هانز: نهدف إلى نقل الخبرات المختلفة واكتساب المهارات.. والجبالى: توجد حرب للسيطرة على الفضاء الإلكترونى.. ومواجهة انتشار الأخبار الزائفة «فرض» شريف عامر: الشاشات تزاحمت من حولنا وأصبحت لها القدرة على التأثير على المتلقى.. وفروست: هناك جدل حول تأثير «تويتر وفيس بوك» على السلوك المهنى انطلقت فعاليات «منتدى إعلام مصر»، اليوم، فى نسخته الأولى، بعنوان: «الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة إلى الأمام»، والذى ينظمه النادى الإعلامى بالمعهد الدنماركى المصرى للحوار DEDI، والذى تعد «الشروق» أحد الرعاة الرسميين الإعلاميين للمنتدى الذى يحضره 500 صحفى وإعلامى. وقال مدير المعهد الدنماركى المصرى للحوار، هانز نيلسن، خلال الافتتاح، إن المعهد يهدف إلى نقل الخبرات المختلفة واكتساب المهارات، مستعرضا التحديات التى يواجهها الإعلام حاليا، لافتًا إلى مناقشة القوانين المرتبطة بتنظيم الإعلام خلال المنتدى. وذكر وكيل أول المجلس الإعلامى لتنظيم الإعلام عبدالفتاح الجبالى، أن المؤتمر لمناقشة التحديات التى تواجه الإعلام ومحاولة الوصول إلى خريطة طريق تعمل على مواجهة هذه التحديات، والتباحث حول مستقبل الإعلام فى شكله الحالى. وأضاف: «فوجئنا جميعا اليوم بقصة الشابة المصرية، التى زعمت أن وكالة ناسا تبنت فكرتها، وتأكد للجميع أن التجربة مفبركة تماما، وهذا يوضح لنا سهولة فبركة الأخبار، وهو ما يدفعنا جميعا لمكافحة الأخبار المفبركة والكاذبة»، متابعا: «تدفعنا التحديات الحالية إلى ضرورة العمل على حماية حقوق الملكية الفكرية فى ظل وجود صحافة جادة ومهنية، والسؤال هنا هل عصر ما بعد المعلومات يجعلنا قادرين على مواكبة التطورات أم لا؟». وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت مسرحا رئيسيا للحصول على المعلومة، وأصبح الجمهور يريد أن يصبح مصدرا للمعلومة، وأن الإنترنت فتح الطريق أمام الجميع دون رقيب، مكملا: «من هنا أصبحنا أمام قضية هامة، تفتح لنا مجالا جديدا من مراحل العولمة فى الإعلام». ولفت إلى أن هناك ارتفاعا رهيبا فى تكلفة العملية الإنتاجية وأن هناك وسائل أغلقت وأخرى فى طريقها للإغلاق، فضلا عن تقليل عدد من المؤسسات العاملين بها بسبب ارتفاع التكلفة المادية لتلك الصناعة، مردفا: «هذا يجعلنا بحاجة لمناقشة أن بعض هذه الوسائل تمتلك ميزة هامة هى مواجهة بعض النماذج السلبية مثل خطابات الكراهية، والعنف، والجنس». وأردف: «التساؤل الآن يدور حول مستقبل الإعلام بشكله الحالى خاصة فى ظل أهمية الدور الذى يقوم به فى إنارة الرأى العام؟»، مكملا: «الأمور أصبحت أكثر تعقيدا مع تصاعد دور وسائل التواصل للاجتماعى وظهور مفهوم المواطن الصحفى أصبح المصدر للحصول على المعلومة». وأضاف: «هناك حرب للسيطرة على الفضاء الإلكترونى؛ حيث أكدت الدراسات أن 50% من تجنيد المنتمين لداعش تم عبر الإنترنت، وهو ما يحتم علينا مواجهته»، مردفا: «مواجهة انتشار الأخبار الزائفة الآن فرض، حيث أصبح البعض يمكنه أن ينشر أخبارا زائفة فى حملة ترويجية بأقل من 100 دولار». وذكر أن وسائل التواصل الاجتماعى تتمتع بميزة عامة وهى تستر الهوية مما يسهل من انتشار خطابات الكراهية والتى تحض على العنف، وهو ما دفع إلى تغيير مفهوم الخلايا النائمة إلى الخلايا الإلكترونية فضلا عن الهجمات