«العفو عن ديك رومي داخل البيت الأبيض»؛ ربما قد تستعجب عند سماعك لتلك الكلمات وعند مشاهدتك لفيديوهات يعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض عن العفو مدى الحياة عن ديك رومي لا يتم ذبحه مطلقًا، باعتباره تقليدا سنويا يقيمه البيت الأبيض قبل احتفالات عيد الشُكر في أمريكا. ويُعد تناول الديك الرومي على مأدبة العشاء في أمريكا أحد مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث يتناول الأمريكيون في هذه المناسبة أعدادا كبيرة من الديوك الرومي، عدا ديك واحد يُقدم كهدية للرئيس الأمريكي، ويعفو عنه من أن يُذبح أبدًا. الرئيس جون كينيدي، طالب عام 1963 بالحفاظ على تلك العادة التي بدأت منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق إبراهام لينكون، واستمر من بعده كل الرؤساء في هذا التقليد، ويُمنح الإعفاء للديك الرومي أمام عدد كبير من الصحفيين والمصورين الذين يلتقطون صورة الديك الرومي، ثم يُنقل الديك إلى المزرعة الرئاسية حيث يقضي ما تبقى من حياته. ومن المظاهر الأخرى لاحتفال الأمريكيين بعيد الشُكر، هو الذهاب صباح اليوم التالي للعيد، والوقوف أمام المحلات التجارية الكبرى للاستفادة من التخفيضات التي تعلنها المحلات بمناسبة «الجمعة السوداء»، التي تعد أشهر مناسبة للتسوق في أمريكا خاصة، وفي العالم أيضًا. و«عيد الشُكر» الذي يحتفل به الأمريكيون في الخميس الأخير من شهر نوفمبر، يعود الاحتفال به إلى أوائل القرن ال17، تزامنًا مع هجرة الأوروبيين إلى قارة أمريكا هربًا من اضطهاد الكنيسة الإنجليزية لهم، وكان وصول المهاجرين في شهر نوفمبر هو بداية فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والأمطار الغزيرة والثلوج. وهلك عدد كبير من المهاجرين بسبب جهلهم بطرق الصيد والزراعة، قبل أن يشرف الهنود الحُمر على تعليمهم طريقة صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة. وقرر المهاجرون الاحتفال بنعم الله عليهم، حيث دعوا الهنود الحُمر للاحتفال معهم بما أسموه «عيد الشُكر»، وتناولوا خلال الحفل الديك الرومي. ولهذا السبب أصبح الديك الرومي هو الصنف الأساسي في الاحتفال بالعيد، بجانب البطاطس المهروسة، والصلصة من مرق اللحم، وبطاطس حلوة، والذرة، وصلصة التوت البري، وفطيرة اليقطين. وأكسب الرئيس ال16 للولايات المتحدة أبراهام لينكون، عيد الشُكر طقوسا خاصة عندما قرر عام 1863 منح الأمريكيين الخميس الأخير من شهر نوفمبر عطلة رسمية للاحتفال. وتحتفل كندا بعيد الشُكر في اليوم الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، ويكون يوم العيد عطلة رسمية، ويتم التجهيز للاحتفال في الكنائس والبيوت، وتطبيق التقاليد المعروفة حول العيد والتي ترتبط بالصيام والاحتفال في يوم حلول العيد.