بعربة صغيرة تحمل بعض المشروبات الساخنة بدأ أحمد عبدالسلام، الشاب العشرينى، حياته العملية منذ خمسة أعوام، وذلك بعد ادخاره مبلغا لاستئجار عربة «التروسيكل» المتنقل، وأداوت صناعة الشاى والقهوة. لم يقبل أحمد بالواقع المادى السيئ الذى فُرض عليه بفعل ضعف موارد الأسرة، ليلجأ بعد ذلك إلى إنشاء عمل مستقل به، بعدما وفر مبلغا جمعه نتيجة العمل مع إحدى عربات النقل، ليتسنى له استئجار «التروسيكل» المتنقل ليحتل مكانا بشارع الفجالة، ويوزع من خلاله المشروبات الساخنة للزبائن. رغم صغر سنه إلا أن ظروف المنزل الصعبة دفعته إلى العمل مبكرا، الأمر الذى نال جزءا كبيرا من طفولته، ويقول: «لم أشعر بطفولتى فقد بدأت العمل مبكرا على إحدى عربات النقل، لكنى تركته نتيجة تعرضى لحادث وعلى إثره أجريت العديد من العمليات الجراحية، وقررت بعدها البدء فى عمل مستقل حتى لا يتحكم بى أحد. وتابع، تعرضى للكثير من المضايقات من قبل صاحب العمل فى عربة النقل كان سببا فى رغبتى للاستقلال، وبدأت فى استئجار «التروسيكل» المتنقل وحجز مكان لى بشارع الفجالة التجارى، وبعد وقت تزايد عدد الزبائن وأصبحت معروفا للناس. لا يسلم أحمد من مضايقات البلدية بحكم مخالفته لقواعد الطريق، إلا أنه يكسب ود البعض من رجال الأمن لسنه الصغير، ويقول: «كنت مستقرا بأحد شوارع رمسيس، لكن رجال البلدية رفضت وجود الباعة الجائلين، الأمر الذى دفعنى إلى التنقل بين الشوراع حتى أجد مكان مناسب، وأحيانا يتصرف معى رجال الأمن بشكل طيب، لكن مخالفتى للطريق تعرضنى للمضايقات، وفى القريب العاجل سوف أعمل على شراء محل خاص بى حتى لا أتعرض لمثل تلك المضايقات. وتابع، أتحمل أعباء مادية كبيرة، إذ يرغمنى صاحب «التروسيكل» على دفع الإيجار حتى لو كانت محصلة الشهر من العمل غير مجزية، وهذا حقه لكن زيادة الأسعار سببت لى مشاكل كبيرة على مستوى الشهر، لكنى أتمنى أن يكبر مشروعى ويتحول إلى محل شرعى دون تهرب أو مضايقات من البلدية.