الالكترونية على المؤسسات خاصة الاقتصادية الأمر الذى يؤدى إلى انتشار الشائعات دون أى عائق قانونى مثلما يحدث فى وسائل الاعلام العادية أو الصحف، فضلا عن فقدان مواثيق الشرف الصحفى والاعلامى جدواها مع صعوبة محاسبة الحسابات الوهمية». من جانبه، قال سمير عمر مدير مكتب سكاى نيوز فى القاهرة، إن سكاى نيوز تهتم بالأساس بالقصة الصحفية الناجحة لتلبية احتياجات المتلقى، مؤكدا أن ما يعنيه هو المتلقى بالعربية بالمقام الأول وحاجته من قصص والتى يطلع عليها دون ملل، مشير إلى أن القصة الإخبارية لدى المتلقى العربى تختلف عن الأجنبى. وقال الإعلامى شريف عامر، مقدم برامج بفضائية «إم بى سى مصر»، إن الشاشات تزاحمت من حولنا وأصبحت لها القدرة على التأثير على المتلقى، مستعرضا خريطة توضح المدة التى يقضيها الأشخاص بمختلف الأعمار السنية على الموبايل واستخداماتها لمنصات التواصل الاجتماعى، موجها تساؤل هل نستطيع التعامل مع الوجه الذى نراه الآن، متابعا: «أتمنى أن نخرج جميعا ولدينا تساؤلات عن بعض ما نراه فى الوسط الإعلامى». وقال البروفيسور كريس فروست أستاذ الصحافة فى جامعة جون مورس بمدينة ليفربول، وعضو اللجنة التنفيذية الوطنية فى الاتحاد الوطنى للصحفيين بالمملكة المتحدة، إن كثيرا من الناس وعمال وموظفى العلاقات العامة يحتاجون للصحافة لنشر ما يريدون ويودون. وتابع: «المجلس عضويته فيها 30 ألف صحفى، ولابد من وجود قوانين، ونقوم بضبط عمل الصحفيين ونقول إننا ننقل المعلومات الصحيحة، ومن المهم فى هذا العالم الحديث أن نتذكر الوسائط الاجتماعية الأخرى مثل فيس بوك وتويتر، التى تنقل أخبارًا أو للأسف شائعات أو فضائح»، مردفا: «يتعين علينا أن ندقق فى كل خبر، واتباع المعايير المحددة، ومن يخرقها يتم وقفه عن العمل وتغريمه»، مشددا على أن لا بد من الدقة، وحماية خصوصية الأسرة، وعدم التحرش، وحماية الأطفال، والتأكد من مبادئ العدالة وأن المتهم برىء حتى تثبت إدانته. وعن الثورة الرقمية قال: «يمكن اعتبار الوسائط الاجتماعية مصدر وناشر، وللأسف هناك من يسىء استخدامها وينشر ما هو ضد النشر الصحيح، وأخبارًا خاطئة، ونحن نتطلع لنشر الأخبار الصحيحة والحقيقية»، مردفا: «هناك جدل حول تأثير تويتر وفيس بوك حول سلوكنا المهنى، وهى وسائط مهمة». من جانبه قال محمد يحيى رئيس قسم الوسائط المتعددة ب«بى بى سى» عربى، إن أهم شىء هو تقديم خدمة متميزة للجمهور العربى، مردفا: «نحن نبحث عن احتياجات الجمهور، والتى لم تعد سماع خبر فقط بل هناك أشياء أخرى يحتاجها الجمهور مثل التحليل والفهم، فضلا عن مواد بها جانب تعليمى، وترفيهى أيضا، موضحا أنه يتم تحليل المحتوى يوميا لتقديم تنوع مختلف، للقطاعات المهمشة من الجمهور الأقليات ذوى الاحتياجات الخاصة المرأة، وهذا ما نسعى له». وتابع: «الشبكة تقدم ب40 لغة، وهناك أشياء مشتركة، إلا أن كل محتوى موجه لمنطقة جغرافية معينة سيحتاج لاختلاف المحتوى بحسب اهتمامه. وقال محمد هانى مدير تحرير جريدة الشرق الأوسط، إنهم كصحيفة تتوجه للقارئ العربى، تختلف قصتها عن المحتوى المحلى، مكملا: «هناك مساحة للتحليل والقصة المعمقة والقصص الخبرية، والصحافة المطبوعة حاليا تعانى من ارتفاع كلفة الإنتاج»، داعيا إلى ضرورة وجود هامش حقيقى للحرية حتى لا يلجأ أحد لوسائل التواصل الاجتماعى للبحث عن الأخبار.