وقفت المحكمة العليا في باكستان، اليوم الأربعاء، حكما بالإعدام بحق امرأة مسيحية أدينت بتهمة التجديف، في حكم تاريخي وصفه محللون بأنه «محاولة لمجابهة الإسلاميين». وقال محاميها، سيف الملوك، إن محكمة مكونة من 3 قضاة برئاسة ساقب نزار، أمرت بالإفراج الفوري عن أسيا بيبي، وهي أم مسيحية كان محكوما عليها بالإعدام منذ عام 2010. وأعلن القضاة القرار في العاصمة إسلام آباد، وسط إجراءات أمنية مشددة حول المحكمة، بعد أن حذرت جماعة إسلامية من الاحتجاجات إذا تم وقف حكم الإعدام. وأثار الحكم على الفور مسيرات احتجاجية في العديد من المدن، وأغلق أتباع رجل دين متطرف الطرق في إسلام آباد ومدينة كراتشي الواقعة في جنوبي البلاد. وكانت «بيبي» قد حكم عليها بالإعدام من قبل محكمة جزئية في إقليم البنجاب وسط البلاد عام 2010، بتهمة التجديف أثناء خلاف مع نساء مسلمات خلال العمل في مزرعة. وأيدت محكمة أعلى درجة في العاصمة الإقليمية، لاهور، الحكم في عام 2014، بموجب قوانين التجديف المثيرة للجدل في البلاد. وأثارت القضية اهتماما عالميا وأدت إلى مقتل حاكم إقليم البنجاب آنذاك، سلمان تيسير، في عام 2011، حيث سعى إلى إجراء إصلاحات على قوانين التجديف. وذكرت المحكمة أن الاتهامات ضد «بيبي» استندت إلى أسس قانونية واهية، ولم يكن هناك أي مبرر لمعاقبتها.