ضمن سلسلة "كتاب اليوم"، صدر حديثا كتاب "حكام مصر والسينما" للكاتب محمود قاسم. وقدم علاء عبد الهادى رئيس تحرير "كتاب اليوم" للكتاب على النحو التالي: "إذا سألت أحد العوام: هل تعرف من هو الناصر صلاح الدين؟ ستجده يجيب وبدون تردد: طبعا أعرفه إنه الفيلم الذى قام ببطولته الفنان الراحل أحمد مظهر وأخرجه يوسف شاهين.. إلى هذه الدرجة شكلنا معلوماتنا عن الحروب الصليبية، من هذا الفيلم، وإلى حد رفضنا القاطع والبات حتى لبعض الباحثين وأساتذة التاريخ، الذين يريدون أن يقولوا لنا كلاما آخر عن شخصية صلاح الدين". ويضيف عبد الهادي: "لا شك أن دورالسينما خطير، وتمثل آلة ضخمة تستطيع أن تشيطن بها من تريد أو أن تمجد من تريد، ليس بالضرورة فى كلتا الحالتين أن يكون الأمر مستندا إلى حقائق!، ودليلي فى ذلك مثلا أننا بنينا كل معلوماتنا، ونظرتنا عن الفترة الملكية، على مجموعة من الأفلام العبقرية، وبغض النظر عن الحقيقة فيها، فيلم مثل "رد قلبى"، رأينا من خلاله كيف كانت الحياة فى البلاط الملكي والدسائس التى كانت تحاك والصراع السياسي، الذي انتهى بالثورة ضد الظلم والطغيان في ثورة 23 يوليو، ومع الفترة الناصرية أطلق العنان لمنتجي السينما لتشويه الفترة الملكية، وتصوير حكام مصر من أبناء وأحفاد محمد علي باشا وكأنهم رجال لا يعنيهم شىء في الدنيا سوى الجري وراء ملذاتهم وشهواتهم". على مدار 100 عام، تناولت الأفلام حكام مصر بصور متعددة، أغلبها خضع للتوجه السياسى للمخرج والمنتج، وللظرف التاريخي، وفى نفس الوقت كان هناك من الرؤساء من تابع السينما، واستخدمها، وهناك من أحبته السينما، وبعضهم تعاملت معه السينما باعتباره شخصية ثرية أساسية ومحورية في مجرى الأحداث. وفى كل الأحوال نظر المصريون إلى حكامهم من خلال مرآة السينما، فكيف كانت تلك النظرة؟، الأمر فى غاية الأهمية، عندما ندرك خطورة دور السينما في تشكيل الوعي القومي، وفي توجيه الناس في اتجاه بعينه، نظرة تحليلية بسيطة تقارن بين أفلام ما قبل ثورة 23 يوليو وأفلام ما بعدها، تعطيك الإجابة عن أهمية هذا الدور في تشكيل هوى الناس وصناعة ذائقة المشاهدين.