيص مليار دينار ليبي لتنمية وتطوير الجنوب الليبي. وحذّر صنع الله مما وصفه بالعواقب الوخيمة على القطاع النفطي والبلاد ككلّ، التي قد تنتج عن دفع فدية إلى المجموعة المسلحة التي قامت بإغلاق حقل الشرارة. وقال: لا يمكننا وضع عاملينا في موقف خطر وأن نجازف بتعريضهم لمزيد من العنف من قبل هؤلاء الأفراد". وأكّد صنع الله أن المؤسسة تسعى لإيجاد حلّ مشترك للأزمة بحقل الشرارة النفطي، وتهيئة الظروف الأمنية المناسبة لسلامة العاملين بالحقل، وعلق قائلاً: "إن المؤسسة بحاجة إلى إيجاد حلول حقيقية لمشاكل القطاع، فلا حاجة لنا بإصلاحات سريعة ومؤقتة لن تساهم إلا في تشجيع المزيد من أعمال الإغلاق". وأضاف: "وإنّه لمن المهم أيضا أن نتبع نهجا يحدّد أهم المشاكل التي تعاني منها المناطق الجنوبية ويساهم في معالجتها، كما يتوجب تخصيص ميزانيات جديدة، لتغطية برامج رفع مؤشرات التنمية البشرية، وتوفير الخدمات الصحية، والحد من وفيات الأطفال، ومعالجة مشكلة نقص المياه، وتحسين فرص الحصول على التعليم، فضلاً عن المساهمة في تطوير الفرص الاقتصادية المحلية". وأضاف: "إن أي اتفاق يمكن التوصّل إليه يجب أن يرفع من المستويات المعيشية لسكان الجنوب، و يجب ألا يكافئ أولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم الشخصية باستخدام العنف، فهذا الأمر سيجر ليبيا إلى مسار خطير".