قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن هناك محاولة لحماية شخص أو بعض الأشخاص في حادث مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وإنه يجب أن يُنهى موضوع مكان الجثة بشكل سريع. وقال أردوغان، خلال أجابته على أسئلة الصحفيين بعد خروجه من اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه في أنقرة، إنه لا ينبغي أن توضع عراقيل غير منطقية في القضية، مضيفا أنه أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بتفاصيل لم يكونوا يعرفونها في قضية خاشقجي.
كما دعا أردوغان النائب العام السعودي إلى فتح تحقيق بخصوص هوية من أصدر أمر قتل خاشقجي، وأن لا يستثني "أشخاصا معينين" من التحقيق. وأضاف "الآن علينا حل هذه القضية، ولا داعي للمراوغة، ومن غير المنطقي محاولة انقاذ أشخاص معينين". وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قد قال إن بلاده تعتقد أن تبادل المعلومات بين النائب العام السعودي ونظيره التركي في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي مفيد، مضيفا أن التعاون يجب أن يستمر. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيريه من أذربيجان وجورجيا، إذ قال أوغلو إن السعودية هي التي اقترحت زيارة نائبها العام إلى تركيا ودعا الرياض إلى إنهاء التحقيقات قريبا.
النائب العام السعودي سيزور القنصلية حيث قتل خاشقجي
وكان النائب العام السعودي، الشيخ سعود المعجب، قد وصل إلى اسطنبول لمواصلة التحقيق في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية. وقالت الوكالة إن المعجب جاء إلى تركيا على متن طائرة خاصة هبطت في مطار أتاتورك في اسطنبول الليلة الماضية. والتقي المعجب بالمدعي العام في اسطنبول، عرفان فيدان، ومن المقرر أن يزور القنصلية السعودية التي قتل فيها خاشقجي. القضية وكان خاشقجي، البالغ 59 عاما، والذي كان يسهم بالكتابة لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، منتقدا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد اختفى عقب دخوله مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول لإتمام وثائق زواجه من خطيبته التركية. وأفادت تقارير في وسائل إعلام تركية بأنه قتل وقطعت أوصاله على يد فريق أرسل من السعودية خصيصا لإسكاته. ويأتي توجه النائب العام السعودي إلى اسطنبول بعد إقراره الأسبوع الماضي بأن قتل خاشقجي كان "مدبرا"، اعتمادا على أدلة التحقيق التركي. وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الأحد إن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، تعهد بأن الرياض سوف تجري تحقيقا "كاملا". وأضاف ماتيس عقب محادثاته مع الجبير في البحرين: "ناقشنا القضية ... والحاجة إلى الشفافية، وإلى إجراء تحقيق كامل وشامل. واتفق معي الجبير بلا أي تحفظات". وعبر ماتيس عن ثقته في أن التحقيق السعودي سوف يشمل أيضا ما توصلت إليه تركيا. وقال: "سوف تعمل تركيا، بالتأكيد، بما لديها من أدلة جمعتها، على ضمان مراجعة ما يجري، وأنا متأكد من أن التحقيق السعودي سيشمل أيضا الأدلة التي قدمتها تركيا حتى الآن".
محتجون مناصرون لخاشقجي تظاهروا أمام السفارة السعودية في لندن
وكانت السلطات السعودية قد قبضت على 18 سعوديا لصلتهم بقتل خاشقجي، وطلب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان ترحليهم لمحاكمتهم في اسطنبول. وحتى الآن لا يعرف مكان وجود جثة خاشقجي، الذي كان يوما ما أحد المقربين من الأسرة المالكة. وطالب إردوغان الرياض بكشف مكان وجود الجثة، مضيفا أن لدى بلاده المزيد من الأدلة الخاصة بالقتل والتي قد تكشف عنها. وندد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بقتل خاشقجي، ووصفه "بالمقيت"، نافيا أي ضلوع في الحادث، في الوقت الذي تحمل فيه السلطات المسؤولية لأشخاص آخرين.