حذرت دراسة سويسرية من تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، لتأثيرها على الصحة العامة، واحتمالية الإصابة بأمراض القلب في مراحل متقدمة، والوفاة في بعض الأحيان، بعد إجراء بحوث عن الآثار الجانبية لبعض هذه العقاقير على المرضى. وأوضحت الدراسة التى نشرتها صحيفة «الديلي ميل» البريطانية، أن تفاوت الآثار الجانبية لهذه العقاقير يعتمد على تأهيل المريض للحصول على أدوية «الستاتين»، وهو أحد أهم أنواع الأدوية المخفضة للكوليسترول، وأكثرها استخدامًا في وقتنا الحاضر. وبالرغم من وصف أدوية «الستاتين» في بريطانيا وأمريكا ل10% من الأشخاص المهددين بالإصابة بأمراض القلب، لما لها تأثير في الحماية من هذا الخطر، إلا أن الدراسة وجدت أضرار محتملة للعقار تفوق فوائده. وأجرى الباحثون في جامعة «زيوريخ»، السويسرية، فحوصات على الرجال والنساء والأطفال من مختلف الفئات العمرية؛ لمعرفة الآثار الجانبية لهذه العقاقير، ووجد أنه يحتمل إصابة متناول العقار بأمراض القلب على المدى البعيد، فضلًا عن الإصابة بمرض السكري ، والتهاب الكبد والبنكرياس، وعدم وضوح الرؤية، والإرهاق، ومشاكل في الذاكرة. وعلق الكثير من العلماء على الدراسة السويسرية في تأييد للعقاقير المخفضة للكوليسترول، فقال البروفيسور «كوسيك راي» أحد المتخصصين في الكلية الامبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب في بريطانيا، إن الدراسة غير دقيقة لأنها محدود، والآثار الجانبية ومعدلات الإصابة بها ليست كبيرة مقارنة بمخاطر الكوليسترول. وأكد الدكتور«رين»، مدير إدارة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في شعبة تنظيم الأدوية، على فوائد العقاقير المخفضة للكوليسترول، والتى تعد أكبر من مخاطر الآثار الجانبية على غالبية المرضى، متابعًا: «أجريت دراسة على فاعلية وسلامة الستاتينات في عدد من التجارب الكبيرة، وأظهرت فاعليتها في انخفاض مستوى الكوليسترول في الدم وتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». وعقبت هيئة مراقبة الصحة في بريطانيا، على الدراسة بأنه يجب وصف الأدوية المخفضة للكوليسترول على نطاق واسع لمنع آلاف الوفيات المبكرة، حيث تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول إلى تصلب وتضيق الشرايين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتات الدماغية. يعتقد أن ما يقرب من ستة ملايين شخص في بريطانيا يتعاطون أدوية الستاتين، بينما يتناول 30 مليون أمريكي عقار «الستاتينات»، وفقا للإحصائيات.