بإبرتى تريكو وخيط وضعت الفلسطينية سناء جبارين نفسها فى تحدى حياكة مائة طاقية من الصوف فى أقل وقت ممكن لتعين الأطفال المصابة بالسرطان على مواجهة برد الشتاء وإدخال البهجة على قلوبهم البريئة، لتعلن فى منشور حظى بتفاعل كبير إتمامها التحدى فى 49 يوما فقط. سناء جبارين السيدة الفلسطينية ومعلمة الفنون والأشغال اليدوية منذ نحو 30 عاما تقطن مدينة «أم الفحم» وتعتز بكونها من السكان المحليين الأصليين الذين لم يتمكن عنف الاحتلال الصهيونى من تهجيرهم من أراضيهم. تخصصت جبارين فى تعليم الطلاب أنواعا مختلفة من الفنون لكن أهمها فنى التحبير والحياكة اللذين تعلمهما للطلاب باحترافية عالية، كونها تقدر أهمية الفن بالنسبة للطلاب فهو نافذة للتعبيرعن مشاعرهم وأفكارهم. تحكى جبارين ل«الشروق» أن الفكرة بدأت عندما تعرفت على أم لطفل توفى بالسرطان تخصص جزءا من وقتها لإسعاد ومساندة أطفال السرطان والتى طلبت منها تخصيص ورش عمل لهولاء الأطفال أثناء الصيف ومعظمهم من قطاع غزة، لكن الظروف حالت دون تنفيذ الفكرة لكن إصرار سناء على الوصول لقلوب هؤلاء الأطفال هو ما دفعها لبدء مشروع حياكة طاقيات صوفية ملونة لهم. هذه ليست المرة الأولى التى تقوم فيها جبارين بنشاط خيرى لكنها دائما ما تتطوع لتقديم خدمات للمسنين وللجمعيات الخيرية. تذكر جبارين أنها أرادت من خلال منشورها توثيق التحدى الذى استطاعت إنجازه وليس الترويج للعمل الخيرى لكن رد الفعل الإيجابى أسعدها كثيرا كما أسعدتها رسالة تلقتها من فتاة مصرية استلهمت منها الفكرة وقررت مع مجموعة من زملائها البدء فى حياكة 1000 طاقية للأطفال المصابة بالسرطان فى مصر. تقول سناء عن مشروعها: «كان المشروع إنسانيا بحتا لا فرق بين دين أو لون، المهم أن يعيش الطفل لحظة سعادة يشعر فيها أن هناك الكثير من الناس يحبونه ويشعرون بألمه». ما زال لدى سناء الكثير من الأفكار الإبداعية البناءة التى تهدف للخير وتنشر البهجة من خلالها نشاطها المفضل وهو الفنون المختلفة من خلال مركز الفنون الخاص بها الذى أسسته منذ 15 عاما، وتعتبره بمثابة «أجمل عالم» تعيش فيه أجواء الفنون والإبداع.